د.نوارة عبدالغني - اخصائية امراض نساء وولادة
اصبح مرض السكري من الأمراض الشائعة التي يمكن أن يصيب المرأة أو الرجل والذي من الممكن معالجته والسيطرة عليه ومنع حصول المضاعفات المترتبة عليه. وقد كان اكتشاف عقار الانسولين عام 1921 العمود الفقري لمعالجة هذا المرض. ويكون مرض السكري الذي يصيب المرأة الحامل اثناء فترة الحمل على نوعين:
الأول: إصابة المرأة الحامل بمرض السكري أثناء فترة الحمل فقط والذي يختفي بعد انتهاء فترة الحمل والنفاس ويسمى ( سكري الحمل ).
النوع الثاني : إصابة المرأة بمرض السكري قبل فترة الحمل وكانت تعالج منه قبل الحمل إما باتباع الحمية او الأنسولينinsulin) ) أو حب مخفض السكري(oral hypo- glycemic agent) ويستمر بعد الحمل.
وقد وجد إن أكثر النساء اللواتي هن معرضات للأصابة بسكر الحمل (مرض السكري الذي يحصل اثناء الحمل فقط) كالآتي:
المرأة التي تكون والدتها أو والدها أو أخواتها أو أخوانها مصابون بمرض السكري.
المرأة البدينة التي تدخل الحمل ووزنها أكثر من 90 كغم.
المرأة التي ولدت طفل أو أكثر وزنه 4،5 كغم أو أكثر.
المرأة التي لديها طفلاً توفي داخل الرحم قبل الولادة أو الذي توفي خلال اسبوعين بعد الولادة.
المرأة الذي لديها طفل عنده تشوه خلقي في القلب أو الشفة أو غيرها.
المرأة التي أصيبت بمرض سكر الحمل في الحمل السابق.
المرأة التي حصلت عندها ولادة مبكرة في السابق.
المرأة التي حصل عندها عسر في الولادة السابقة نتيجة كبر حجم الجنين بالنسبة للحوض.
تأثير مرض السكري على الحمل كالآتي:
ارتفاع نسبة الاسقاطات خاصة في الاشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
ارتفاع نسبة الالتهابات خاصة ألتهاب المجاري البولية التي يمكن أن تصل إلى حوض الكلية وتكون خطيرة.
ارتفاع نسبة الإصابة بفطريات المهبل بالنسبة للحامل وتكون هذه الإلتهابات متكررة وقد تكون العارض الأول الذي يلفت انتباه الدكتورة إلى إحتمال إصابة المرأة الحامل بمرض السكري.
ارتفاع نسبة إصابة المرأة بمرض ارتفاع الضغط مع مرض السكري.
ارتفاع نسبة حصول الولادة المبكرة التي تحصل قبل 36 أسبوع عند المرأة الحامل المصابة بمرض سكر الدم.
كثرة كمية ماء الرأس مع الطفل (polyhydromnion )، وقد يكون العارض الأول الذي يلفت انتباه الدكتورة إلى احتمال إصابة المرأة الحامل بمرض السكري.
كبر حجم الطفل بالنسبة لعمره داخل الرحم وهذا العارض أيضا قد يكون العارض الأول الذي يلفت انتباه الدكتورة إلى احتمال إصابة المرأة الحامل بمرض السكري.
إرتفاع نسبة التشوهات الخلقية عند الاطفال خاصة اذا كانت المرأة مصابة بمرض السكري قبل الحمل وكانت غير مسيطرة على مرض السكري بالشكل الصحيح خاصة التشوهات الخلقية للجهاز العصبي والقلب.
قصور عمل الرئتين بالنسبة للاطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بمرض السكري وهذا يحدث نتيجة قصور في تكون الانزيمات المنمية والحافظة للحويصلات الهوائية في رئتي الطفل لذا فإن المرأة المصابة بمرض السكري يجب ان تولد في مستشفى مجهز بالأجهزة التي تساعد هؤلاء الاطفال على التنفس لفترة ما بعد الولادة مباشرة.
وفاة الطفل المفاجئ داخل رحم الأم خاصة في الشهر الاخير من الحمل وقد يكون هذا العارض هو العارض الأول الذي يلفت انتباه الدكتورة ان هذه المرأة كانت مصابة بمرض سكر الحمل لكنه كان غير مشخص.
لذلك فإن المرأة المصابة بمرض السكري قبل الحمل يجب ان تكون مسيطرة تماما على مرض السكري بالعقاقير أو بالحمية قبل التفكير بالحمل لانه لو كانت غير مسيطرة على مرض السكري وحملت فهناك نسبة عالية من احتمال إصابة الجنين بتشوهات خلقية.
وهذا يعني ان متابعة المرأة المصابة بمرض السكري في فترة الحمل يجب أن تبدأ من فترة قبل الحمل حيث يجرى للمرأة المصابة بمرض السكري تحليل للدم لمعرفة نسبة خضاب الدم المسكر (glycoselated Hb) الذي يعطي تقديرا لنسبة السكري في الدم للشهر السابق، فإذا كان هذا التحليل ضمن الحد الطبيعي فلا خوف على الطفل من التشوهات إن حملت المرأة المصابة بمرض السكري.
كما يجب التوقف مباشرة عن تناول الحبوب المخفضة للسكر(OHA) التي تاخذها المرأة المصابة بمرض السكري عند بداية الحمل لان هذه الحبوب تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية في الطفل.
ان مراقبة نمو الجنين داخل رحم الأم المصابة بمرض السكري من الاساسيات التي يجب مراقبتها خلال فترة الحمل وخاصة في بداية الحمل حيث عند عمل سونار وقياس حجم الجنين ثم بعد اعادة السونار بعد إسبوعين وقياس حجم الجنين، وقد وجد أنه لم ينمو فهذا يعني إحتمالية كبيرة باصابة الجنين بتشوهات خلقية. كذلك ضرورة إجراء سونار مفصل تفصيلي للطفل خاصة الجهاز العصبي والقلب للطفل يجب أن يراقب بدقة من 10 20 أسبوع من الحمل كذلك مراقبة حجم الطفل بالنسبة لعمره داخل رحم الأم المصابة بمرض السكري من الاساسيات التي يجب مراقبتها بالفحص السريري وبفحص السونار وذلك لأن كبر حجم الطفل بالنسبة لعمره داخل رحم الأم يعني إن مرض السكري غير مسيطر عليه لذلك فيجب السيطرة عليه لمنع حدوث مضاعفات للطفل.
كذلك فان كثرة ماء الرأس مع الطفل أيضا دليل على عدم السيطرة على مرض السكري خلال فترة الحمل فلذلك يجب زيادة الإنتباه للسيطرة على نسبة السكري في الدم لمنع حدوث مضاعفات للطفل.
ان مراقبة نسبة السكري في الدم يجب أن يكون مستمر ومنتظم خلال فترة الحمل كذلك يجب تحديد كيف السيطرة على مرض السكري في الحمل إما بالحمية أو بعقار الانسولين، ولهذا فان متابعة المرأة المصابة بمرض السكري يجب أن يكون من قبل فريق متخصص من الأطباء يشمل الفريق طبيب اختصاصي باطنية مع طبيبة اختصاصية نسائية لغرض السيطرة على مرض السكري ومنع حصول مضاعفات للطفل والأم معاً.
ان مراقبة نسبة السكري في الدم يجب أن يستمر إلى ما بعد الولادة وخلال فترة النفاس لمعرفة إن كان سيستمر مرض السكري عند المرأة أو إنه في فترة الحمل فقط.
ان التشجيع على الرضاعة الطبيعية شيء ضروري جداً حيث وجد أن الرضاعة الطبيعية تقلل من شدة مرض السكري عند المرأة.
وأخيراً يعتبر الحمل مع مرض السكري حملاً شديد الخطورة للأم والطفل لذلك فإن المتابعة الدقيقة والمنظمة خلال فترة الحمل من قبل اختصاصية نسائية شيء ضروري جداً لمنع حصول مضاعفات آنية للطفل والأم أو مضاعفات مستقبلية للأم.
( مجلة الصحة والطب.. جريدة الخليج ) .