وأخيراَ.. الواجب المنزلى: محبة بعد عداوة !
فى كل عام تفتح المدارس أبوابها ،فتفتح معها الآمال والتحديات والمشكلات أيضاً في كل أسرة، ولدى كل أب وكل أم يتجدد في أن يجتاز أبناؤهم العام الدراسى بتفوق !
ومع بداية الدراسة يتغير إيقاع وشكل الحياة في أكثر البيوت، ويعلن الحادي أن وقت اللعب قد ولّى وانتهى، وجاء وقت الجد والاجتهاد.
ويظل الواجب المدرسى يمثل لكثير من الآباء والأمهات عبء ثقيل ومجال خصب للمنازعات اليومية والمعارك مع الأبناء.
ويعكس التباين والاختلاف في طريقة أداء الواجب المنزلى من طفل إلى آخر الفروق الفردية بين الأطفال،
فهناك الطفل البطىء الذى يقضى المساء كله في واجب لا يستغرق سوى 20 دقيقة،
وهناك السريع المتلهف للوصول إلى خط النهاية فينهي واجبه في قفزات غير منتظمة وبغير استيعاب،
وهناك الطفل المعتدل الجاد في إنهاء واجباته أولاً بأول فور رجوعه من المدرسة وتراه لا يقبل أن يشغله أحد بشيء أو يطلب منه شيء قبل أن ينهى واجبه، إن ذلك يعكس إحساسه بالمسئولية واجتهاده في القيام بها على أفضل الوجوه، وهذا هو النموذج الذى نريد أن نصل بأبنائنا إليه.
فماذا تفعل أيها الأب وأيتها الأم؟
إليكما عشر نصائح يقدمها خبراء التعليم عن الواجبات المنزلية:
1- ابدأ حواراً مع مدرس طفلك:
تفهّم جيداً ما يطلبه المدرس وما يتوقعه منك ومن طفلك، ناقش معه كم الواجب المنزلى الذى يحصل عليه الطفل يومياً وهل هو مناسب لطاقته أم لا؟ استمع من المدرس إلى ملحوظاته على طفلك، فبالتأكيد سيؤثر انتظامه في أداء الواجب المنزلي على مستواه في حجرة الدراسة ( الفصل) سلباً وإيجاباً.
2- اختبر ميلك أنت!:
من الطبيعي في نهاية اليوم أن تتمنى- أيها الأب الكريم - لو تنسى واجب طفلك المنزلى، لكن طفلك يحتاج لأن يتأكد ويتأصل عنده أن الواجب المنزلي شيء مهم يستحق الإنجاز، لذلك لا تهمل دورك أنت في ذلك رغم التعب والإرهاق.
3- اجمع الأدوات قبل الوقت المحدد:
لكى تجهز طفلك للنجاح،تسوقا سوياً عند شراء أدواته المدرسية مثل الأقلام والألوان والمحاية ومبراة الأقلام وغيرها، ضع هذه الأشياء في علبة أو صندوق واطلب من طفلك تزيينه والإعتناء به، أخبره بضرورة إرجاع الأدوات إلى الصندوق بعد انتهائه من استخدامها.
إنك بذلك تعلمه الحب والنظام معاً تجاه مذاكرته.
4- اعرف أسلوب ولدك في أداء الواجب المنزلى:
هل يحب ولدك إنهاء عمله بمجرد العودة للبيت؟أم أنه يفضل الجرى واللعب أولاً؟هل يؤدى واجبه في المكتب في غرفته؟ أم محاطاً بالعائلة على طاولة المطبخ أو الطعام؟
أبدأ أنت بتكوين طقوس ونظام لطفلك عند أداء واجبه، مثل رفض اللعب واللهو أثناء القيام بالواجب، وذلك حتى تدخل طفلك في عادة الواجب المنزلي، ولا مانع من عمل جدول منتظم تلتزم به معه ولدك توجيهاً له،إذا كان ذلك أكثر قابلية عنده لأداء واجب منضبط ومنظم.
5- أعدّه للمسئولية:
حتى طفل الروضة يحتاج لأن يشعر بأنه مسئول عن واحبه المنزلى، وإذا رأيت أنه يضيع وقته فذكره بأنه إذا انتهى من أداء واجبه مبكراً فإنك ستمنحه وقتاً كبيراً للّعب.
إذا نسى كتاباً في المدرسة يحتاج إليه في أداء الواجب، فتمالك نفسك ودعه يتحمل النتيجة.
6- كن مدرباً لا منجزاً:
اطلع على إرشادات الواجب المنزلى للتأكد من أنها واضحة ومفهومة.
- تأكد من أن طفلك يفهم جيداً المطلوب من السؤال، وطريقة الحل.
- شجّع طفلك على اكتشاف الإجابات بنفسه.
- دعمّه بالمدح إذا أصاب، وادفعه إلى إعادة المحاولة إذا أخطأ.
- تفادى تماماً أن تنجز الواجب المنزلى بنفسك مهما حدث.
7- اطلب المساعدة:
إذا كنت لا تملك الصبر أو الوقت أو المهارة لتكون مدرباً ومتابعاً لطفلك، فيمكنك الاستعانة بمدرس لاستشارته، أو معلم خصوصى.
8- انسخ وسائل حجرة الدراسة:
حوّل مكان المذاكرة في المنزل إلى بيئة تعلم أكثر حيوية، فاسأل عن أماكن شراء الأدوات التى تساعد على التعلم، مثل الحروف المغناطيسية، ومهارات مادة الرياضيات اليدوية، أو ابتكر أدواتك الخاصة في هذا الشأن.
9- نسّق مع المدرسة:
تساعد بعض المدارس الآباء على مراقبة الواجب المنزلى بإمداد ولى الأمر في المنزل بمقررات كل شهر أو كل يوم أو كلما طلب الوالد مثل ( دفتر المتابعة)،
فإذا حدث ونفى ابنك وجود واجب منزلي فاتصل بالمدرسة وتأكد بنفسك، حتى يرى ابنك اهتمامك بالأمر، وكذلك إذا شعرت أن أحد المدرسين يعطي واجباً فوق طاقة الطفل، فيمكنك أن تذهب إليه وتنسق معه أيضاً هذه المسألة.
10- اجعل الواجب المنزلى مسألة عائلية:
فى بعض العائلات يتولى أحد الأبوين دائماً أداء الواجب المنزلي مع الأبناء في حين يبقى الطرف الآخر خارج الحلقة ولا يعرف الكثير عن تعليم أبنائه أو تأديتهم لواجباتهم،
ولكن عندما ينشغل الآباء والأمهات بالإشراف والمتابعة لهم أثناء تأديتهم للواجبات المنزلية؛ فإن الأبناء يفهمون الرسالة ويدركون أن هذه الواجبات المنزلية عمل مهم، وأن الأسرة جميعاً تمثل فريق عمل تنجزون الأعمال سوياً في جو دافئ وجاد يجعل الأبناء يسعدون بأداء هذه المهمة، ويسعد الآباء والأمهات بنجاحهم وتفوقهم وترقيهم في تحمل المسئولية .
م.ن