السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفي عليكم أن مجال الرقية مجال يتعرض للكثير من المنعطفات بين الفينة والأخرى ... بسبب عوامل متعددة ... لا يتسع المقام لتناولها ... و يكفي نظرة سريعة للوسائل الإعلامية لنعرف حجم النقد الكبير الذي يوجه للرقاة .... وبعض هذا النقد وجيه .... وبعضه الآخر مرفوض ...
خذ مثلا ...
الرقاة والاستعانة بالجن المسلم ... فهذا ير ى وذاك يحرم ...
والآخر يتعاون ولا يستعين ...
الرقاة والأعشاب ... فقد صار من الطبيعي أن يكون المرء راقياً وخبيراً للأعشاب في وقت واحد ... وقد يصف أعشاباً تحتوي سموماً وهولا يدري ...
الرقاة وتفسير الرؤى ...فلا أدري ما قصة هذه الظاهرة أيضاً فراقي وحواج وأخصائي اجتماعي ومفتي ومفسر للرؤية ...فماذا بقي ؟!
الرقاة والتجاوزات أثناء القراءة على النساء ...
وهذه قصة أخرى محزنة تدمي قلوب الغيورين ...فهذا يضع يده على الصدر لأن الشيطان هنا ولا بد من ضربه ...
وآخر قد يتساهل في كشف مواضع أخرى لأنه يعتبر نفسه كالطبيب ...
والضرورات تبيح المحظورات ...
والله المستعان ...
الرقاة والاختراعات العلاجية اليومية بحجة الاجتهاد .... في الرقية ...فتارة آيات العذاب وتارة آية الحبس ... وتارة آيات الطرد ... وتارة آيات الحرق ...
الرقاة والتجارة بالرقية ....
(( البزنس))
مقر خاص ... أو استراحة ... أو خدمة متنقلة ...
فالسيارة موجودة وهو حاضر لأي مكان قريب ...
رسوم على المراجعة ...
طلب المال مباشرة ... أو عن طريق غير مباشر
ومن زار الرقاة يعرف ما أعني ...
أسعار للعسل .... وأخرى للزيت ... وأخرى للماء المقروء...
مواقع في الشبكة العنكبوتية ... للرقية الشرعية ...
لا بل قنوات فضائية ...
ولا بأس من عرض المنتجات وأرقام الهواتف فخدمة التوصيل متوفرة أيضاً تماماً كمطاعم الوجبات السريعة ...
وإن لم يتيسر فأفلام استعراضية حول بطولات الرقاة مع المردة والشياطين ...
وفي هذه الأيام موضة جديدة هي أن يجعل الراقي الجن ينبح !!!
وهو في جسد المريض ...
بحجة الإذلال ....وإهانة المعتدي ...
ولكن ...
في الوقت نفسه تزداد الحاجة للرقية والرقاة مع كثرة المصابين بالأمراض الروحية وازدياد الغفلة في حياة الناس ....
ولا نستطيع أن ننكر أبداً وجود طيبين خيرين ... وأهل علم وصلاح في الرقاة
فماذا نفعل ؟؟؟
هل نترك الأمر هكذا دون تنظيم ...
إمام المسجد هناك من يحاسبه ...المعلم هناك من يراقب أداءه ...الطبيب العضوي أو النفسي له ترخيص وعليه رقابة ...
حتى القضاة هناك هيئة قضائية مستقلة تحاسبهم ...
فلماذا الرقاة لا يحاسبون وينظمون ؟؟
ولماذا يرفض بعضهم باي حال تنظيم عمل الرقاة فتارة بحجة عدم أهلية المراقبين أو أن العمل الحكومي سيكون غير فاعل وتشوبه الشوائب ...
وغيرها من العقبات إن صحت فإن ضررها لا يساوي ضرر بقاء الأمر هكذا دون تنظيم ...
فالأموال والأعراض والعقائد في خطر في ظل هذه الفوضى ...
ويرجع رفضهم للتنظيم ...
للأسف ...
لأنهم مستفيدون من حالة الفوضى إلا من رحم الله ...
فكيف يتكسب الأموال الباهظة إذا تم تنظيم العمل بالرقية ...
وكيف يستر على جهله إذا حاسبه العلماء المختصون ...
وكيف ينقذ نفسه من العزل...بسبب تشخيص خاطئ حطم كيان أسرة ...
إذ ما كان هناك محاسبة ورقابة ...
هل تصدقون يا أخوتي...أن صديقا لي من الثقات قال :
هناك راقي مشهور في منطقتنا ... يقول للمصروع بعد أن يفيق ألم تفعل كذا وكذا ؟؟ من الكبائر والموبقات ؟؟
لقد قال الجني عنك كل شيء !!!
ويفضح المصاب المسكين الذي وثق فيه أمام أسرته !!!
لذلك أقول وليعذرني أخواني الرقاة الثقاة الذين أحترمهم ...
نعم...
نحتاج أوصياء على الرقاة حتى نحميهم ونحمي المجتمع !!!
نحميهم من أنفسهم ...نحميهم الجشع ....من الخوض فيما لا علم لهم به ...
من الدخول في مجال ليسوا أهلا له ...نحميهم من أعداء الامة الذين يتربصون بالدعاة...
وكذلك نحمي المجتمع ...الذي يغلب عليه عدم المعرفة والدراية في الرقية وعلومها ... وبالتالي قد يتبع أي شخص يدعي الرقية ...فالغريق يتعلق بقشة ...
ونوفر للمجتمع حينما ننظم الرقية مراكز متعددة وبغطاء رسمى متخصص ...تنتشر في كل بلد ...فيسهل على الناس الذهاب لها ...ويطمئون لوجود رقابة عليها ...
وقد اخترت بعض التوصيات وعدلت عليها من أحد المؤتمرات حول العلاج بالقران وأراها مناسبة لتكون نواة لورقة عمل تقدم على مستوى كل دولة إسلامية
لاستكمال نواقصها واعتمادها على شكل قوانين ...
- وضع تعريف موحد متفق عليه بين علماء الشريعة والأطباء لمصطلح العلاج بالرقية الشرعية
- اشتراك ذوي الخبرة العلمية في الجامعات من أساتذة الشريعة والطب في إجراء الدراسات الميدانية
- وضع ضوابط علمية صحيحة لممارسة العلاج بالقرآن وتكامل ذلك مع العلاج بالعلم الحديث
- تدريس الرقية الشرعية وضوابطها ضمن مناهج التعليم في المعاهد والكليات الشرعية وكليات الطب وفق المنهج العلمي
- إنشاء معاهد متخصصة لتخريج المعالجين بالقرآن للعمل ضمن أعضاء الفريق الطبي في المستشفيات الحكومية
- تكوين لجنة علمية مكونة من علماء الشريعة والمتخصصين في الطب لتقويم المتقدم لممارسة مهنة العلاج بالقرآن
- تنظيم وضبط ممارسة العلاج بالقرآن بإشراف مؤسسات رسميّة على غرار التخصصات العلاجيه الأخرى
- إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن بإسلوب علمي يواكب العصر في المستشفيات الحكومية فقط ، تدار من قبل أناس متخصصين مؤهلين تأهيلاً شرعياً وطبياً ومنع ممارسة العلاج بالقرآن خارج تلك العيادات
- سن قوانين وتشريعات تمنع ممارسة الشعوذة والدجل بأي شكل بما في ذلك وسائل الإعلام وتجرّم هذا الفعل لما في ذلك من الاحتيال والنصب
- نشر الوعي بأهمية التداوي عضوياً ونفسياً وروحياً على حد سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة وإقامة الندوات والمؤتمرات
- نشر الوعي بالعلاج القرآني من خلال الندوات والمؤتمرات والبحوث والمحاضرات والكتب في إطار المنهج العلمي الصحيح
والله من وراء القصد
منقول من منتدى دار الرقية الشرعية