"يجاهد نفسه ليعوم كما علمه ابوه واخوه الاكبرولكن......
مالها المياه ثقيلة جدا لا يقوى ان يتحرك خلال امواجها
النهر اليوم هائج والامواج مائجة ولا يستطيع التقدم
ولو عقدة الا بجهد جهيد
فجأة يرى أناسا كثيرين يعوموا ويجدفوا في قبالته ومواجهته
يتعجب..... يحدث نفسه
ما هذا ؟
أين يذهب هؤلاء؟
أهم مجانين؟
ألا يعلمون انهم يسبحوا لحتفهم؟؟
يلوح لهم بيده
يتكلم اثناء سباحته وبأعلى صوته
الي اين انتم ذاهبون؟
خذوا بالكم.
خذوا حذركم
يمسك بيد من يلقاه من الشباب
اخي انت لا تدري الي اين تعوم
بعد هذه الامواج التي خلفي انحدار شديد في النهر
ممكن ان تموت
بل ممكن ان تموتون جميعا
وان سلمتم ففي نهايته سباع وتماسيح
الا تعلم جغرافية النهر
يهز الفتى له كتفيه ويمضي
يصعب عليه ان يتركه
حرام عليك نفسك
ارجع
ارجعوا
ارجعوا
و تذكر انه فعلا يسبح عكس التيار
ولكن الفنار والشاطئ قبالته
اما هؤلاء
وحديث النفس يغالبه
هم امهر مني
بل ويجرون في المياه كأنما على البر
يقطعون الامواج باذرعهم كما يفطع السيف الزبد
ولكن لا يعلمون انهم يسيرون الي نهايتهم
ترى ما غرهم بهذا الجنون؟؟؟؟؟
سلاسة الامواج؟
ام كثرتهم؟
أم بعض القوارب والنساء التي لن تغني عنهم اذا وقعت الواقعة شيئا؟؟
ام يريدون ان يكتشفوا المجهول؟؟؟؟
ولكن ربما لا احد قال لهم هذا؟
لا بل لقد حذرتهم .
وسمعت مع قدوم الريح اكثر من مرة تحذيرات ممن سبحوا في اتجاهي قبلي لهم
اذا قد اعذر من انذر
اه يا الله .....
ما اثقل الامواج ....المياه تعلو على عيناه مرات ومرات
يكاد لايرى امامه.. يحرك كلتا يديه .وكأن احدا قد علق له فيهما اثقالا من حديد
كاد يترك نفسه مرات للموج... الذي يصارعه كانما يصارع مارد عنيد او مصارع شديد
تعب وانهك وتخدرت يداه وقدماه بل وتخازلت عنه احيانا ايضا
ماذا يفعل .....
انه يهوي للاسفل ...ياالله......يا الله.....ياالله
يا مفرج كل كرب ... يا مذلل كل صعب
تنطلق الدعوات منه تلقائيا واضطراريا
فانه اصبح في حالة لا يعلم نهايتها الا الله
يذكر نفسه وماذا لو لم انجح في العبور؟؟؟؟؟
سأموت .نعم. فلأموت إذا.... ولكن وانا صامدا محتسبا...
بل قد اكون هكذا عند الله شهيدا
لا بأس اذا لن استسلم ابدا فهي موتة واحدة فلتكن في الاتجاه الصحيح
تبرق له وهو في خضم تعبه واجهاده و محاولة استسلام روحه بارقة امل من جديد
هذا فرع من شجرة عتيقة طمرها النهر في جوفه الذي طالما ابتلع الكثير والعظيم من الناس والاشياء
يتماسك يحاول الامساك بفرع الشجرة
هه هه هه يارب . يامفرج كل كرب
يمدد كلتا يديه لعله يمسك بحبل نجاته او بفرع سعادته
لي مدة كبيرة احاول واحاول لقد تعبت لقد اجهدت .ماعاد بي بقية من قوة
وهو في صراعه مع نفسه والامواج يشتبك بيده فرع اكبر مما يراه كان تحت المياه وهو لا يراه
الله اكبر . يرددها .ياجابر الكسر يارب . يا مفرج كل كرب. يامجيب دعوة المضطرين
امسك بالفرع .بدا ان نهاية الفرع الذي يبعد عن الشاطئ عدة عقد صغيرة يظهر منها قاع النهر
تشبث به دفعه دفعة رائعة غير عادية ... دفعة النجاة
الحمد لله
هاهو الشاطئ
بل هاهو بر النجاة
كنت احلم به
كنت اطوق له
اخاف الغرق مع الغارقين
هاهي قدمي تلمس صخر الشاطئ
ها هي يدي اضعها على اول حبة رمل
و لمس نسيم عابر جميل على جسده المنهك حينما يظهر من المياه
ها لقد نجوت
الحمد لله يتمتم
ولكنه مع عنفوان النهر
يسمع صرخات مدوية بعضها فوق بعض
كانها ظلمة الامواج وطبقاتها المخيفة
لهف نفسي لقد حدث المحذور
لقد ماتوا ااااااه ياالله
وترنو عينه الدامعتين ورأسه المتعبة من شقة السباحة
فاذا بناج اخر يلهث مثل لهاثه ويجلس بجانبه
وبيده قطعة من الخشب مزركشة كانه صار اوشيئ مشابه
حمدا لله على نجاتك اخي
الشاب .الحمد لله وحمد لله على نجاتك
هو:ما هذه القطعة التي في يدك؟؟؟؟؟ هل كانت اداة نجاتك؟؟؟
الشاب .كلا فلعلها كانت سباب هلاكهم
مع نظرة صديقه الي النهاية السوداء
والدموع تتحدر على خديهما
ينطقان بالحمد لله في الاولى والاخرة
وهو يودع قرص الشمس لينطلق الي احلى حياة
فتترقرق في عينه دمعة النجاة ممزوجة بلوعة الحزن علي من هلك
يلملم بعض ثيابه وادواته البالية
ليعود ليحكي قصته
قصة سابح عكس التيار
ولكن لشاطئ النجاة
ولكنه يرى من بعيد آخرين
يتراقصون ويتقافزون في النهر
في نفس اتجاه التيار
آآآآآآه
ولكن هكذا اذا هي الحياة.......
يدٌ حانية تعبث في شعري وصوت عذب اعتدته
قم يا بني فإن صلاة الفجر ستفوتك.... الاقامة اقتربت
يصحو من نومه على وجه احلى أم واروع حنان وهبه الله له بعد حنان الله ولطقه به...
.ولساني يتمتم بحمد الله انها كانت رؤيا"