السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله أما بعد
كثيرا ما يوصي بعض الرقاة مرضاه بعدم تعاطي الأدوية النفسية وخصوصا إذا ثبت أن ما يعاني منه المريض هو من الشيطان مثل السحر والمس والعين وبالذات إذا نطق الجني على لسان المريض وظهر بجلاء تأثر الجن من الرقية .
بل ربما تكون النقطة الأخيرة مجمع عليها عند الرقاة إذا ثبت أن الجني متلبس بالمريض فإنهم يمنعون من تعاطي العلاج النفسي ، ويعتقدون أن العلاج النفسي يتعارض مع الرقية الشرعية ويضعف تاثيرها .
أقول هذا خطأ كبير ومفهوم خاطئ يجب أن يصحح والدليل على ما أقول ما يلي :
1- ثبت أن الشيطان يصيب المريض بالحزن والكآبة وقلة النوم والقلق وثبت بالمقابل أن هذه الأدوية النفسية منها ما هو مضاد للاكتئاب ومنها ما هو منوم ومنها ما هو مهدئ للأعصاب ومنها ما هو علاج للقلق .
2- ثبت في السنة استخدام التلبينة ومن خواصها أنها تجم الفؤاد وتذهب ببعض الحزن وهكذا الأدوية النفسية فيها مثل هذه الخواص وغيرها .
3- يذكر الرقاة أن الشيطان يدخل عند الفرح الشديد والحزن الشديد والغفلة الشديدة والغضب يعني بعبارة أخرى عند الانفعالات الشديدة وهذه الأدوية النفسية توازن الانفعالات عند المريض
4- ثبت أن كثير من المرضى من المسحورين وغيرهم يراجع المستشفى عندما تتفاقم حلاته رغم المبالغة في رقيته نتيجة صراخه وتصرفاته التي يصعب على أهله التصرف معه فيأخذ إبرة مهدئة وتهدأ حالته رغم أنه ممسوس من الجن بلا شك
ولهذا أقول ينبغي الجمع بين الرقية والعلاج النفسي ومن أشار بترك الأدوية النفسية عليه أن يراجع حساباته والله أعلم
وأنا مستعد لقبول الحق ولو كان مرا