هكذا يكون الورع
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
الزهد : ترك ما لا ينفع في الآخرة .
والورع : ترك ما تخاف ضرره في الآخرة .
وقال ابراهيم بن ادهم : الزهد ثلاث اصناف : زهد فرض ،وزهد فضل ، وزهد سلامة .
فزهد الفرض : الزهد في الحرام .
زهد الفضل : هو الزهد في الحلال.
زهد السلامة : هو الزهد في الشبهات .
كان عمر بن عبد العزيز اذا سمر في امر العامة أسرج من بيت مال المسلمين ، واذا سمر في امر نفسه اسرج من مال نفسه .
فبينما هو ذات ليلة اذا ضعف السراج ،فقام اليه ليصلحه ، فقيل : يا امير المؤمنين ! غنا نكفيك.... فقال :انا عمر قمت ،زانا عمر حين جلست .
فاين نحن من ورع عمر رضي الله عنه ؟!
واين نحن من تواضع عمر رضي الله عنه وأرضاه ؟!.
وقالت اخت بشر الحافي لاحمد بن حنبل : إننا نغزل على سطوحنا ،فيمر بنا مشاعل الحرس (الانوار التي يحملها الحرس) ،فيقع شعاع نورها علينا، أفيجوز لنا الغزل في شعاعها؟.
فقال :من انت عفاك الله ؟!
قالت : اخت بشر الحافي ...
فبكى وقال :من بيتكم يخرج الورع الصادق ، لا تغزلي في شعاعها ...
يقول ابو الدرداء : ان من تمام التقوى ان يتقي العبد في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى انه حلال خشية ان يكون حراماً ،حتى يكون حجاباً بينه وبين النار .
وروي ان احد الصالحين كان يلبس من غزل زوجته ،فلبس قميصاً جديداً ذات يوم ، فشعر بحكة شديدة اضطر بعدها ان يخلع القميص ...فسأل زوجته كيف نسجت القميص ؟ فذكرت انها نسجت بعضا منه على ضوء الشارع ...قتصدق به ...
ترى أي ورع هذا الورع ؟! تنسج القميص على ضوء الشارع الضوء المباح لكل الناس ،فيخاف ان يكون قد مس القميص شئ حرام .
*****
عن كتاب
سهرة عائلية في الجنة