وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
بارك الله فيك أخي الحبيب ( فادي القرامسة ) سؤال مهم ويستحق الإجابة ؟
نعم يا أخي الحبيب ! لماذا ؟ لأن الدم الخارج من الجسم يحمل الكثير من الأخلاط الضارة والترسبات والشوائب الضارة ، مثل الكورسترول الضار ، كريات دم فاسدة هرمة منتهية صلاحيتها ، وبعض مخلفات وآثار الأدوية الكيميائية الضارة والخطرة والتي تتواجد في تجمعات دموية بين الجلد والعضلات .
ولقد كشف الطب الحديث عن بعض الآليات التي تسلكها عملية الحجامة في الشفاء أو التحسن من عدد من الأمراض المستعصية ، منها أن عملية الحجامة تعالج تضخمات الطحال التي تعود أسبابها في معظم الحالات ، إلى زيادة الحاجة للعمل الطحالي ، لأسباب إنتانية إلتهابية تنتج عن زيادة الفعالية الدفاعية ، أو زيادة الحاجة لتصفية مركبات معينة من الدم ، وأسباب إحتقانية ناتجة عن زيادة الضغط في الجملة البابية أو الدوران العام ، أو قد يتسبب التضخم عن فرط تصنيع الخلايا الشبكية البطانية ليتمكن الطحال من سحب الخلايا الشاذة من الدم ، أو بسبب الحؤؤل النقياني ، أونتيجة لحالة إحمرار الدم ، أو بسبب آفة ارتشاحية فتمتلئ البالعات الطحالية بالمواد الشاذة التي تتراكم بسبب تلك الأمراض ، تعمل الحجامة هنا على تنقية الدم وتحفز الطحال على أداء دوره المناعي الهام ضد الجراثيم والطفيليات الخ .... .
وبسبب دور عملية الحجامة في اقتناص التالف والهرم من كريات الدم والشوائب ، فإنها تزيد التروية الدموية لكل الأنسجة والأعضاء ، وينزل عن كتف الكبد عبء كبير ، فينشط لتأدية وظائفه الأخرى بوتيرة وكفاءة عالية ، وتزيد فعاليته في عمليات استقلاب ومعالجة الكوليسترول والشحوم الثلاثية الزائدة ويخزن السكر الزائد في الدم ، فتنخفض نسبته لدى مرضى السكري ، ويتفرغ لتخليص الجسم من السموم فيصح وتنشط جميع أجهزته بما فيها الدماغ ، وينعكس ذلك بشكل إيجابي على جميع المراكز الحسية والحركية ، وترتفع أيضا عمليات تجديد الأنسجة التالفة في الجسم ، لأن الكبد هو المسؤول عن البروتين اللازم لإستمرار الحياة والنمو ، فيساعد في التغلب على الإلتهابات الكبدية التي أصابته وصد كل الأمراض التي قد تصيبه ، ويتضح ذلك جليا عند قياس خمائر الكبد التي عادت إلى حدودها الطبيعية في كل الحالات المرضية التي تكون فيها نسبته عالية .
واكتشف العلماء أن عملية الحجامة تزيد من قوة جهاز المناعة لزيادة نشاط الجملة الشبكية البطانية ، كما أن التروية الدموية الجيدة للأنسجة والأعضاء ترفع مناعة الجسم بسبب كثرة تعرض العامل الممرض لعناصر جهاز المناعة ، خصوصا الأنتروفيرون الذي يعتبر أسرع خط دفاعي يتم تكوينه وافرازه بعد تعرض الجسم لأي فيروس ، حيث تستطيع الكريات البيض إنتاج الإنتروفيرون بمعدل يزيد على عشرة أضعاف مما تنتجه خلايا الجسم .
أخي الحبيب : هذا قليل من كثير عن الحجامة ، ومالها وما عليها ، وأحببنا هنا أن نوضح لك عن بعض صورها وعملية أو آلية عملها ، ويوجد هناك الكثير من أسرارها والتي في كل يوم نكتشف ونسمع شيء جديد عنها وعن فوائدها ، وقد ساهمت الحجامة الى حد كبير جدا في علاج أكثر الأمراض المستعصية والتي عجز الطب التقليدي في علاجها ، والحمدلله الذي من علينا ووهبنا هذا الدواء الإلهي ووصية الملأ الأعلى لمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولأمته ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة ، إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة ) ــ السلسلة الصحيحة ــ 2263 .
وفي حديث آخر : ( ما مررت ليلة أسري بي بملأ ، من الملائكة إلا قالوا : يا محمد مر أمتك بالحجامة ) ــ صحيح الجامع ــ 5671 .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ، بإتباع سنة وهدي المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ــ اللهم آمين ــ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .