فى بيت رسول الله
حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة
جمع ريقها بريقه
عن ذكوان .. أن عائشة كانت تقول : إن من نعم الله علىٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي , وفي يومي وبين سحري ونحري , وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته , ودخل على ٌ عبد الرحمن ( ابن أبى بكر ) وبيده السواك , وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك , فقلت آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم , فلينته فأمره . ( وفي رواية ثانية : فقضمته ونفضته وطيبته , ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به , فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ) وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في أخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة .
وهناك أحاديث وروايات كثيرة في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحبها له ويكفي الحديث الصريح الذي يرويه الشيخان عن عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟
قال : عائشة .
قال : من الرجال ؟
قال : أبوها .
قال : ثم من ؟
قال : ( عمر )
وهو حديث مشهور وصريح في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها , وكان يصرح بذلك أمام أصحابه .
فهذه من خصائص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد ذكرت هي عن نفسها عشر خصال فضلت فيها عن باقي أمهات المؤمنين .. قالت :
1-لم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيري .
2-لم ينكح بكراً قط غيري .
3-وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال : تزوجها فإنها امرأتك .
4-وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري .
5-وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري .
6-وكان ينزل عليه الوحي وهو معي , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري
7-وقبض الله تعالي نفسه وهو بين سحري ونحري .
8-ومات في الليلة التي كان يدور على فيها .
9-ودفن في بيتي .
10- وأنزل الله عزوجل براءتي من السماء .
فالحب أساس العلاقات , ويتوفر بين الزوجين إذا تحدث الزوجان عن مستقبلهما وأحلامهما فهذه من علامات الحبي , وكذلك اللمسة الحانية والنظرة الدافئة , وحفظ الأسرار والاحترام والتقدير والقرب النفسي والجسدي , كل ذلك من علامات الحب الزوجي وهو الحب الحقيقي المطلوب , وخير العلاقات الزوجية ما قام على الحب في الله , لا الحب ن أجل مصلحة دنيوية أو قضاء شهوة إنسانية , بل هو حب مجرد , فيه الإخلاص والصـدق وهو بخلاف حب العاشق كما وصف النبي قيس ليلى فقـال
أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
فهذا حب أعمى مرفوض في عالم العلاقات الزوجية .
مقتطفة من كتاب جاسم المطوع
معنى الحب عند الحبيب صلى الله عليه وسلم
لمن اراد ان يعرف معنى الحب الحقيقى غير المزيف
فليبحر مع هذا الموضوع جزى الله الكاتب خير الجزاء
مع زوجته عائشة التي يحبها كثيراً ، يراها تشرب من الكأس فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها، حب حقيقي لا يعرف معنى الزيف ، لإن صار الحب في زماننا اليوم شعاراً ينادى به وكلمات تقذف هنا وهناك فإنها في نفس محمد عليه الصلاة والسلام ذات وقع وذات معنى قل من يدركه ويسعد بنعيمه.
وهو يسابقها في وقت الحرب ، يطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.
لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.
وفي المرض ، حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع الى لقاء الرفيق الأعلى ، لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة احتضاره ( عليه الصلاة والسلام ) إلا في بيت عائشة ، لماذا؟ ليموت بين سحرها ونحرها ، ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به مشاعر كاتب.
ذاك رجل أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً ، دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ) .
حب لا تنقض صرحه الأكدار ، حب بنته لحظات ودقات قلبين عرفا للحياة حبا يسيرون في دربه.
هي عائشة التي قال في فضلها بأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وهي بنت أبو بكر رفيق الدرب وصاحب الغار وحبيب سيد المرسلين.
هي عائشة بكل الحب الذي أعطاها إياه ، حتى الغيرة التي تنتابها عليه ، على حبيبها عليه الصلاة والسلام ، غارت يوما من جارية طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته ، فقال للجارية ممن هذه ، قالت : من ام سلمة ، فأخذت الطبق ورمته على الأرض ، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لصحابته ، غارت أمكم ! ويأمرها بإعطاء الجارية طبقا بدل الذي كسرته.
يتبع000