لاأستطيع العيش بدونها !!!
كل أموري تتوقف عند رحيلها !!!
أكاد أفقد عقلي إذا لم تكن موجودة !!!
حتى أطفالي لايمكنهم أن يعيشوا بدونها !!!
باختصار تنقلب الحياة رأسا على عقب لو رحلت !!!
رويدك أخي القارئ ربما ذهب ظنك إلى أن المذكورة في السطور أعلاه هي الأم ؟
أو ربما الجدة التي اعتادت أن تجتمع الأسرة حولها وتشعر ببركتها بوجودها بينهم فيعم عليهم الخير والسعة والبركة ؟؟
وربما ابتعدت قليلا في خيالك فاعتقدت أنها قد تكون أي فرد من أفراد العائلة ؟؟
★☆★☆
و لكن اسمح لي أن أهبط و إياك على أرض الواقع فأخبرك
أن هذه المرأة التي لا يمكن الحياة بدونها هي ( الخادمة) أجل الخادمة !!!
ولعلي يوما ما اعتقدت أن وجودها ضروريا للمساعدة في أعمال المنزل فقط وليس للأطفال،
ولكني أحببت أن أحيي سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم
التي ربما غفل عنها الكثير من رجال ونساء إلا من رحم الله.
فقد روى البخاري في "صحيحه" أنَّ فاطمة - رضِي الله عنها - شَكَتْ ما تَلقَى من أثر الرَّحَى،
فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سبيٌ،
فانطَلقَتْ فلم تجده فوَجدت عائشة فأخبرتها،
فلمَّا جاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
أخبرَتْه عائشة بمَجِيء فاطمة،
فجاء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
إلينا وقد أخذنا مضاجعنا،
فذهبتُ لأقوم فقال: ((على مكانكما))، فقعَدَ بيننا،
حتى وجدت برد قدمَيْه على صدري، وقال:
((ألاَ أعلِّمكما خيرًا ممَّا سألتماني؟
إذا أخذتما مضاجعكما تُكبِّران أربعًا وثلاثين،
وتسبِّحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين،
فهو خيرٌ لكما من خادم)).
قال العيني: وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة
والخادم بالدنيا. والآخرة خير وأبقى، وإما أن يراد بالنسبة
إلى ما طلبته بأن يحصل لهابسبب هذه الأذكار
قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم
فبعد أن التزمت هذه النصيحة النبوية وقررت ترحيل الخادمة
عوضني الله تعالى الخير الكثير، فالتزمت الذكر كل ليلة،
واستعدت قوتي و نشاطي وحيويتي في بيتي، وعلمت أبنائي
أن الانسان المسلم يستطيع أن يكفي نفسه باتكاله على ربه
ثم بتعاونه مع أفراد الأسرة، وتعلم أبنائي ماذا تعني النظافة الحقيقية
والتزموا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
( نظفوا بيوتكم و أفنيتكم و لا تشبهوا باليهود .... )،
وعلمتهم احتساب الأجر عند تنظيف المنزل:
(إماطة الأذى عن الطريق صدقة )
وباختصار أستطيع أن أقول أن رحيل الخادمة
لم أخسر به شيئا أبدا ولكنني كسبت الكثير من خيري الدنيا والآخرة.
★☆★☆
بقلم : الأخت الفاضلة " اللجين "
المصدر : " لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم "