بدأت حياتي الجامعية في احدى الكليات الأدبية ...رغم أنها ليست ميولي ...
لكن ضغوطاً اجتماعية دفعتني للكلية لأدخل في تخصص معين بحجة أن مستقبله الوظيفي مضمون ...وكان خطئاً جسيماً أن أدع لغيري أن يقرر نيابة عني ...
ومضت سنة ونصف ضاع جلها من عمري ...
فالكلية يغلب عليها عدم الالتزام ( وأنا لم أكن قد حصنت نفسي بعوامل الحماية وأسوار الوقاية ) مما أثر علي سلبياً على التزامي للأسف الشديد ....ونسأل الله العفو والعافية ...
لكن الموقف الوحيد الذي أذكره بخير ...ولن أنساه ...هو موقف حدث لي مع شخص أثناء دراستي لإحدى المواد...
حيث قدر الله لي أن ألتقي برجل بهي الطلعة وضييء الوجه كثيف اللحية عليه سمات الالتزام ووقار الدعاة ...وكان طالباً في نفس المادة ...
وبحكم أنني كنت ملتزماً قبل دخول هذه الكلية ثم أصابني فتور ...
فإن حبي للصالحين لا يزال راسخاً في قلبي رغم تقصيري ...
وفي يوم ...
يسر الله لي أن أتبادل معه أطراف الحديث ...ودون أن اشعر وجدتني أسترسل معه في الحوار ...وأشاركه الرأي في القضايا الإسلامية التي يطرحها ...
ولم ألاحظ أنه كان مستغرباً ...لأن مظهري الخارجي كان مظهر طالب عادي وليس مظهر طالب ملتزم...
ففاجئني بقوله ...يا أخي ما قصتك ...؟
اراك تعرف المشايخ والدعاة ...ولديك ثقافة إسلامية متميزة وحجة في الحوار والمناقشة ؟
فأسقط في يدي ...ولم أعرف ماذا أقول ...أوبماذا أجيب !
ولشدة مهابة الرجل...وسماحة أخلاقه ...صارحته بقصتي ...وقلت له كيف أنني دخلت لهذه الكلية ...وكيف تأثرت بأجوائها ....
فما كان منه حفظه الله ورعاه وسدد خطاه ...إلا أن نصحني ووعظني بموعظة لن أنساها ما حييت ...
ثم انقطعنا عن التواصل ...
ومرت الأيام ...
وتواصل معي بعض أخواني من الصالحين ولم يقاطعوني رغم اني هجرتهم ...
وفي لحظة صفاء ...ويقظة للنفس اللوامة ...عاد نداء الإيمان إلى قلبي من جديد ...
وقررت أن أغير مجرى ...حياتي ...
فبدأت بعملي ...حيث انتقلت من العمل ...في سوق تجاري ...للعمل في مؤسسة خيرية رائدة ...
ثم انتقلت من كليتي... إلى كلية الشريعة ...ومن لطيف قدر الله ...أن التقيت ذلك الطالب الناصح مرة أخرى...ولكن في كلية الشريعة ...
فسلم علي وسلمت عليه بحرارة ... وشعرت بسعادته الغامرة بعودتي إلى الله ...وطلب أن يستمر التواصل بيننا ...
وقد كان حتى في أحلك الظروف التي مر بها هو شخصياً ...
يحرص أن يتواصل معي أو يرسل لي سلاماً عن طريق أصحابه ... حفظه الله ...
أتدرون من هو ........؟
إنه الشيخ الفاضل والداعية الكريم الذي هزت أشرطته المؤثرة قلوب المقصرين ...
الذي سالت لمواعظه دموع التائبين ....
إنه الشيخ الفاضل
أبو علي نبيل العوضي .... سلمه الله وحفظه وسدد خطاه ...
وتقبل الله منه صالح الأعمال ...
يتبع ...بإذن الله ...