الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف خلقه وبعد :-
في البداية أريد أن أخبركم أني مريض من حدود 6سنيين والحالة لايعلمها إلا الله تعالى ولا أحد يدري ماهي حالتي , وأنا كذلك لا أدري .المهم أني عندما أتذكر هذه السنين والهموم والغموم التي أصابتني , والله الذي لا إله إلا هو إني أحمد الله تعالى . فقد رأيت من فوائد هذه الكروب والهموم مالا يعلمه إلى الله تعالى .والله أني بعض الأحيان عندما أشعر بتحسن بسيط أني أحن إلى تلك الأيام العصيبة التي مررت بها لما فيها من التضرع الشدييييييييد بين يدي الله تعالى حيث أني لا أدري ماحل بي ولا أحد يدري وكلما أتصل بشيخ يقول حالتك غريبه ويجزم بأن عندي شيء ولكن لا يدري ماهو بالضبط . المهم أن علاقتي مع الله تعالى تحسنت بشكل كبير جدا فأنا الآن أقول ( إن الله قد أعطاني بهذا المرض أكثر مما أخذ مني ) والله أني كثير من الأوقات يبلغ بي اليأس مبلغ عظيم جدا ثم بعد ذلك أجد أنه بقي لي طريق واحد فقط وهو من عند الله تعالى فأنا الآن أدركت أنه لو أجتمع البشر كلهم لينفعوني لم ينفعوني إلا بشيء قد كتبه الله لي ولو اجتمعوا على أن يضروني لم يضروني إلا بشيء قد كتبه الله لي . وكثير والله كنت أمثل لنفس بهذا المثال وأقول لو ذهبت إلى أمك فأخبرتها بما يحدث لك. لقالت والله لوكان بيدي الشفاء لشفيتك لفرط رحمتها بك . فوالله الذي لا إله غيره إن الله أرحم بك منها . المهم أني قد استعملت أمور كثيره للتغلب على هذا المرض أذكر منها :
1/ قراءة تفسير الآيات التي تقرأها أثناء الرقية فهذه لها أثر عظيم جدا جدا وأسأل مجرب. فسورة الفاتحة فقط قد وجدت فيها من الأثر مالا يعلمه إلا الله تعالى بعد قراءة تفسيرها عدة مرات من التفاسيرالمختلفة . فكيف لو كانت قراءة التفسير لجميع آيات الرقيةالشرعية بل للقرآن كله .وكانت الرقية الشرعية بتدبر .
2/ الله تعالى يقول ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) فالصلاة إثرها عظيم في سكون النفس وتخفيف توترها وطمأنينة البال وأجد هذا في نفسي كثيرا . حيث أني شريت ساعة الفجر ووقتها قبل كل صلاة بخمس دقائق حتى أستعد للصلاة ولا يؤذن المؤذن إلا وأنا في المسجد وأستغل فترة إجابة الدعاء بين الأذان والإقامة . فهذه نفعتني نفع عظيم جدا جدا وأنصحكم بها . إضافة إلى مجاهد النفس على أن تكون الصلاة خاشعة بعمل كل مايعينك على الخشوع في الصلاة وكذلك قراءة كل مايعينك على الخشوع فيها وتطبيقه .
3/ أنا الآن ولله الحمد والفضل أصوم الأثنين والخميس بإستمرار ولم أكن أفعل هذا قبل المرض وأريد بهذا الصوم( نسأل الله ذلك ) أن أكون من المتقين كما قال تعالى في فرض الصوم ( لعلكم تتقون ) والمتقين قال الله فيهم (إن الله مع المتقين ) وقوله ( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ) وكذلك ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) .فهذه قواعد لابد من اليقين التام بتحققها أنه من يتق الله يجعل له مخرجا .
4/ كذلك اطلعت على الكتب التي تتحدث عن صفات الله تعالى مثل العقيدة الواسطية والمنهج الأسنى في صفات الله وأسماءه الحسنى لمحمد المحمود النجدي وأثر فيّ كثيرا لأني علمت أني أدعوا رب لااااا أكرم منه ولاااا أرحم منه ولاااا أجود منه ولاااا أحكم منه وكل صفات الكمال فهو متصف بها وهو منزه عن أي صفه من صفات النقص . وقد ضربت لنفسي مثلا يفيدني في حسن الظن بالله تعالى واليقين بما عنده وهو : لو أخبرك شخص أن هناك ملك من الملوك فيه من الرحمة والشفقة والكرم والجود ما الله به عليم . وأنه لا يرد سائلا على بابه وأمرك بالذهاب إليه ليعينك في سداد دين عليك . فكيف ستكون نفسيتك أثناء ذهابك إلى هذا الملك ؟؟ أنا أجزم بأنك ستكون فرحا مسرورا متيقن بأنك لن ترجع إلا بحاجتك . فلماذا لا يكون هذا الشعور عندما ترفع يديك وتدعوا الله تعالى الذي خزائن كل شيء بيده والملوك هم عبيده . فالله تعالى أحق بأن نكون مستبشرين موقنين بالأجابه عندما ندعوه .
5/ الدعاء الدعاء الدعاء . الأن وبعد المرض ذقت لذة الدعاء وصار إلحاحي بين يدي الله تعالى عظيم جدا فحالتي المرضيه لا يعلم حقيقتها أحد . فأصبحت أتحين فرص الإجابة وألح على الله . وأثر هذا الدعاء عظيم جدا في تعلق القلب بالله تعالى . فأغلب سفرياتي الآن أقضيها بالدعاء . وكذلك بين الآذان والإقامه . وفي الثلث الأخير من الليل (أحيانا) . والساعة الأخيرة من يوم الجمعة . ودعاء الوالده . ويوم عرفه .والإستشعار بأنك المضطر بين يدي الله تعالى وأنك مظلوم من هذا الذي سكن جسدك . ( وأذكر أني رأيت في المنام هرتين ( قطوه وقطوه أخرى ) وهي ملطخه بالدماء وعليها آثار الضرب وعرفت أنها شيطان فلما بدأت برفع يدي للدعاء عليها خافت خوفا شديدا واتسعت أعينها وهذا يبين أثر الدعاء عليها .
6/ أنا حالتي الصحية متدهوره جدا والآلام في الظهر والمفاصل والركب وغيرها شديده . لكن والله إني في طمأنينه عجيبه أحمد الله تعالى عليها( فله الحمد أولا وآخرا) ورجائي في الله تعالى أن يشفيني ويقيني بالشفاء قوي ولله الحمد وهذا فضل من الله تعالى
7/ أنا الآن أحاول وأجاهد نفسي على قيام الليل وأعتقد أنه لو فتح لي هذا الباب فسأجد خيرا عظيما أسأل الله تعالى أن يوفقني وكل مسلم ومريض للمداومه على القيام بين يديه في الثلث الأخير إنه القادر على ذلك .
8/ أن هذا المرض نفعني وأرسل لي رسالة بأن الدنيا لاتدوم على حال فقد كنت أيام كثيره لا أعرف الهم والغم وأنام وأنا قرير العين . وأنا الآن أدركت أن هذه الدنيا دار بلاء وهم ونصب . ومخطيء من أطال أمله فيها .
فهذه رسالة وتجربة أبعثها لكل مريض ومبتلى فأقول :
أن هذه فرصة عظيمه جدا للعوده إلى الله تعالى والتذلل بين يديه لإجابة الدعوة والبعد عن المعاصي والموبقات حيث أن من شعر بأنه محتاج إلى ماعند الله وأنه مفتقر لما عنده يطلب رحمته وشفاءه ليس كمن لم يشعر بهذه الحاجة فبتقوى الله تعالى ينال كل مرغوب ويدفع كل شر . فشمر واجتهد بالعبادة والدعاء وادخل جنة الدنيا بهذه العبادة فالله تعالى إذا رأى عبده معرض عنه ابتلاه حتى يقبل إلى ماعنده . وقد رأيت شخصا ابتلاه الله تعالى وبعد ذلك رأيت أثر الطاعه والعبادة على وجهه وتحسنت حاله كثير فنسأل الله أن يكتب أجره ويرفع درجته . أسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكم بما قلت وأن يشفي مرضى المسلمين والسلام عليكم . محبكم محمد النجدي .. ادعوا لي وللمسلمين بالشفاء العاجل ...
إلى كل مكروب ومهموم (أنقل لكم تجربتي )......1
