أبصرت نفسي هائمة في فعل الصغائر والمنكرات
وزين لها الشيطان حب الشهوات
فذهبت مسرعة أفتش عن قلبي في الصلاة في قراءة القرآن حتى في الخلوات
ويا حسرة لم أجده فهممت عليه أنادي
أين أنت يا قلبي
أجبني إني أنادي
ولا حياة لمن تنادي
فوجدته منطرحاً يعاني من كثرة الذنوب والآثام
وجدته يلفظ أنفاسه الأخيرة فحملته في كفي وذهبت مسرعة للطبيب أطلب له طباً يداوي ألمه
ولم أجد الطب هذا اليوم ينفعه
ومر أمام عيني شريط الذكريات
كم كان فرحاً عند فعل الطاعات
كم كان يطير شوقاً لله حتى بلغ عنان السماء
وا حسرتاه على قلب آذته نفسي ولم تراقبه
يا نفسي عودي كفاكِ معصية لخالقكِ
أما تدرين أنكِ غداً ملاقية ربك
ستعرضين على الجبار فيسألك فبماذا ستجيبين !!
أغرتكِ الدنيا وفتنتكِ وما تعلمين خزي يوم الدين
فكيف ستلقيه بما تحمليه على ظهرك من ذنوب وآثام !!
فها هو القلب في رمقه الأخير يعاني
ورفعت كفي للمغيث بارئنا
يا رب يا محي العظام وهي رميم
جئتك بقلب غير سليم
أحيه لي يا جواد يا كريم
وسال الدمع من عيناي منهمراً
على قلبي فها هو ينبض من جديد
ودبت فيه روح الحياة بذكر الواحد الأحد
فسجدت شاكرة أنعم الودود الرحيم
يا ربِ ما أحلمك عن عبدٍ يعصيك
بالليل والنهار وعينك ترقبه و ساعات عمره تمر بلا ندم ولا خوف ولا زاد ليوم الوعيد
رحماك ربي بعبد آذته نفسه بالمعاصي وهو على نفسه شهيد
عفوك ربي تبت إليك لن أعود للمعاصي من جديد
فاحفظ لي قلبي من كل شيطان مريد
منقول