حقيقة الموت القريبة البعيدة
مات فلان ماتت فلانة..
والسبب بمرض أو حادث أوقتل أو غرق أو فجأة أو .....
أنواع عديدة ومتنوعة للوصول إلى الحقيقة التي يتجاهلها الكثير ..
نعم قد يكون موتاً متوقعاً كمريض يصارع داء عضال أو حادث أعقب إصابة بالغة أو مسن تكالبت عليه الأمراض من كل حدب وصوب بعد الوهن ..
الموت المتوقع يترقبه الناس ويعدون له الدقائق والثواني لسماع نبأ وفاة أحدهم ممن تتوفر فيه الشروط سالفة الذكر ، وفي فترة الإنتظار هذه ربما بل أحياناً كثيرة يموت شخص موتاً فجائياً ظن الناس أنه فلان الذي ينتظرون موته ..
وتكون المفاجأة أن شخصاً سليماً معافى وافر الصحة يفور شباب وحيوية هو من مات في حادث أو قتل أو غيره...
وتكون الصدمة لأول ولهة ..
سبحان الله ،، كيف مات وهو كذا وكذا و كذا ..
نعم إنه الموت لا يعرف كبيراً ولا صغيراً ، لا مريضاً ولا سليم وإنما هى آجال متى حان وقتها رحلت ..
مع هذا الأحداث مستمرة وتعيد نفسها في كل حين ..
الموت يحيق بنا من كل صوب ولا نتعض
القليل من يفكر أن هذا الموت الذي يحصد الأرواح أقرب إلى الفرد من أنفاسه التي تعلن حياته ..
إذا نظرنا إلى محبة الناس للدنيا وتهافتهم عليها وقتالهم لبعضهم البعض فيها وبغضهم وحسدهم لبعضهم وكأنهم فيها خالدون ..أو يعرفون كم سيبقون فيها من الوقت ..فنجد من يقتل ومن يسرق ومن يفجر ..
فمن قتل هل يضمن الهناء بعد تخلصه ممن يسبب له الأرق ..؟
ومن سرق هل يعرف كم سيبقى ليتمتع بغنيمته المسروقة ..؟
ومن قام على خطيئة هل يعلم أنه سيصل إلى ذروة مطلبه أم يمت على خطيئته ..؟
ومن أطلق النكت وسخر من الموت ومن هم على أعتاب الموت المتوقع موتهم بمقدمات الموت هل هم على يقين أنهم لن يسبقوهم بالموت ..؟
لا إله إلا الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
الموت هو الحقيقة الحاضرة الغائبة
أم سلمى
20/ 7 / 2009م
الموافق 26 / رجب / 1430 هـ