بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وإمام المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
قال تعالى في كتابه الحكيم
,
؛, أدع إلى ربك بالحكمة والموعطة الحسنة,؛,؛
لا شك ان طريق الدعوة الى الله كبير وواسع وكان لا بد من إلقاء الضوء على نقاط مهمة
تعين وتنير طريق المسلم الذي يبتغي بدعوته وجه الله
مقتطفة عن شخصية الداعي الحكيم
من كتاب شخصية المسلم
للداعي د محمد الهاشمي جزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير
يقول شيخنا جزاه الله :
ان المسلم الداعي الواعي كيّس فطن لبق في وعظه حكيم في دعوته الناس إلى الحق
متئّد في تعليمهم أحكام الدين
ذلك أن من اهم صفات الداعية الى الله أن يحسن التغلغل في القلوب فيحبب إليها الايمان ويرغبها بإقبال على الدين محاذرا أن يكون منه ما ينفّر او يؤذي ويسخط .
ومن هنا هو لا يصب على الناس كل ما لديه من علم دفعة واحدة وإنما يقدم لهم العلم على دفعات.
ويسوق لهم الموعظة في خطرات
يلمس قلوبهم ومشاعرهم بين الحين والحين متجنبا الإطالة والإثقال والإملال
وهذا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله في وعظه الناس
ومن أسلوب الداعية الحكيم اللبق الكيّس الفطن الأريب أن يترفق بمن يدعوهم ويصبر على جهلهم واخطائهم وأسئلتهم الكثيرة المملة
وبطئهم في الفهم والإستيعاب متأسيا في ذلك كله بسيد الدعاة وخاتم النبيين
صلوات الله وسلامه عليه الذي كان يفسح صدره للسائلين ويتلطف في إجابتهم وتعليمهم
ويقبل عليهم إقبال المحب المرشد المؤنس المسدّد المعلّم
ولا يزال يشرح لهم المسالة حتى يفهموها وينصرفوا جذلين متغتبطين فاهمين مقتنعين.
ومن أمثلة ما يرويه الصحابي معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال:
بينما أن أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت:
يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت:
واُثكل أمِّياهُ ما شانكم تنظرون إليّ؟
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يُصَمِّتونني ..لكنني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه
فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال:
إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقرأة قرآن
ولقد بلغ من رفق النبي الكريم صلى الله عليه وسلك بالناس ين يدعوهم الى الخير أنه لا يجبه المسيء بإساءته حرصا على مشاعره ان تخدش وعلى كرامته أن تهان بل كان يلجأ الى التورية في إستنكار وتنبيه الى سوء فعتله وهذا الأسلوب أوقع في النفوس وأدخل الى القلوب وانجع في مداواة
العلل والخطأ
أللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أللهم اجعلنا لينين رفقاء بعبادك يا رب العالمين
وصلي اللهم وبارك على النبي المصطفى والأمام المجتبى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا