فوائده وثمراته التي تعود على العبد في الدنيا والآخرة فكثيرةٌ تستعصي على الحصر،ولكننا نسوقُ إليك طرفاً منها لعل الله أن ينفعكَ بها وإخواننا القراء.
1- أنه سببٌ لنيلِ الجنة، وناهيكَ بها من فائدة، قال تعالى: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْبِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌوَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ يَقُولُونَرَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِالصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَوَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ. {آل عمران: 15-17**.
وقال تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًاوَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْمِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة :16-17**، وقالصلى الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام،تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي، والآيات والأحاديث في هذا المعنىكثيرة.
2- أنه سبيلٌ إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قدوعدهم الله بالزيادة كما قال تعالى: وإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْلَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7**.
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليلحتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبكوما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟.متفق عليه.
3- أنه يقربُ إلى اللهعز وجل، وهو سببٌ في تكفير سيئات العبد ومغفرةِ ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة رضي اللهعنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبدفي جوف الليل ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن. رواه أبو داودوالترمذي واللفظ له، وقال حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.
4- أنه ينهىصاحبه عن الإثم قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. **العنكبوت:45**.
5- أنه مطردة للداء عن الجسد فهو سبب لذهاب الأسقام وإبعادالآلام فقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة إلى الله تعالى, ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد. أخرجه الترمذي.
6- أنه يكسو وجه صاحبه نورا فإن الجزاء من جنس العمل فإنهملما احتملوا ظلمة الليل وهانت عليهم مكابدتها جازاهم الله بأن نور وجوههم،
وقيل للحسنالبصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوابالرحمن فألبسهم من نوره.
7- أنه سبب فى زيادة الرزق قال تعالى: وَأْمُرْأَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُنَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى.{طه: 132**.
8- أنه يعرض صاحبهللنفحات الإلهيه ويكون سببا لإجابة دعائه وإعطائه سؤله وقت نزول الرب عز وجل إلىسماء الدنيا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومالكومسلم والترمذي وغيرهم.
ولو طفقنا نتتبعُ الفوائد والثمراتالمترتبة على قيام الليل لطالَ بنا المقامُ جدا، ولكننا نكتفي من القلادةِ بما أحاطبالعنق، فأصبعٌ تشير خيرٌ من باعٍ يعجزُ عن الإحاطة. والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى
منقول من موقع الشبكة الإسلامية