صونى جوهرتك
أختي الكريمة ..
سأخاطب فيك فطرتك وغيرتك وحيائك ..
وسأخاطب فيك عقلك ..
المرأة كالجوهرة وإن إختلفت درجات بريقها،
تجذب نظرات من حولها حتى أنهم يكادون يتسابقون على أخذها .. إن غطت وجهها صانت بريقها عن أعين الناس .. صانته لمحارمها وزوجها وبنيها .. صانته لمن هم أهل للإستمتاع بلمعان بريقها.
أما التي تلقى بجوهرتها الثمينة (وجهها) في الطرقات والأسواق لينهش بريقها من لا حق له .. فكأنما ألقت بجوهرتها في وحل طين تتدوسه أقدام المارة وعجلات الراكب .. حتى تكاد تنكسر .. وتتحطم .. وتصير رفاتا .. لا بريق لها ولا لمعان .. كله ذهب .. لم يعد إلا بقايا زجاج أسود.
لا يستشعر ذلك إلا من يعش الفرق .. الفرق بين أن تكونى بوجهك وبين أن تكوني منتقبة .. فرق شاسع وإن كان هناك تشبيه أكثر من وحل الطين لشبهت .. هذا هو إستشعار الفطرة .. لا نحتاج إلى من يؤكده لنا .. ففطرة المرأة أن تصون نفسها عن أعين الناهشين والمفسدين والضالين وهم كثير فى زماننا .. وكيف بى أن يرانى أحد!!! .. هذا عظيم لا أقبله لنفسي أبدا ما حييت.
لمن أُرى وجهي لسائق أم لبائع أم لشباب متسكع فى الطرقات!!
لمن أُرى وجهي للرجال يلاحقوننى بنظاراتهم ويكأنى أمة أباع وأشترى!!
لا والله لست بأمة بل أنا حرة أبية أرفض البيع والشراء لوجهي .. أرفض أن يراه غير أهلي وزوجي!!
ألا تغارين يا نفس؟!! أين حيائك ذهب؟!!
أين سنن الفطرة؟! أأبدلتها زينة الحياة الدنيا؟!!
أأبدلتها بسمة هذا وغزل ذاك؟!!
أأبدلتها هوى النفس التي لا ترغب غطائاً ولا حجاباً؟!!
أأبدلتها حر الصيف؟!! فلنار جهنم أشد حرا؟!!
أأبدلتها أذى سلطان وجور ظالم؟!! فهل بعد أذى الرسل والأنبياء من أذى؟!!
أأبدلتها مناصب الدنيا وزخرفها؟!! فغداً ستزول ولن يبقى إلا عملك؟!!
يا نفس ويحكِ .. لن أدعكِ تسقطي جوهرتي في الوحل .. لن أدعكِ تقيدي يدي .. لن أدعكِ تسوقينى بل أنا السائق لكِ ..
يا نفس أجيبينى بـ صدق: لماذا ولمن أظهر وجهي ؟!!
* * *
إعداد: مريم (أنهار الجنَّة)