موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر العقيدة والتوحيد

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 06-05-2009, 11:54 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

تم عرض مثل سؤالكم الكريم وأجاب عليه الشيخ أبو البراء حفظه الله كما يلي :

أسأل الله لكم الفائدة

هل يحاسب من به مس أو سحر عن تصرفاته أمام الله عز وجل ؟؟؟



لقد تعرضت لمسألة مشابهة للسؤال المطروح فينما يتعلق بالعبادات في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) وهو على النحو التالي :

من الأمور الهامة التي لا بد أن يهتم بها المسلم غاية الاهتمام معرفته بأمور دينه ، ومعرفة الأحكام الشرعية التي ينضبط وينقاد بها في حياته العامة والخاصة ، وتكمن أهمية ذلك الجانب في معرفته للأركان والواجبات والحلال والحرام ونحوه ، ودون ذلك لا يستطيع بأي حال أن يكون قائما بالواجبات بعيدا عن المنهيات منضبطا ومطبقا للأحكام الشرعية التي تنير له الطريق ، وتجلب له السعادة 0

وقد تجد كثيرا ممن تعرض لابتلاء السحر أو الصرع أو الحسد ونحوه ، لا يعرفون كيفية التصرف في مواقف تحتاج إلى أفق شرعي ومعرفة بالأحكام الشرعية المتعلقة بتلك المواقف ، وجهل هؤلاء يعتبر حجة عليهم ، لأن الجاهل في الدين لا يعذر بسبب تقصيره في السؤال عن كثير من الأمور التي يحتاجها في حياته 0

وكذلك تجد الأهل غير مدركين لأهمية هذا الجانب والحاجة الماسة الضرورية إليه ، لما في ذلك من إيضاح لبعض المسائل الفقهية التي يحتاجونها ويحتاجها المريض في حياته اليومية ، ومن هنا كان لا بد تحت هذا العنوان من التعرض لبعض المسائل الفقهية المهمة التي قد تحدث نتيجة لأفعال السحر والسحرة بشكل خاص ، أو نتيجة الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد ونحوه بشكل عام ، ومن هذه المسائل :

* المسألة الأولى : هل يقع طلاق المسحور ؟؟؟

قد يتعرض البعض في المجتمعات الإسلامية لخطر السحر والسحرة ، وقد تؤدي تلك الأفعال الخبيثة إلى حصول التباغض والكره والتنافر خاصة بين الزوج وزوجه ، وقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه عن ذلك قائلا :

( 000 فَيَتَعَلمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ 000 )


( سورة البقرة - جزء من الآية 102 )


قال ابن كثير - رحمه الله - : ( أي فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر ما يتصرفون به فيما يتصرفون من الأفاعيل المذمومة ما إنهم ليفرقون به بين الزوجين مع ما بينهما من الخلطة والائتلاف ، وهذا من صنيع الشياطين ) ( تفسير القرآن العظيم - 1 / 137 ) 0

ونتيجة لذلك فقد يقع الطلاق من الزوج نتيجة لتأثره بالظروف النفسية من جراء تلك الأفعال الخبيثة ، أو نتيجة عدم الوعي والإدراك ، وكم من أزواج اعتصرهم الحزن والأسى والندم نتيجة لتلفظهم بتلك الكلمة ، ومنهم من جاء يبكي عند أهل العلم والعلماء يبحث حلا لمشكلته ، حيث طلق زوجته ثلاثا ، والسؤال الذي يتبادر للكثيرين ، هل يقع طلاق المسحور من الناحية الشرعية في مثل تلك الظروف أم لا ؟

وفي المسألة تفصيل :

1)- أن يكون الإنسان تحت تأثير السحر بنوعيه التخيلي أو صرع الأرواح الخبيثة ، وقد أثر عليه ذلك السحر فتلفظ بالطلاق ، فيكون الأمر على إحدى حالين :

أ- أن يكون مدركا واعيا لحظة تلفظه بالطلاق ، ولكنه أطلق تلك الكلمة نتيجة للظروف الصعبة التي يعاني منها بسبب السحر ، أو تلك التي تعاني منها الزوجة ، وفي هذه الحالة يقع الطلاق 0

ب- إن لم يكن مدركا بالكلية ما يقوم به من تصرف أو تلفظ ، وفي هذه الحالة لا يقع الطلاق ، لأن الرجل لم يكن في وعيه وإدراكه 0

قال ابن قدامة : ( أجمع أهل العلم أن الزائل العقل بغير سكر ، أو ما في معناه ، لا يقع طلاقه ، كذلك قال عثمان ، وعلي ، وسعيد بن المسيب ، والحسن ، والنخعي ، والشعبي ، وأبو قلابة ، وقتادة ، والزهري ، ويحيى الأنصاري ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، وأصحاب الرأي 0 وأجمعوا على أن الرجل إذا طلق في حال نومه ، فلا طلاق له 0 وقد ثبت أن النبي قال : ( رفع القلم عن ثلاثة ، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل ) ( أخرجه الإمام الإمام البخـاري في صحيحه - كتاب الطلاق ( 11 ) باب الطلاق في الاغلاق – وكتاب الحدود – 22 - بـاب لا يرجم المجنون والمجنونة ) ولأنه قول يزيل الملك فاعتبر له العقل ، كالبيع 0 وسواء زال عقله لجنون ، أو إغماء ، أو نوم ، أو شرب دواء ، أو إكراه على شرب خمر ، أو شرب ما يزيل عقله شربه ، ولا يعلم أنه مزيل للعقل ، فكل هذا يمنع وقوع الطلاق ، رواية واحدة ، ولا نعلم فيه خلافا ) ( المغني – باختصار - 10 / 345 ) 0

2)- إن كانت الزوجة هي التي تعاني من تأثير السحر بنوعيه التخيلي أو صرع الأرواح الخبيثة ، وصدر الطلاق من الرجل أي كانت الظروف ، عند ذلك يقع الطلاق 0

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : ( ومن سحر فبلغ به السحر أن لا يعلم ما يقول فلا طلاق له ) ( مختصر فتاوى ابن تيميه - ص 544 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :

هل يقع طلاق المسحور أم لا ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( إذا غلب السحر على العقل وألحق المسحور بالمجانين لم يقع طلاق ، لأن الطلاق يشترط له العزم لقوله تعالى : ( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ ) ( سورة البقرة – الآية 227 ) ، وفاقد العقل ليس له عزم ولا نية ، فأما إن كان الطلاق مع الفهم والعلم بآثار الطلاق وما يسببه من الفرقة فإنه يقع ، لكن إن عمل السحر في صرفه عن زوجته وإيقاع الكراهة بينهما ولم يجد الراحة إلا في الطلاق على حد قوله تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) فالظاهر أنه لا يقع لأنه مغلوب على أمره والله أعلم ) ( الصواعق المرسلة - فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

ولا بد للمسلم من مراعاة الأمور التالية :

1)- إن مسائل الطلاق وكافة القضايا التي تحتاج لحكم القضاء ، لا بد من عرضها على المحكمة الشرعية ليحكم ويبت فيها ، بعد الإلمام بكافة جوانبها من قبل القاضي الشرعي 0

2)- يستوجب الأمر الصدق والإخلاص من المريض ( المسحور ) لكي يقدم كافة المعلومات الصحيحة المتعلقة بحالته ، ومن ذلك التلفظ بالطلاق هل تم في حالة غياب الوعي والإدراك أم في حالة الوعي
والإدراك ، لأن القاضي بشر يحكم بناء على المعطيات المتعلقة بالقضية الحسية والثبوتية ، فلا بد من تقوى الله سبحانه وتعالى عند تقديم تلك المعلومات ، دون زيادة أو نقصان أو كتمان للحق 0

ولذلك لا بد للمسحور أن ينضبط بضوابط الشريعة ، وأن يتمالك نفسه عند الغضب ، وليحذر كل الحذر من التلفظ بكلمة الطلاق حال وعيه وإدراكه أياً كانت الأسباب الداعية لذلك ، وقد يندم عندما لا ينفع الندم ، وليعلم بأنه مسؤول كامل المسؤولية عند التلفظ بهذه الكلمة ، وأن طلاقه نافذ إلا ما كان بعدم وعي وإدراك كما أشرت آنفا 0

وكم من حالات مرضية كانت تعاني من السحر ومؤثراته تلفظوا بتلك الكلمة ، ومن ثم بدأوا بالبحث عن طريقة وفتوى للخروج من ذلك الحرج ، فلا بد للمسلم أن يملك زمام أمره ونفسه وقت الغضب ، وأن يتخذ الأسباب الشرعية الداعية لدفع ذلك ، ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وكتابه العظيم ، وكذلك الدعاء والذكر والصلاة وقيام الليل ، وكل ذلك موجب - بإذن الله تعالى - لتفريج الهم وإزالة الكرب 0

* المسألة الثانية : عدم أداء المسحور لبعض الفرائض :


بعض المرضى ممن تعرض لإيذاء السحر أو عانى من الإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والعين والحسد ونحوه ، قد يفوته أداء بعض الفرائض المكتوبة كالصلاة والصيام ونحوه ، ولا بد من الوقوف على طبيعة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الجانب وكيفية التصرف في تلك الأوقات ، ولأهمية ذلك الأمر ولكي يعيش المسلم في بوتقة الأحكام الشرعية وضمن نطاق حدودها دون انتقاص من أجره ودونما بعد عن خالقه - سبحانه وتعالى - كان لا بد أن نذكر التفصيل في تلك المسائل الفقهية ، وهي على النحو التالي :

1)- أن يكون تأثير السحر أو الأمراض الروحية تأثيرا كليا فلا يعي المسحور أو المريض مطلقا الأحداث وما يدور من حوله ، وعلى ذلك فالأحكام الشرعية المتعلقة بتلك الفرائض تكون على النحو التالي :

* الصلاة :

إن الأحكام الشرعية المتعلقة بتلك الفريضة هي نفس الأحكام التي تنطبق على فاقد الوعي والإدراك ، كالمجنون والمعتوه ونحوه ، وفي تلك الحالة يكون المسحور أو المريض قد خرج من نطاق التكليف الشرعي لعدم وعيه وإدراكه ، إلا أن يفيق وقت الصلاة فيؤديها في وقتها ويؤدي ما بعدها طالما عاد له إدراكه ووعيه 0

قال ابن قدامة : ( والمجنون غير مكلف ، ولا يلزمه قضاء ما ترك في حال جنونه ، إلا أن يفيق في وقت الصلاة ، فيصير كالصبي يبلغ ، ولا نعلم في ذلك خلافا ، وقد قال رسول الله : ( رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يشب ، وعن المعتوه حتى يعقل ) 0 أخرجه أبو داوود ، وابن ماجة ، والترمذي ، وقال حديث حسن 0 ولأن مدته تطول غالبا ، فوجوب القضاء عليه يشق ، فعفي عنه ) ( المغني - 2 / 50 ) 0

* الزكاة :

أما بالنسبة للزكاة فهي من الواجبات المالية التي تجب على المسحور أو المريض في ماله إذا بلغ النصاب الشرعي ، سواء كان مدركا لوعيه أو غير مدرك ، وإن كان غير مدرك فعلى من يتولى أمره أن يخرجها من ماله ، قياسا بما ينطبق على المعتوه والمجنون ونحوه ، هذا وسوف أعرج على فتوى عامة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - متعلقة بواجبات العبادات والواجبات المالية المتعلقة بالمعتوه والمجنون 0

قال الشيخ السيد سابق - رحمه الله - : ( يجب على ولي الصبي والمجنون أن يؤدي الزكاة عنهما من مالهما ، إذا بلغ نصابا ) ( فقه السنه - 1 / 335 ) 0

* الصيام :

وأما بالنسبة للصيام فإن كان تأثير السحر أو الأمراض الروحية تأثيرا كليا بحيث أثر على إدراك ووعي المسحور أو المريض - فهذا ينطبق عليه ما ينطبق على تارك الصلاة لرفع القلم عنه لأنه في حكم المجنون والمعتوه ونحوه ، بناء على الأدلة السابقة التي تم ذكرها تحت عنوان ( الصلاة ) 0

قال ابن قدامة : ( فأما المجنون إذا افاق في أثناء الشهر ، فعليه صوم ما بقي من الأيام ، بغير خلاف ) ( المغني - 4 / 415 ) 0

* حج بيت الله الحرام :

أن يكون المسحور أو المريض غير مدرك أو واع للأحداث من حوله ، فهذا حكمه حكم المجنون والمعتوه ، فيسقط عنه التكليف ، وإن عاد إليه إدراكه مع توفر شرائط الحج الأخرى فعليه الحج 0

قال ابن قدامة في مسألة من ملك زادا وراحلة ، وهو بالغ عاقل ، لزمه الحج والعمرة : ( وجملة ذلك أن الحج إنما يجب بخمس شرائط : الإسلام ، والعقل ، والبلوغ ، والحرية ، والاستطاعة 0 لا نعلم في هذا كله اختلافا 0 فأما الصبي والمجنون فليسا بمكلفين ) ( المغني - 5 / 6 ) 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم فاقد الذاكرة والمعتوه والصبي والمجنون هل يجب عليه الصوم ؟؟؟

فأجاب – رحمه الله - : ( إن الله سبحانه وتعالى أوجب على المرء العبادات إذا كان أهلا للوجوب ؛ بأن يكون ذا عقل يدرك به الأشياء 00 وأما من لا عقل له فإنه لا تلزمه العبادات ، وبهذا لا تلزم المجنون ولا تلزم الصغير الذي لا يميز ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى 0 ومثله المعتوه الذي أصيب بعقله على وجه لم يبلغ حد الجنون 0 ومثله أيضا الكبير الذي بلغ فقدان الذاكرة – كما قال هذا السائل – فإنه لا يجب عليه صوم ولا صلاة ولا طهارة ؛ لأن فاقد الذاكرة هو بمنزلة الصبي الذي لا يميز ، فتسقط عنه التكاليف فلا يلزم بطهارة ، ولا يلزم بصلاة ، ولا يلزم أيضا بصيام 0 وأما الواجبات المالية فإنها تجب في ماله ، وإن كان في هذه الحال 0 فالزكاة مثلا يجب على من يتولى أمره أن يخرجها من مال هذا الرجل الذي بلغ هذا الحد ، لأن وجوب الزكاة يتعلق بالمال كما قال الله تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) ( سورة التوبة - الآية 103 ) قال : ( خذ من أموالهم ) ولم يقل : خذ منهم وقال النبي لمعاذ حينما بعثه إلى اليمن : ( أعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) ( متفق عليه ) فقال صدقة في أموالهم فبين أنها في المال وإن كانت تؤخذ من صاحب المال 0 وعلى كل حال الواجبات المالية لا تسقط عن شخص هذه حاله أما العبادات البدنية كالصلاة والطهارة والصوم فإنها تسقط عن مثل هذا الرجل لأنه لا يعقل ) ( فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين - جزء من فتوى - 1 / 490 ) 0

2)- أن يكون تأثير السحر أو المرض الروحي تأثيرا جزئيا ، أو أن يكون تأثيره لفترات متقطعة ، فتارة يدرك المسحور أو المريض الأمور من حوله ، وتارة أخرى لا يدرك ولا يعي مطلقا الأحداث وما يدور من حوله ، وعلى ذلك فالأحكام الشرعية المتعلقة بالفرائض تكون على النحو التالي :

* الصلاة :

إن الأحكام الشرعية المتعلقة بتلك الفريضة الشرعية تكون حسب التفصيل التالي :

1- أن تكون فترة تأثير السحر أو المرض الروحي بالنسبة للمسحور أو المريض وعدم الإدراك مدة تقل عن ثلاثة أيام :

وفي هذه الحالة يلحق حكم هذه المسألة بالنائم ، وعليه فلا بد للمسحور أو المريض في حالة إدراكه وعودته لوعيه أن يقوم فورا بقضاء الصلوات التي فاتته مرتبة خلال تلك الفترة 0

2- أن تتعدى فترة تأثير السحر أو المرض الروحي ثلاثة أيام فأكثر :

وفي هذه الحالة يلحق حكم هذه المسألة بالمجنون والمعتوه ونحوه ، وعليه فليس على المريض القضاء ، ويصلي الصلاة المفروضة التي أدركها حال وعيه وإدراكه ، وما كان ذلك التيسير إلا للمشقة التي قد تحصل للمرضى الذين قد يعانون من تلك الأعراض ، وقد تطول مدة المرض بالنسبة لهم ، شريطة أن يكون إجماع لبعض المعالجين الثقاة العدول في تحديد ذلك بالنسبة للمريض 0

عرض على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز سؤال ، نصه : يتعرض البعض من جراء حوادث السيارات ونحوها لارتجاج في المخ لمدة ثلاثة أيام ، أو لإغماء ، فهل يجب على هؤلاء قضاء الصلاة إذا أفاقوا ؟؟؟

فأجاب – رحمه الله – بقوله : ( إن كانت المدة قليلة مثل ثلاثة أيام أو أقل وجب القضاء ، لأن الإغماء في المدة المذكورة يشبه النوم ، فلم يمنع القضاء ، وقد روي عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم أصيبوا ببعض الإغماء لمدة أقل من ثلاثة أيام فقضوا 0

أما إن كانت المدة أكثر من ذلك فلا قضاء ، لقول النبي : ( رفع القلم عن ثلاثة ، عن النائم حتى يستيقظ ، والصغير حتى يبلغ ، والمجنون حتى يفيق ) والمغمى عليه في المدة المذكورة يشبه المجنون بجامع زوال العقل ، وبالله التوفيق ) ( فتاوى مهمة تتعلق بالصلاة - ص 27 - 28 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن المرضى المصابين بالصرع أو السحر ويمكثون فترة تزيد عن الثلاث أيام بلياليها دون وعي أو إدراك ، فما حكم ما فاتهم من صلاة خلال تلك الفترة ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الفترة الطويلة لا تكليف عليهم فيها ، فلا يقضون ما تركوه من الصلاة ونحوها لفقد العقل ومشقة القضاء ، فقد يمكث أحدهم في الغيبوبة مدة طويلة فيلحق بمن رفع عنه القلم ، وأكثر ما روي قضاء عمار لما أغمي عليه ثلاثة أيام فقضاها والأصل براءة الذمة لعدم التمكن فلا يلحق ذنب ) ( الصواعق المرسلة - فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0 0

* الزكاة :

أما بالنسبة للزكاة ، فقد تم الإشارة إلى تلك المسألة سابقا ، وتم إيضاح وجوب الزكاة على المسحور أو المريض ، سواء كان بإدراكه ووعيه أو حالة فقدانه لذلك ، هذا وقد تم التعريج على فتوى عامة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - تبين الأمور المتعلقة بالعبادات والواجبات البدنية والمالية المتعلقة بالمعتوه والمجنون 0

* الصيام :

قد يتعرض البعض لسحر يؤثر عليه وعلى صحته وصيامه ، وقد يندرج تحت ذلك بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالمسحور ومنها :

1)- أن يكون الشخص الذي تعرض للسحر أو المرض الروحي قادرا على قضاء ما فاته من أيام أفطرها دون وعي أو إدراك ، وعليه في هذه الحالة أن يبادر فورا بالقضاء للأيام التي فاتته من رمضان بعد انتهاء ذلك الشهر المبارك 0

2)- أن يكون الشخص الذي تعرض لأذى السحر أو المرض الروحي غير قادر على قضاء ما فاته لسنوات عديدة نتيجة لتأثير السحر الشديد ، وفي هذه الحالة عليه الإطعام عن كل يوم مسكينا شريطة أن يكون إجماع لبعض المعالجين الثقاة العدول في تحديد ذلك بالنسبة للمريض ، حكمه في ذلك حكم المريض الذي لا يرجى برؤه 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن المريض مرضا لا يرجى زواله فأجاب - رحمه الله - :

( المريض مرضا لا يرجى زواله لا يلزمه الصوم لأنه عاجز ، ولكنه يلزمه بدلا عنه بأن يطعم عن كل يوم مسكينا ؛ هذا إذا كان عاقلا بالغا 0 وللإطعام كيفيتان : الأولى أن يصنع طعاما – غداء أو عشاء – ثم يدعو إليه المساكين بقدر الأيام التي عليه ، كما كان أنس بن مالك يفعل ذلك حين كبر 0 وأما الكيفية الثانية : أن يوزع طعاما ويعتني المسكين بطبخه ، ومقدار هذا الطعام مد من البر أو الأرز والمد يعتبر بمد صاع النبي وهو ربع صاع النبي وصاع النبي كيلوان وأربعين غراما فيكون المد نصف كيلو وعشرة غرامات ، فيطعم الإنسان هذا القدر من الأرز أو البر ، ويجعل معه لحما ويقدمه 0 وأما ما مضى من الصيام فإنه يطعم عنه أيضا ) ( فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين - 1 / 486 ) 0

* حج بيت الله الحرام :


وفي هذه الحالة قد يكون المسحور أو المريض مدركا واعيا ولكن تأثير السحر أخذ شكلا من الأشكال التالية :

1)- أن يكون المسحور أو المريض قد تعرض لإيذاء سحر شديد ، أثر عليه بمرض شديد لا يستطيع معه أن يقوم بأداء مناسك الحج ، مع توفر الزاد والراحلة وكافة شرائط الحج الأخرى ، فهذا حكمه حكم المريض وقد يكون على حالين :

أ- أن يرجى شفاؤه من هذا السحر ، بحيث يقوم بعد ذلك بأداء فريضة الحج الواجبة عليه 0

ب- أن لا يرجى شفاؤه من هذا السحر ، وهذا حاله حال المرض الذي لا يرجى برؤه حيث يقول ابن قدامة - رحمه الله - :

( فإن كان مريضا لا يرجى برؤه ، أو شيخا لا يستمسك على الراحلة ، أقام من يحج عنه ويعتمر ، وقد أجزأ عنه وإن عوفي - وجملة ذلك أن من وجدت فيه شرائط وجوب الحج ، وكان عاجزا عنه لمانع ميؤوس من زواله ، كزمانه ، أو مرض لا يرجى زواله ، أو كان نضو الخلق ( أي مهزول ) لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة ، والشيخ الفاني ، ومن كان مثله متى وجد من ينوب عنه في الحج ، ومالا يستنيبه به ، لزمه ذلك ) ( المغني - 5 / 19 ) 0

وقد اختلف أهل العلم في هل ينوب المريض الذي لا يرجى برؤه من ينوب عنه في الحج ، والراجح من أقوال أهل العلم أنه يفعل ذلك 0 وقد ذهب لذلك القول ابن قدامة – رحمه الله - حيث قال :

( ولنا ، حديث أبي رزين أنه أتى النبي فقال : يا رسول الله : إن أبي شيخ كبير ، لا يستطيع الحج ، ولا العمرة ، ولا الظعن0 قال : ( حج عن أبيك ، واعتمر ) ( صحيح أبي داوود 1595 ، صحيح الترمذي 738 ، صحيح النسائي 2473 ، صحيح ابن ماجة 2349 ) رواه أبو داوود ، والنسائي ، والترمذي ، وروى ابن عباس : ( أن امرأة من خثعم قالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال : ( نعم ) 0 وذلك في حجة الوداع ) وفي لفظ لمسلم ، قالت : يا رسول الله ، أبي شيخ كبير ، عليه فريضة الله في الحج ، وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره 0 فقال النبي : ( فحجي عنه ) 0 وسئل على - رضي الله عنه - عن شيخ لا يجد الاستطاعة ، قال : يجهز عنه 0 ولأن هذه عبادة تجب بإفسادها الكفارة ، فجاز أن يقوم غير فعله فيها مقام فعله ، كالصوم إذا عجز عنه اقتدى ، بخلاف الصلاة ) ( المغني - 5 / 20 ) 0

ويمكن القياس على كل ما سلف بخصوص المعاصي والآثام والله تعالى أعلم وأحكم 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0




وفقكم الله

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°

التعديل الأخير تم بواسطة أسامي عابرة ; 07-05-2009 الساعة 12:03 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2009, 03:40 PM   #6
معلومات العضو
ايد

Post طلب اجابة واضحة

شكرا لكي الأخت المجيبة على أي حال , لكن المسألة المهمة تتعلق بشخص مسحور بحيث يجد مشقة و تنكيل في اداء بعض العبادات


التعديل الأخير تم بواسطة ايد ; 07-05-2009 الساعة 03:54 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-05-2009, 04:01 PM   #7
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الكريم إيد .. وحسنا فعلت

ونحن نقدر تعبكم وما تعانونه من هذا البلاء .. الذي أسأل الله أن يرفع به درجتكم ويعلي منزلتكم ..

اتبع أخي ارشادات العلماء في الرقية فهم الحارس الأمين على أمور الدين والحريصين على أن تكون في إطارها الشرعي
من الكتاب والسنة .. فهم السد المنيع الذي يصد محاولات شياطين الجن والانس للاختراق ..

أسأل الله العلي العظيم أن يفرج كربك ويشفيك ..
ويهدينا وإياك الى طريق الحق والصواب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 11:37 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com