أبي كنتُ يوماً أعيش الحنــان
وأحمل حُلمـاً بقلـبي الصغيـرْ
أقوم أناجـي طيـور الصبــاح
وأغفـو طويـلاً بحُلمٍ كبيــرْ
كبـرتُ وتاهـت بيَ الأمنيـات
وأبصرتُ عمـري أمامـي يطيرْ
ظمئتُ فلـم ألقَ غيـر السـراب
وتهتُ ولـم أدر أيـن المسيــرْ
لقد كنـت أحلُـم مثل البنـات
ببيتٍ سعيدٍ وطفـلٍ صغيـــرْ
فأغمر طفلـي بفيـض حنـاني
وترفل بنـتي بثـوبٍ حـريـرْ
أبي..قد ركبتُ بحـورَ الأمــاني
فعدتُ بجرحٍ وقلـبٍ كسيــرْ
سجنتَ فؤادي بحصـنٍ منيــعٍ
وقطّعتَ دوني جميــعَ الجسـورْ
إذا جاء شخصٌ يريـد عفافـي
تهيـجُ جنـوناً وتُبـدي النفـورْ
فهذا كبيــرٌ وذاك صغيــرٌ
وهـذا طـويلٌ وذاك قصيــرْ
فأعرَضَ عني الرجـالُ وصارت
حياتي شقـاءً وسـاء المصيـرْ
أتوق لكلْمةِ "مـامـا" كما قدْ
تشوّقَ للضـوءِ شخصٌ ضـريرْ
وزوجٍ يؤانس وحشـةَ روحي
ألستَ تحـسُّ بهذا الشعــورْ؟!
أبي قد ذبُلـتُ وضاع شبابي
ولا زلتَ تلهـو بكـل سـرورْ
كأنك ما قـد ظلمـتَ فتـاةً
تئن وتبكـي لسـوء الأمــورْ
فماذا عسى أن تقـولَ إذا مـا
بُعثتَ إلى الله يـوم النشــورْ ؟
أئنُّ وأشكـو إلى الله حـالـي
فنعم المعـينُ ونعم النصيـــرْ
تطاول هـــذا الليل فالعينُ تدمــعُ
وأرقني حــــــــزن لقلبيَ مــوجعُ
فبتُّ أقاســــــــــــي الليل أرعى
وبات فـــــــؤادي بالجـوى يتقطـعُ
إذا غاب منها كوكب فـــي مغيـبه
لمحت بعيني كوكـباً حيـــن يطلعُ
إذا ما تذكرت الذي كـــــــان بينـنا
وجدت فؤادي حســـــــرة يتصدعُ
وكــل حبيب ذاكــــــــــــرٌ لحبيبـه
يرجي لقـاه كــــــــل يوم ويطمعُ
فـذا العرش فـــــــــرج ما ترى من
فأنت الذي يدعــو العبادُ فيسمـعُ
دعـوتك فـــــــــي السراءِ والضرّ
على حاجــــــة بين الشـــراسيف
تطاول هذا الليل واخضل جانبه
وأرقني أنْ لا خليــــــل ألاعبُـهْ
فوالله لولا الله لا رب غيـــــــره
لحرك مـن هذا السرير جوانبُهْ
مخافة ربي والحيـــاء يصـدني
وأكرم بعـــلي أن تُنال مراكبُـهْ