بسم الله الرحمن الرحيم
اّيات قرءانية ولكن !
تحتاج شرح لنقف على معناها الحقيقى بعد أن وجدت أن عدم شرحها يسبب وجود شبهة لدى بعض من المسلمين .
وشرحها أيضا مفيد للباحثين عن الحق من غير المسلمين
طبعاً شرح الاّيات سهل الوصول إليه من مواقع التفسير ولكن بعض القرّاء والزوار يحتاج جمع مبسط لذا فكرت فى جمع مجموعة اّيات وتفنيدها بطريقتين أولاً شرح مبسط منى للاّية يفيد صغار السن وصاحب أى منهج فكرى مهما كان سنه أى بأسلوب جداً مبسط وقد أستخدم أحاديث نبوية تحمل معانى فى القراّن أتناولها بشرح مبسط يفيد الموضع الذى استشهد بها فيه .ثانياً الطريقة الثانية وضع خلاصة تفاسير موثوقة لكبار العلماء - ابن كثير ،الطبرى ،القرطبى وغيرهم -بذكر المصدر لمن يريد الزيادة
وسأقوم بذلك على هيئة فقرات أجمع فى كل فقرة الاّيات المتشابهة من حيث المعنى التى ذُكرت فى أكثر من موضع.
نبدأ؟
هيا
:**المجموعة الأولى**
سأضع لها مقدمة بقول الله تعالى :
"ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
خلاصة القول أن اتباع الهوى من المهلكات لأنه يؤدى إلى ضلالة..
ولأنه أحد صور إعجاب المرء بشخصه وفكره وقناعاته مما يؤدى إلى ضلال فكرى وقناعة عقيمة لم تأتى بعد مشاركة المخالف أو نصح الثقات ..
*********************
سأستخدم تقسيم أعجنى لشيخ حول اتباع الهوى بين فئات مسلمة سأستخدمه فى الفكر عامة بوجهة نظر خاصة وشرح شخصى
حيث أعجبنى تقسيمه مستخدماً شرح معنى الهوى ونتائجه وسبل التخلص منه
سأستخدم فقط التقسيم بأسلوبى الخاص جداً
بما يخدم موضوع النقاش
*********************
مامعنى اتباع الهوى؟
ببساطة :
اتباع الهوى هو غلق العقل عن إستيعاب المخالف ،وصد النفس عن استدراك الأمور وتفنيدها ،وإحكام الجدل فى كل مايخالف قناعة الشخص بدون تفنيد للرأى المخالف وبدون بحث جدى عن حقيقة وصدق القناعات الشخصية ،كل ذلك فى سبيل إرضاء شهوات أو إيماناً بقناعة موروثة دون أدنى محاولة شك وبحث..
أماالمعنى العام لاتباع الهوى فى الإسلام أى لشخص مسلم ..فهو اتباع شهوات النفس وتتبع الملذات والأخذ بالشبهات والمتشابهات وابتداع محدثات لإرضاء حاجة نفسية دون استماع لنصح ، وبتكبر عن اتباع إمام وبجدل حول نهج السلف دون وجود أى مقابل بحجة وبرهان بسند من السنة والقرءان رغم اتباعه للإسلام !
**********************
مانتائج اتباع الهوى؟
ببساطة :
اتباع الهوى سبب تردى الأخلاق واتباع الشهوات واعتياد المنكرات ،هو سبب أخذ الأديان والأفكار والقناعات من أشخاص سبقوا الفرد كإرث أخذه اكتفى بماوصلوا إليه وعدَّ إقتناعهم أكبر دليل على صدق ماأخذه منهم والحافز فى الدفاع عنه وصد كل ماهو مخالف إما بجدل عقيم أو هجوم مرير ،
اتباع الهوى يعمى القلوب والأبصار والأسماع
والنتيجة الأشد والأكبر المد فى الطغيان
ويمدهم فى طغيانهم يعمهون
لذا من سمات المؤمن الصالح بوصف القرءان الكريم
نهى نفسه عن اتباع هواها
ونهى النفس عن الهوى
*************************
ماوسائل التخلص من اتباع الهوى؟
أولا : أول وسيلة للتخلص من اتباع الهوى هى مقاومته و مخالفته بالشك فيه والنظرة لقناعات الفرد على أنها قناعات ظنية لا بديهية ويقينية
ثانياً : البحث والقراءة حول كل صوت يخالف قناعاتى مثلا كسنية أجد أصوات تخالف مذهبى صوت الشيعة صوت الأباضية صوت المعتزلة أضع نفسى فى موقف محايد وأبحث عن الحق فيما يخالف فكرى حتى أصل لقناعة تامة بعد
حوار
بحث
قراءة
جمع بين القناعة الشخصية والقناعات المخالفة وتفنيد حجج كل جانب
بعدها اسمع الصوت المخالف الأوسع كمسلم مقابل ملحد أو نصرانى أو يهودى وبالمثل
حوار
بحث
قراءة "من موثوق"
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا بعد اليقين والإيمان التام
ثالثاً :الأخذ من موثوق كل جانب
فمثلاً لتقتنع بالإسلام لابد أن تقرأ فى أمهات كتب وكتب لعلماء موثوق بعلمهم لا رجل كفلان مثلاً نجد حول بعض أفكاره شبهات عدة دون ذكر أسماء.
لتحاور كمسلم شخص نصرانى لابد أن تكون ملماً بنقطة الحوار تاريخياً ولغويا وتفسيراً وبياناً إن كانت اّية أو رواية أو حديث نبوى وملماً بما يقابلها من معنى فى أوثق مالدى الجانب الاّخر -الكتاب المقدس- ومعنى الإلمام الإحاطة والبحث والوصول للمعنى الحقيقى لنقطة الحوار أى تصل (لقناعة الاّخر) .هذا مهم جداً.
وتصل إلى ماقد يخفيه هو لتجنب الدفاع واستخدام الهجود بغرض أى شىء إلا الوصول للحق
هذا مهم أيضاً -الإحاطة التامة -
إذا حدث ذلك من كلا الجانبين لن نرى حوارات مهمة تنتهى بسب ولعن..-وهذا للأسف يحدث فى الغالب.. -
المهم
***
قد يقول البعض الاّن :
حديثك يحمل نبرة إرثك للدين الإسلامى وكأنه الصحيح وغيره باطل عكس ماترمين إليه !
كما قلت
حوار
بحث
قراءة الموثوق
تفنيد
وعدم اعتبار قناعاتى مسلمة إلا...> بعد اليقين والإيمان التام
فالإنسان لن يشك طوال عمره بل لابد أن يصل إلى قناعة ونهج معين ولكن
بعد
أؤكد
بعد
قراءة وبحث وحوار وتفنيد فيتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً وفطرةً ومنهجاً
***
نأتى لتفصيل اّيات قراءنية بعد تلك المقدمة البسيطة رأيت ضرورة تفسيرها لنا كمسلمين قبل غير المسلمين
** المجموعة الأولى **
رأيت الجمع بين تلك الاّيات للتدرج بعد ذلك فى المجموعات القادمة بإذن الله
سأستخدم طريقة شرح اّيات باّيات طريقة جداً جداً مفيدة
أنت
ركز معى الله يكرمك
هيا
****
مثلاً قوله تعالى
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
كلمة المغضوب عليهم تثير شبهة
اشرحها ببساطة ثم أضع شرح لابن كثير
اللهم اهدنا إلى اتباع صراطك المستقيم صراط كل من اتبع رسلك وأنبياءك صراط كل من سمع وعقل ووعى لا صراط من جاءتنا أخبار عنهم أن جاءت إليهم الأخبار وجاءهم (البلاغ المبين )فقابلوه بالتكذيب (تماروا بالنذر) فغضبت عليهم بكفرهم وجحدهم اّياتك .
يقول ابن كثير :
اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ هُمْ الْمَذْكُورُونَ فِي سُورَة النِّسَاء حَيْثُ قَالَ تَعَالَى : " وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُول فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْل مِنْ اللَّه وَكَفَى بِاَللَّهِ عَلِيمًا"
أقول أى
طاعة جاءت بعد بيان الاّيات وظهور البلاغ المبين
غَيْر صِرَاط الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَهُمْ الَّذِينَ فَسَدَتْ إِرَادَتهمْ فَعَلِمُوا الْحَقّ وَعَدَلُوا عَنْهُ وَلَا صِرَاط الضَّالِّينَ وَهُمْ الَّذِينَ فَقَدُوا الْعِلْم فَهُمْ هَائِمُونَ فِي الضَّلَالَة لَا يَهْتَدُونَ إِلَى الْحَقّ.
هائمون فى الضلالة باتباعهم الهوى كما سبق وشرحت معناه بالأعلى
نتدرج معاً فى الشرح بسرد اّيات أخرى :
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِين**
يقول ابن كثير :
وقوله " فإن تولوا " أي بعد هذا البيان وهذا الامتنان فلا عليك منهم " فإنما عليك البلاغ المبين " وقد أديته إليهم
قول اّخر لله تعالى أظهر لنا نوره
بشرحه أيضا باّيات قرءانية أخرى
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ**
فلم إذا الرسالة والإنذار ماداموا فى كل الحالات لن يؤمنوا؟؟
ببساطة :
حتمية العذاب جاءت بمعرفة وعلم الله لمن يكذب الرسالات أظهر الله البعض للرسول صلى الله عليه وسلم وكما حدث مع نوح عليه السلام قبله ان أوحى الله إليه أنه لن يؤمن إلا من قد اّمن (علم من الله لا اجبار على الكفر )
فحتمية العذاب تبشير بجهنم لمن كذَّب
وهذا النوع من الاّيات فى حد ذاته إنذار ونوع من أنواع التبليغ فالرسول صلى الله عليه وسلم بشير ونذير
يأتى السؤال لم خلقهم وهو يعلم بكفرهم؟ هل ليعذبهم ؟
الأصل فى الخلق التوحيد والعبادة
الله يعلم ماسنفعله ولكن هب أنه أدخلك الجنة بسابق علمه ستعترض؟أقصد دون حياة وموت ؟
لا طبعا لن تعترض وجه الإعتراض سيكون لمن سيدخل النار وقتها
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ**
لذا فمن العدل ومن حكمة الله خلق الدنيا وخلق الإنس وأنزل التكليف بالرسالات
** فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ **
جاء فى تفسير ابن كثير
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد
ويتشدق الكثير بكلمة تهديد ووعيد التى جاءت فى التفسير دون تدبر للقراّن الكريم فدعونى أشرح بتبسيط كالعادة .
أنزل الله رسالات وبين باّيات ووضع الحجة والبرهان فى كتبه السماوية
فمن شاء الله جعله مؤمناً ومشيئته بتثبيته على يقينه بما جاءه واّمن به
ومن شاء الله جعله كافراً باتباعه هواه وتكذيبه للبلاغ المبين فيمده الله فى طغيانه
انظر باقى الاّية
{إِنَّا أَعْتَدْنَا للظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا**
هنا يظهر معنى الوعيد فى التفسير فمن اتبع هواه وضل عن السبيل شاء الله بعلمه المسبق أنه سيكفر شاء له وقدر له نار بالوصف الذى جاء فى الاّية
ودليل ذلك الشرح كلمة (للظالمين ) فهم ظلموا فاستحقوا العذاب
{اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين **
لمن تبعك منهم
بالتوفيق بين الاّيات تظهر أن مشيئة الله مشيئة علم
ومشيئة الكافر مشيئة إختيار
جاء فى تفسير ابن كثير
عن ابن عباس" إن الذين كفروا " أي بما أنزل إليك وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " أي إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق وقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك فكيف يسمعون منك إنذارا وتحذيرا وقد كفروا بما عندهم من علمك
ويحتمل أن يكون لا يؤمنون خبرا لأن تقديره إن الذين كفروا لا يؤمنون ويكون قوله تعالى " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" جملة معترضة والله أعلم .
وفى تفسير الجلالين جملة جدا مفيدة
وقيل : خبر " إن " " سواء " وما بعده يقوم مقام الصلة , قاله ابن كيسان . وقال محمد بن يزيد : " سواء " رفع بالابتداء , " أأنذرتهم أم لم تنذرهم " الخبر , والجملة خبر " إن " . قال النحاس : أي إنهم تبالهوا فلم تغن فيهم النذارة شيئا
تبالهوا أيضا تظهر معنى اتباع الهوى ودحض الحجج بالسفيه لا بالبرهان والدليل مجرد تكذيب لاتباع شهوات وتمسك بإرث الأباء والأجداد
فى المقدمة تحدثت عن اتباع الهوى فهم اتبعوا هواهم فضلوا عن السبيل رغم النذر والاّيات ووقع هذا فى علم الله فحق عليهم العذاب واطلعنا الله على جزء من غيبه وهو دخولهم النار بتلك الاّيات
وقوله تعالى " لقد حق القول على أكثرهم " قال ابن جرير لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله .
أقول
حتم عليهم أنهم لايؤمنون حتمية علم . فحق عليهم عذابه والدليل قوله لايؤمنون بالله ولايصدقون أى يكذبون رساله اختياراً لا إجباراً .
سيأتى فى المجموعات القادمة شرح مفصل لمعنى المشيئة الإلهية فى القراّن
أضع اّية تنهى هذه المجموعة .
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ**
جاء فى تفسير ابن كثير ماينهى هذا اللبس الخاص بالمشيئة ويقتلعه من جذوره
أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر
انتهى .
يأتى
**
البلاغ المبين
والحجة الساطعة ببرهان واّيات
وما المقابل من الكافر بتلك الاّيات؟
**
تطير ، تكذيب ،قتل ، بدون حجة وبرهان وسماع
** قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ **
** قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْـزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ **
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا**
النتيجة
*
طبع الله على قلوبهم بسبب كفرهم
والمد فى الطغيان
{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
أى يتركهم ولا يمنعهم رغم قدرته**
طغيانهم أى نتائج اتباع هواهم .
بإذن الله للحديث بقية أستودعكم الله .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
ماذا يا إيمان؟؟
هل الله يقلب القلوب أى يقلب قلبى من الإيمان للكفر؟؟
كنت قد أنتهيت من الفقرة ولكن هذا الفتى استوقفنى بسؤاله
دعونى أشرح له قبل الخروج من الصفحة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول :
اللهم مقلبَ القلوب، ثبت قلبي على دينك.فقالت أم سلمة يا رسول الله، أوإنَّ القلوب لتتقلب؟ قال: نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا إن قلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله عز وجل أقامه، وإن شاء الله أزاغه .
!!!
وفى رواية
يقلبها كيف يشاء .
***
شرح مبسط :
اللهم يامالك القلوب وتعلم سرى وجهرى يامقلب القلوب فأنت تعلم إيمان قلبى وفعلى وتعلم هوى نفسى ونقاط قوتى وضعفى فثبت قلبى على اتباع مايكبح جماح هوى نفسى بما فى قلبى من يقين بك وايمان تحققت منه بنفسى اللوامة" حتى لا اتبع هوى نفسى "الأمارة بالسوء" فيذبل يقينى وينقص إيمانى فتغضب علىّ وتمدنى فى طغيانى وتتركنى لهوى نفسى فانقلب من إيمان وطاعة لمعصية وهوان
(بسبب اتباعى لهوى بعد علم ويقين بالحق فتمدنى بعد اصرار فى المعصية أى تتركنى لنفسى الأمارة بالسوء باختيارى لفعل مالايرضيك)
فيامقلب القلوب اجعل ظاهرى وباطنى قلبى وقالبى على دينك فلا اتردى ابداً
واجعل نفسى "مطمئنة بالإيمان
واسألك أن تثبت قلبى على الإيمان وصد كل مايثير هوى نفسى من شهوات وملذات وبدع ومتِّعه بالإيمان وبحلال الدنيا ولا تجعلنى بباطنى أخالف ظاهرى فأسقط فى الطغيان
فنقى قلبى لأن أول اتباع الهوى حديث نفس فيفسد الباطن ويليه الظاهر فاسألك الثبات على الإيمان قلبا حتى ينصلح ويثبت العمل على مايرضيك.
.
لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم دوما يقول : "اللهم لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولاتجعل الدنيا أكبر همنا"(رواه الترمذي\3502)
الله أكبــــــر
أعيد وضع شرح سابق لتلك العبارة النور
****
معنى اللهم لاتجعل مصيبتنا فى ديننا
اى لو ان المصيبة فى الدنيا لهانت ولو فى الدين لعظمت
مصائب الدنيا
المرض الإبتلاء فى الجسد التشوه الإعاقات الفقر فقدان حبيب
تابع موضوعى معنى الابتلاء ونعم فى المصائب
اما التعوذ من الابتلاء فى الدين تعوذ من امراض القلوب
من الابتداع فى الدين
من السقوط فى الشهوات ولذة الدنيا الزائفة
من هجر السنن
من سوء فهم نصوص الدين
من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر وتعليم حديث مكذوب او ضعيف
من ترك الفرائض
من الغفلة عن مراقبة الله
من طلب متع لا ترضى الله
من الشرك بالله بالخوف من غيره او التوسل ممن سواه
من الشك والسقوط فى ظلمات الشبهات بسبب البعد عن الكتاب والسنة وهدى الصالحين
من السخط عند البلاء
بإختصار التعوذ من كل مايؤدى إلى غضب الله وعقابه
***
وتستشعر فى كلمة أكبر همنا معنى اتباع الهوى المنهى عنه فى الإسلام
والذى يتعوذ منه الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو من هو حتى نتعلم منه نحن اللهم صلى وسلم وبارك عليه بقدر حبك فيه .
الشرح
دوما أقول نحتاج للجمع بين اّيات قراّنية وأحاديث نبوية بشرح مبسط لنقف على جمال الإسلام
{يثبت الله الذين اّمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الاّخرةويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء**
اّمنوا ثم استقاموا وتركو الهوى واتبعوا الحق يثبتهم الله .
أما من اتبع هواه "ظلم نفسه"وطغى واستكبر عن الحق بجدل عقيم بدون حجة وبحث فيضله الله أى يقلب قلبه إلى ماغلب فى نفسه وفعله من اتباع هوى وضلال وشهوات بل واستهزاء بالصالحين كاّخر سلاح له بعد أن فشل حوارياً ومنهجياً هذا إن حاول أصلاً الحوار فيضله الله بتركه على الطريق الذى اختاره لنفسه سواء كان مسلم بالإسم فقط أو على غير الإسلام.
****
نصيحة :
اقرأ وابحث وفنِّد
جاهد هوى النفس
اتبع الجانب الأقوى حجةً ودليلاً
ولإن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير **
حاءك من العلم
أى رأيت الحق ظاهرا فاتبعه واترك كل هين كبيت العنكبوت وتمسّك بالحق ولاتتردد فى إعلان قناعتك به وبعدها أكثر من القراءة وسماع محاضرات لأعلام الجانب الذى اتخذته لتزداد يقيناً وإيماناً وعلماً وتواضعاً
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
إلى اللقاء فى مقتطفات إيمانية جديدة .
فى القادم بإذن الله نجد شرح مبسط حول المعنى الكريم فى
ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى
والاّيات التى تحمل نفس المعنى
ونجد أيضا ومن يضلل الله فما له من هاد
ومثيلاتها فى المعنى فى القرءان الكريم
وغيرها بإذن الله
وكل مجموعة سأضع قبلها مقدمة بسيطة تساعد فى فهمها .
ك
*****************
كتبته أختكم في الله :
إيمان عبد الفتاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته