الزلازل والتسونامي والأعاصير والاحتباس الحراري... كلها مظاهر تدل على اقتراب يوم القيامة، فهل نتوب إلى الله ونسارع إلى الخيرات؟!....
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) [رواه البخاري]. أحبتي في الله! هذا الحديث قيل في القرن السابع الميلادي وصدر من رجل يعيش في صحراء الجزيرة العربية، ولم يكن أحد في ذلك الزمن يعلم شيئاً عن خريطة الزلازل وتوزعها ولكن النبي الكريم ربط قيام الساعة بكثرة الزلازل.
فمن رحمة الله تعالى بنا أنه يعطينا مؤشرات على اقتراب الساعة، والساعة لا تأتي إلا بشكل مفاجئ ومباغت، يقول تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [الزخرف: 66]. هذا ينطبق على الملحد الغافل عن الله وآياته، ولكن المؤمن يكون في حالة حذر من الآخرة، يقول تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
والزلازل نراها اليوم بكثرة وهي تقتل آلاف البشر بل أحياناً مئات الآلاف، ولذلك أحببتُ أن أذكركم بعلامة من علامات الساعة نراها بأعيننا، فهل نتوب ونرجع إلى الله تعالى ونسارع في فعل الخيرات ونتزود من الدنيا الفانية كما أمرنا ربنا بقوله: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197].
"التسونامي" هي مظهر من مظاهر الزلازل حيث يحدث الزلزال في قاع المحيط فيؤدي إلى موجة مدّ عنيفة تنتقل وتضرب الشواطئ وتدمر البيوت وتقتل الناس. وتأملوا معي مراحل حدوث هذه التسونامي، وأود أن أقول إن العلماء وعلى الرغم من التقدم العلمي المذهل، إلا أنهم عاجزون عن التنبؤ بالتسونامي... مما يدل دلالة قطعية على أن عذاب الله يأتي بغتة، يقول تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [العنكبوت: 53].
العملية تبدأ تحت أعماق المحيط حيث لا يمكن لأحد أن يرى ما يحدث، والعملية تبدأ من دون أن نشعر أو نتنبأ بها، بل بكل هدوء وسكينة.
هذه الحركة لقشرة الأرض تحت قاع البحر تؤدي إلى ضغط الأمواج ورفعها للأعلى بشكل انسيابي وهادئ أيضاً، ولا أحد يشعر بما يحدث تحت سطح الماء.
الآن تبدأ الموجات بالحركة خلسة ودون أن يشعر بها أحد، بل هي موجات طبيعية جداً وهادئة وتتقدم نحو الشاطئ باستمرار.
تتقدم الموجة باتجاه الشاطئ لتفاجئ الناس بعد ذلك وهم لا يشعرون بأي شيء.
تبدأ الأمواج الآن بالانحسار والتراجع عن الشاطئ، وهذا أمر عادي أيضاً لا يشعرك بوجود أي خطر، ولكن المفاجأة والمباغتة قادمة!
وأخيراً تأتي الأمواج بغتة وتدمر المنازل والأراضي وتسبب موت المئات أو الآلاف...
إذاً العملية كلها تحدث بغتة، كذلك فإن أي زلزال يحدث بغتة أيضاً، وأي عاصفة مدمرة تحدث بغتة، وحتى ثورات البراكين تحدث بشكل مفاجئ... كل هذا يا أحبتي ألا يدل على صدق كتاب الله تعالى عندما أخبرنا بأن عذاب الله لا يأتي إلا بغتة؟ يقول تعالى مخاطباً الغافلين عن لقائه: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) [الزمر: 55].
ألا يدل ذلك على أن الساعة أيضاً ستأتي بغتة والناس غافلون عنها؟ يقول تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) [محمد: 18]. فهذه الآية تؤكد أن أشراط الساعة وعلاماتها جاءت وبالفعل نراها أمامنا... فهل نتوب إلى الله تعالى ونستجيب لدعوته عز وجل عندما قال: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة: 74].