السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعلم أخي أن البيوت الآن مجهزة بغرف حمام بها مغطس أو بانيو وكذلك المرحاض أعزك الله كما أنه لا يوجد مكان آخر للاستحمام و الاغتسال الشرعي
أنا أقول كلما دخلت غرفة الحمام "بسم الله اللهم أني أعوذ بك من الخبث و الخبائث" وذلك عند الباب وبصوت أشبه بالهمس وعندما أكون بالداخل أقول
1- في سرٌي "بسم الله الذي لا ألاه إلاٌ هو" (دعاء حط الثياب) و ذلك سواء للاستحمام أو لقضاء الحاجة
2- بصوت مسموع و لكن و أنا أهمس" بسم الله " عندما أهم بسكب ماء حار (سواء للاستحمام أو لتنظيف الحمام و تطهيره من الجراثيم) أو عندما أهم بالالتقاط شيء ما كالملابس أو غيرها وعندما أنظف السيراميك أي الجدران و الأركان و الحوض...أنا أفعل هذا لأنني قرأت أننا يجب أن ننبه الجان بالتسمية كي لا نفاجئهم أو نؤذيهم بدون قصد ومن ثم يؤذوننا بالمس أو غيره و لكنني أعلم أيضا أنه لا يجوز أن يذكر إسم الله في الخلاء. فأي الأمرين أصح و أيٌهما أفعل أي هل أسمي أم لا؟
3- من جهة أخرى عند الاغتسال الشرعي وعند الوضوء أدعو بأدعية من السنة و الكتاب الكريم كقولي "اللهم آتني كتابي بيميني" أو "اللهم آتني نورا من نورك أمشي به بين الناس و بيٌض وجهي يوم تبيضٌ وجوه و تسودٌ وجوه"...
فهل يكفيني دعاء دخول الخلاء عن دعاء حط الثوب؟ و هل بهذا أكون مستورة عن عيون الجان؟
هل أنا آثمة بالدعاء و البسملة في غرفة الحمام عند الاغتسال و الوضوء؟
علما أنني مصابة بمس عاشق الحمد لله على كل شيء و أتابع مع أحد شيوخ المنتدى جازاه الله عني كل خير و جعله الله في ميزان حسناته
شكرا جزيـــلا
الجواب للشيخ / وليد العبري :
وعليكم السلام ورحمـة الله وبركاته
الأمر بالبسملة ورد من حديث أنس كما قال ابن حجر في الفتح: (وفيه زيادة التسمية ولم أرها في غير هذه الرواية) يشير إلى شذوذها، ولذا أعرض عنها البخاري ومسلم،
ولما أخرجه الترمذي(606) وغيره من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ستر ما بين أعين الجن وعورات ابن آدم إذا دخل الخلاء أن يقول : بسم الله)) .
والحديث ضعفه الترمذي وله طرق أخرى لا تصح , إلا أنه صح عن التابعي الجليل بكر بن عبدالله المزني أنه قال: (كان يقال أن ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أن يقول أحدهم إذا وضع ثيابه "بسم الله" ). أخرجه ابن فضيل في الدعاء (290)
وظاهر الأثر أنه يحكيه عن الصحابة , لذلك تشرع التسمية, وحكى النووي في"شرح المهذب"(2/88) الإجماع على استحباب التسمية عند دخول الخلاء .
ويُشرع أيضا قول(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) لما أخرجه البخاري(142) ومسلم(375) من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
و قيل في معنى "الخبث" : هو الشر , وقيل الكفر, وقيل الشياطين , و"الخبائث" المعاصي.
وقيل يريد ذكران الجن وإناثهم، واختار ابن تيمية في معنى "الخبث" هو الشر , و"الخبائث" أهله ؛ أي أستعيذ من الشر وأهله،
فعليه الثابت أن تقولي (بسم الله اللهم أني أعوذ بك من الخبث و الخبائث) فيكفيك هذا الدعاء من كل شر إذا دخلت الخلاء ولا يحتاج أن تبسملي على كل شي داخل الخلاء لكفاية الذكر المتقدم.
أما زيادة" الذي لا ألاه إلاٌ هو" فغير مشروعة لأنها لم تثبت.
مسألة : متى يقال هذا الذكر؟
ذكر الحافظ في "الفتح"(1/457) بحسب الحالة :
أ ـ إن كان في مكان أُعد لقضاء الحاجة فقبل الدخول .
ب ـ وإن كان في الصحراء ففي أول الشروع كأن يشمر عن ثيابه , ونسب هذا التفصيل إلى الجمهور .
مسألة :إذا نسي هذا الذكر وهو في حال قضاء الحاجة , فهل يقوله أم لا ؟
الراجح أنه يقوله بلسانه, وهو مذهب مالك, لعدم وجود دليل على المنع.
إذاً تقولي الذكر قبل الدخول عند فتح الباب وإذا نسيت ذلك فاذكري هذا الذكر في الحمام، بل وكذا إذا عطست فلك أن تحمدي الله ولو كنت على حاجتك, فذكر الله في الخلاء لا دليل على منعه، وهذا مذهب أحمد في رواية وهو قول طائفة من السلف كابن سيرين والنخعي والشعبي وهو مذهب مالك والبخاري واختيار ابن تيمية في"الاختيارات"(ص16) ولكنه اختار أن لا يرفع صوته بالذكر بل يكون مخافته يُسمع نفسه، كقراءته في الصلاة وهو ضابطٌ جيد،
أما الأدعية التي تقال أثناء الوضوء فلا يصح منها شيء وكلها مبتدعة فلا ينبغي العمل بها كقولك: "اللهم آتني كتابي بيميني" أو "اللهم آتني نورا من نورك أمشي به بين الناس و بيٌض وجهي يوم تبيضٌ وجوه و تسودٌ وجوه"...الخ
شفاكم الله وعافاكم والله أعلم