العفو..
1- يمحو آثار الذنوب كأنك لم ترتكبها، ثم ينسيك إياها أنت والملائكة يوم القيامة..
2- يرضى عنك..
3- يعطيك عطاء دون أن تسأله..
ولذلك كان الدعاء " اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عنا " فأكثروا منه..
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟"، قَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ". أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح .
اسم الله العفو - جاء في القرآن خمس مرات ، مرة مقترن باسم الله القادر "...إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً (النساء:149)، فقد أعفو عنك وأنا غير قادر عليك، لكن الله سبحانه قدير، قادر عليك، ومع قدرته عليك عفا عنك.
ومقترن باسم الله الغفور "...إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً " (النساء:43)، " فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً " (النساء:99)
ليريك الكرم، وليقول لك: يمكنك أخذ هذه المغفرة، ويمكنك أخذ الأكبر منها والمنزلة الأعلى وهي العفو.
ما معنى اسم الله العفو ؟
(عفا ) لغوياً لها معنيين: أعطيتُه من مالي عفواً أي أعطيته شيئاً طيباً من حلال مالي، عن رضا نفس، دون أن يسأل ... " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ..." (البقرة:219) وهذا أفضل ما تنفقون من مالكم.
العفو: الإزالة، يقولون: عَفَت الريح الآثار: أي أزالتها ومسحتها، ومنها ما ورد في السيرة في رحلة الهجرة، لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم لغار ثور ومعه أبو بكر وأسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام، فتجد الرواية في السيرة (فأمر غلامه أن يعفوآثار أقدام أسماء حتى لا يعرف الكفار طريق النبي).
ثلاثة أمور في اسم الله العفو: يزيل ويمحو، ثم يرضى، ثم يعطي، فهو سبحانه أزال وطمس ومحا ذنوب عباده وآثارها، ثم رضي عنهم، ثم أعطاهم بعد الرضا عفواً دون سؤال منهم.
الفرق بين العفو والغفار: لكي تشعر باسم العفو حقاً، اعرف الفرق بينه وبين الغفار، أسماء الله كلها حُسنى، لكن العفو أبلغ من المغفرة.. كيف ؟
هناك من يتعامل معه الله تبارك وتعالى بالمغفرة، وهناك من يتعامل معه الله بمنزلة أعظم.. بالعفو، فأنت ماذا تستحق؟
أما هو فغفور وعفو.. المغفرة أنك إذا فعلت ذنباً فالله يسترك في الدنيا، ويسترك في الآخرة، ولا يعاقبك على هذا الذنب ، لكن الذنب موجود!
أما العفو فالذنب غير موجود أصلاً، كأنك لم ترتكب الخطأ، لأنه أزيل ولم تعد آثاره موجودة، لذلك فهو أبلغ.. فقد تكون عملت صغائر، ولم تتقرب من ربنا أو لم تدرك ليلة القدر أو... فتأتي يوم القيامة فتجد الغفور، وقد تكون عملت كبيرة، فتبت وعدت وأدركت ليلة القدر وعبدت الله فيها فتجد يوم القيامة العفو.
والعفو لا يذكرك بسيئاتك لأنه محا ، أما الغفور فقد يذكرك بسيئاتك ثم لا يعاقبك، والغفور قد يغفر لك ولا يرضى عنك ، أما العفو فراضٍ بالتأكيد مثال للفرق بين العفو والغفور يوم القيامة
حديث: (يأتي العبد يوم القيامة فيقول له الله تبارك وتعالى ادنُ عبدي، فيقترب العبد، فيرخي الله تعالى عليه ستره، فيقول له الله: أتذكر ذنب كذا ؟ لاحظوا أن الذنوب موجودة في الصحيفة - فيقول: نعم يا رب، فيظن العبد أنه هالك، فيقول له الله : سترتها عليك في الدنيا وها أنا أغفرها لك اليوم ) هذه مغفرة.
لكن العفُوّ ماذا يقول لك يوم القيامة ؟
( يا فلان، إني راضٍ عنك لما فعلت في الدنيا، قد رضيت عنك وعفوت عنك ، اذهب فادخل جنتي)
أرأيت الفرق بين هذه وتلك ؟ فأي منزلة تريد أنت؟
والعفُوّ تلقاه يوم القيامة فيقول لك تمنَّ يا عبدي واشتهي، فإني قد عفوت عنك، فلنتتمنى اليوم شيئاً إلا أعطيتك إياه)
كيف يمحو ويعفو؟
ينسيك الذنب ، وينسيه للملائكة وملَك الشمال ، ويُمحَى من صحيفة السيئات ، وتأتي يوم القيامة لا يذكّرك به ولا يسألك عنه.. أنت لم تخطئ.. " وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ" (ق:21)، فحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً.. مادام الله عفاه عنك بليلة القدر فالكل سينساه ..
" اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " (الإسراء:14) فتجد ذنوباً موجودة في كتابك وقد غُفرت، لكن هذا الذنب غير موجود لأنه عُفي أرأيت إن عفا كل ما مضى ؟! كانت صفحة بيضاء وكأن صاحبها نقيّ منذ وُلِد إلى أن مات
" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (يس:65) يشهدون على ذنب قبله وذنب بعده، ولا ينطقون بهذا الذنب لأنه عُفي عنهم
منقووول