بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البرنامج الإسلامي الرمضاني
أخي في الله...هل ترغب في تحصيل الملايين من الحسنات؟... هل تطمع في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات؟... هل ترجو رحمة باري البريات؟... هل تشتهى بيوتاً وقصوراً وحوراً في الجنات؟
إن أردت هذا... فسأدلك على الطريق أخي في الله... بعرض برنامج رمضاني إسلامي، من التزم به ابتغاء وجه ربه العلي، نال أعظم الأجور، وحظي برحمة الرحيم ومغفرة الغفور، وفي الآخرة له نعيم مقيم في الجنة وحور.
والآن مع البرنامج الرمضاني والذي يشتمل على شقين: فعل الخيرات وترك المنكرات.
أولاً: فعل الخيرات: ومنها:
(1) إقامة الصلوات الخمس في أول أوقاتها، في الجماعة، في الصف الأول مع إدراك تكبيرة الإحرام، والمحافظة على أذكار ختام الصلاة، والسنن الرواتب، والنوافل:
* أما عن فضل الصلاة في الجماعة فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" (حسن: صحيح الترغيب"320)
* وأما فضل الصلاة في أول أوقاتها فمنه ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أي العمل أفضل؟ قال: " أفضل العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد" (صحيح: صحيح الترغيب"398)
* وأما فضل الصف الأول، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن هاتين الصلاتين (يعنى العشاء والفجر) أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وكل ما كثر فهو أحب إلى الله - عز وجل - " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"411)
* وأما فضل تكبيرة الإحرام والمحافظة عليها، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " (حسن لغيره: صحيح الترغيب"409) (والتكبيرة الأولى هي تكبيرة الإحرام)
* وأما فضل أذكار ختام الصلاة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ « أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ». فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: « تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ » (متفق عليه، واللفظ للبخاري)
- وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " (صحيح: صحيح الجامع"6464")
* تنبيه: للجمعة فضائل خاصة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: - " من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها" (صحيح: صحيح الجامع"6405")
(فمن التزم يالشروط السابقة وهي يسيرة- لو فُرض أنه مشى من بيته إلى بيت الله مائة خطوة فقط، سيكتب له بإذن الله- عمل مائة سنة، أجر صيام أيامها كلها، وقيام لياليها كلها، ومن زاد زاده الله خيراً وأجراً)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (رواه مسلم)
- وقَال - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى" (رواه البخاري)
* وأما عن السنن الرواتب: فمنها المؤكدة، وغير المؤكدة:
- فأما المؤكدة فهي اثنتا عشرة ركعة في كل يوم وليلة، من صلاها بني له بيت في الجنة، لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بنى الله له بيتاً في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر)). [صحيح الجامع: 6183]
- إضافة إلى فضل سنة الفجر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" (رواه مسلم)
- ومن فضل سنة الظهر أيضا، ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر" (حسن: صحيح الجامع"882")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء" (حسن: صحيح الجامع"885")
- وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر و أربع بعدها حرم على النار" (صحيح: صحيح الجامع"6195")، وعن حسان بن عطية قال: لما نزل بعنبسة جعل يتضور فقيل له فقال أما إني سمعت أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرم الله - عز وجل - لحمه على النار فما تركتهن منذ سمعتهن "(صحيح: صحيح ابن ماجة "1160")
- وأما السنن غيرالمؤكدة، فمنها سنة العصر، التي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضلها: " رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا " (حسن: صحيح أبى داود"1132").
- وأما النوافل فمن أهمها صلاة الضحى وصلاة القيام:
* أما صلاة الضحى، فأقلها ركعتان، وأكثرها ثمان، ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح، و يمتد إلى قبيل الزوال، وأفضل الأوقات
إذا اشتد الحر، ومن فضلها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب و هي صلاة الأوابين " (حسن: السلسلة الصحيحة" 2 / 324 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الضحى أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة" (حسن: الصحيحة" 2349") و المراد بـ (الأولى) صلاة الظهر.
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعاً كتب من العابدين ومن صلى ستاً كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانياً كتبه الله من القانتين ومن صلى اثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة، وما من يوم وليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة، وما منّ الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره " (حسن: صحيح الترغيب)
* وأما صلاة القيام فأقلها ركعة، وأكثرها ثلاث عشرة ركعة، ووقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، ومن فضائلها:
- قيام الليل دأب الصالحين، وقد قال النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، و هو قربة إلى ربكم، و مكفرة للسيئات و منهاة عن الإثم " (حسن: الإرواء" 2/200 ")
- قيام الليل سبب لرحمة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء, و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء " (صحيح: صحيح الجامع" 3494 ")
- قيام الليل سبب لمحبة الله، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله - تعالى - فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه! ؟ والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء سراً " (صحيح: المسند"3949" بتحقيق أحمد شاكر)
- قيام الليل سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -:" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه)
- قيام الليل سبب لدخول الجنة، وقد قال سيد الأمة - صلى الله عليه وسلم -: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام) (حسن: صحيح الجامع"2123")
- قيام الليل يكتب صاحبه في الذاكرين والذاكرات، وقد قال سيد البريات - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين و الذاكرات " (صحيح: رياض الصالحين" 356/1 ")
- من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، من قام بمائة كتب من القانتين، ومن قام بمائتين كتب من القانتين المخلصين، ومن قام بألف كتب من المقنطرين(والقنطار خير من الدنيا وما فيها)، ولم لا؟! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " (صحيح: الصحيحة "642")، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن صلى بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين" (حسن: صحيح الجامع6439")
- من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (صحيح: الإرواء"2/193")
(فليحذر الذين ينصرفون قبل صلاة الوتر مع إمامهم)
كن يا هذا رفيقهم، واسلُك ولو ساعة سبيلهم، ولُج ولو يوما طريقهم، فالطريق شاسع
"تَتَجَافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ "
(2) صيام رمضان: ويا عجبا لمن يصوم عن الطعام والشراب والشهوة الحلال في نهار رمضان، ثم هو نفسه يفطر على المعاصى والمحرمات المرئية والمسموعة، وغيرها......
وطوبى لمن صامت جوارحه كلها عن المحرمات، لا في رمضان فحسب، ولكن في أيام العام كلها، لأن رب رمضان هو رب كل زمان ومكان. ومثل هؤلاء أبشرهم بفضائل الصيام، ومنها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
-" قال الله - تعالى -: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به و الصيام جنة و إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب و إن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه "0متفق عليه".
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة بابا يقال له الريان يدعى يوم القيامة يقال أين الصائمون فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لم يظمأ أبدا " (صحيح: صحيح الترغيب والترهيب " 969 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ". قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال:" نعم وأرجو أن تكون منهم" (متفق عليه)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (متفق عليه)
- وقال صلى الله عليه: " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" (رواه مسلم)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " إن لله - تعالى - عند كل فطر عتقاء من النار وذلك في كل ليلة" (حسن: صحيح الجامع"2170")
(3) الزكاة، والصدقات: أما الزكاة فمنها زكاة الفطر، ولها فضائل جمة، منها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "زكاة الفطر مطهرة للصائم من اللغو و الرفث و طعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " (صحيح: صحيح الجامع"3570")
* وأما الصدقات فلها أجور كثيرة، منها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ـ و لا يصعد إلى الله إلا الطيب ـ فإن الله - تعالى - يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل "(متفق عليه)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " " سبعة يظلهم الله في ظله.... (وذكر منهم) و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "(متفق عليه).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير......... الحديث" (متفق عليه)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة " (رواه مسلم)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا و يقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا " (متفق عليه).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: قال الله - تعالى -: " أنفق يا ابن آدم ينفق عليك" (متفق عليه)
فطوبى لمن تصدق كل يوم من أيام رمضان - ولو بالقليل- حتى يكتب له في صحيفته ذلك اليوم أنه من المتصدقين، ويدعو له ملك من قِبَل رب العالمين
(4) الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان: ولم لا؟!
والاعتكاف شريعة إلهية، وسنة نبوية، ومرضاة لباري البرية، يعينك على قيام ركعات بالليل زكية، وقراءة للقرآن خاشعة ندية، وأذكار مأثورة نبوية، وخلوة هادئة كخلوة أصحاب القلوب التقية.
(5) العمرة في رمضان: ومن فضلها ما صح عن النبي العدنان - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن عمرة في رمضان تعدل حجة "(متفق عليه)
(6) قراءة القرآن: فمن السلف من كان يختم القرآن مرتين كل يوم من رمضان، ومنهم من كان يختم مرة كل يوم، ومنهم من كان يختم في كل ثلاث، فإن استطعت أن تصنع صنيعهم فافعل، فإن للقرآن فضائل كثيرة، منها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان له " (صحيح: صحيح الترغيب والترهيب "1429").
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخارى)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" (متفق عليه)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في (المصحف) " 0(حسن: السلسلة الصحيحة " 5 / 452 ")
* ولبعض سور القرآن فضائل خاصة، منها ما صح من هذه الأحاديث:
- (بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة {البقرة**، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). (رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب " 1456 ").
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " (رواه مسلم).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "(رواه البخاري).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة "(رواه مسلم)
- " كان - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول فيها آية خير من ألف آية "(رواه الترمذي وصححه الألباني " 2712 ") (والمسبحات: هي السور التي تفتتح بقوله - تعالى -: " سبح " أو " يسبح ".. وهن سور الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية ـ من آخر سورة الكهف "(رواه مسلم).
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره، و من توضأ فقال: سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك، كتب في رق، ثم جعل في طابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة " (صحيح: الصحيحة" 2651 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق " (صحيح: صحيح الترغيب والترهيب " 736 ")
- عَنْ أَنَسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا إِلَى قَوْلِهِ ( صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا )قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا) (صحيح: صحيح الجامع " 5121 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك " (رواه الترمذي وصححه الألباني " 2315 ")
- وعن جابر قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ " آلم " تنزيل السجدة، و " تبارك الذي بيده الملك ")(رواه الترمذي وصححه الألباني " 2316 ")
- وعن فروة بن نوفل - رضي الله عنه - أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال: " اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ". قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحياناً لا يقولها (رواه الترمذي وصححه الألباني " 2709 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن " (حسن: الصحيحة " 586 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟. قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن " (رواه مسلم)
- وعن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة (قل هو الله أحد) فقال: " إن حبك إياها يدخلك الجنة "(رواه الترمذي وصححه الألباني "2323 ")
- وعن أبي هريرة قال أقبلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلا يقرأ (قل هو الله أحد الله الصمد) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (وجبت) قلت وما وجبت؟ قال: (الجنة) (رواه الترمذي وصحح الألباني " 2320 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة " (صحيح: الصحيحة" 589 ")
- وعن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: " قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" (رواه الترمذي وصححه الألباني " 2829 ")
إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد، و للفهوم فيه كل لحظة زجر جديد، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد "فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ"
(7) ذكر الله - عز وجل -:
* ومن الأذكار أذكار الصباح والمساء، ومن فضلها ما صح عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- "من قال سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة، ومن قال الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله، ومن قال الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجىء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه " (حسن: صحيح الترغيب والترهيب "658")
- "من قال حين يصبح و حين يمسي: سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه" (صحيح: صحيح الجامع”6425")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قال: سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر " (صحيح: صحيح الجامع"6431 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قال حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وفي" (صحيح: التعليق الرغيب " 1 / 226 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك " (قال الألباني: صحيح دون قوله " يحيي و يميت " الكلم الطيب " ص 26 " التحقيق الثاني)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه" (صحيح: التعليق الرغيب " 1 / 226 ")
* ومن الأذكار أذكار الطعام والشراب والنوم واللباس والجماع، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، ودخول المسجد والخروج منه، ودخول الخلاء والخروج منه، ودخول السوق،......، وأذكركم أحبتي الأخيار بفضائل بعض الأذكار، مما له عظيم الثواب، وربما غفل عنه بعض الإخوة لأحباب:
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتاً في الجنة) [صحيح الترمذي: 2726]
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا و رزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر" (حسن: صحيح الجامع. "6086")
(8) الدعاء: وما أحوجنا إلى الدعاء في رمضان، حيث أبواب السماء المفتحة، والرحمات المنزلة، وللدعاء أوقات وأحوال يُرجى استجابة الدعاء فيها، ومنها:
- الدعاء عند الفطر، والدعاء في السفر، والدعاء بين الأذان والإقامة، والدعاء في السجود، والدعاء في الثلث الأخير من الليل، والدعاء في الساعة الأخيرة بعد العصر يوم الجمعة، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم، ودعوة الإمام العادل، ودعوة الوالد لولده، ومن دعا بدعوة ذى النون" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، ومن دعا باسم الله الأعظم، كمن دعا فقال: "اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم"
فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة، فما صدق صادق فرُدّ، و لا أتى الباب مخلصٌ فصُدّ.
(9) الاستغفار والتوبة: ولم لا؟! وقد كان رسول الله يستغفر كل يوم مائة مرة، وهو الذي قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقد أمرنا نبينا بالاستغفار فقال: " يا أيها الناس! توبوا إلى الله و استغفروه، فإني أتوب إلى الله و أستغفره في كل يوم مائة مرة " (رواه مسلم)، وقد أقسم على استغفاره ربه فقال "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" (رواه البخارى)
* و"سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة و من قالها من الليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة " (صحيح: صحيح الجامع"3674")
* أما صلاة التوبة، فقد وصفها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له" (صحيح: صحيح الجامع " 5738 ")
يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية، يا أسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت؟
(10) مجالس العلم: ولحضور مجالس العلم ومدارسته فضائل كثيرة، منها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
- " من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته " (حسن صحيح: صحيح الترغيب"86")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (صحيح: صحيح الجامع" 6297")
(11) الدعوة إلى الله - عز وجل -: ولم لا؟! وقد قال الله: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
- وقال خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " (رواه مسلم)
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله " (رواه مسلم)
* فطوبى لمن دعا إلى الله بكلمة وعظية، أو خطبة دينية، أو دروس دعوية،... فكل من اتبع دعوته فهو في ميزان حسناته يوم الدين، كما وعد بهذا خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -.
(13، 12) الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: وقد أمر بهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم)
(14) الجهاد في سبيل الله: وقد قال الله - جل في علاه-: " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
(15) بر الوالدين: بالمودة والمحبة والتقدير والتوقير وبالزيارات والابتسامات والكلمات الطيبات.
* واعلم أن البر طريق الجنة، كما قال سيد الأمة - صلى الله عليه وسلم -: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي و رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له و رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" (صحيح: صحيح الجامع"3510")
* والعقوق طريق النار، كما قال النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة عاق" أي: عاق والديه. "متفق عليه"
- تحب أولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً، و ارع أصلاً أثمر فرعاً، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و أخيراً، " وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
(16) صلة الرحم: والصلة سبيل لبسطة الرزق، ولطول العمر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" (متفق عليه)
* والصلة طريق الجنة، والقطيعة طريق النار، كما قال سيد الأبرار - صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخل الجنة قاطع" يعنى: قاطع رحم (متفق عليه)
(17) زيارة الإخوة في الله: ولم لا؟! ولها فضائل كثيرة، منها ما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: أن طبت و طاب ممشاك و تبوأت من الجنة منزلا "(حسن: صحيح الجامع "6387")
(18) عيادة المرضى: وقد حث على هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال:
- " من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها ". (صحيح: الصحيحة " 6 / 19 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: " خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضا و شهد جنازة و صام يوما و راح يوم الجمعة و أعتق رقبة " (صحيح: الصحيحة " 3 / 21 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع " (صحيح: صحيح الجامع"6389")
(19) اتباع الجنائز، وزيارة القبور: وقد رغب في هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط و من شهدها حتى تدفن كان له قيراطان مثل الجبلين العظيمين " (متفق عليه).
سلوا القبور عن سكانها، و استخبروا اللحود عن قطانها، تخبركم بخشونة المضاجع، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع، و المسافر يود لو أنه راجع، فليتعظ الغافل و ليراجع.
(20-25) إفشاء السلام، ولين الكلام، وإطعام الطعام، وإبرار المقسم، وإجابة الدعوة، ونصر المظلوم: وقد أمر بهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعن البراء بن عازب - رضي الله عنهما- قال: " أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا بعيادة المريض وتشميت العاطس وإبرار القسم ونصرة المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي واتباع الجنائز ونهانا عن خواتيم الذهب وعن آنية الفضة وعن المياثر والقسية والإستبرق والحرير والديباج" (صحيح: الإرواء " 685 ")
- وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام" (صحيح: صحيح الجامع)
*قلت: وطيب الكلام معروف، وهو من حسن الخلق، وإطعام الطعام عام ويشمل إطعام الرجل زوجه وبنيه، وآبائه وإخوته وأقربائه وأضيافه وجيرانه، وإطعام اليتامى والمساكين والفقراء والمحتاجين،... الخ، وإدامة الصيام معروفة، وصلاة القيام أقلها ركعة فلا يبخلن أحدكم على نفسه ولو بركعة يوتر بها، ولو بعد العشاء وكفاه قول سيد الأنبياء: ((إن الله وترٌ يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن)) [صحيح الجامع: 3860]
فمن يشترى الدار في الفردوس يعمرها *** بركعة في ظلام الليل يُحييها
* وطوبى لمن فطر صائما، فإن له مثل أجره، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا " (صحيح: صحيح الجامع "6415").
فتذكر أخي في الله: "من فطر صائما صبر على صيامه إلى فطوره من فجره فله مثل أجره"
(26-29) التيسير على المعسرين، والتنفيس عن المكروبين، وإعانة المحتاجين، وستر المسلمين: وقد رغب في هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة, و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " (رواه مسلم)
(30) حسن الخلق: فمن أراد أن يثقل ميزان الحسنات، وأن يرزق ببيت في أعلى الجنات، فعليه بحسن الخلق، وقد رغب في هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حيث قال: " أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وبيتٍ في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" (صحيح أبي داود: 4015)
ثانياً: ترك المنكرات، كبيرها وصغيرها، دقها وجلها، سرها وعلانيتها.
- فطوبى لمن غض بصره عما حرم الله، وحفظ أذنه مما يغضب الله (كالغناء والموسيقى،... )، وكف لسانه عما حرم الله (كالكذب والغيبة والنميمة وقول الزور، وشهادة الزور،.... )، وعصم فمه مما يغضب الله (كالتدخين، والمسكرات والمفترات والمخدرات،....... )، وكف يديه ورجليه عن اقتراف ما حرم الله
- فيا من قد وهى شبابه، و امتلأ بالزلل كتابه، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت! أما علمت أن النار للعصاة خلقت! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، و الدمعة تطفيها
- أما تذكر قول الله: " حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) " تبصرة
يا له من شهر عظيم الشان، لابد أن يُحرس مما إذا حلًّ شان، كأنكم به قد رحل وبان ،ووجه الصلح ما بان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
زنوا أعملكم فيه بميزان، واشتروا خلاصكم بما عزَّ وهان، فإن عجزتم فسلوا الذي إذا سُئل أعان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
كأني بك عينك مطلقة في الحرام، ولسانك منبسط في الآثام، ولأقدامك على الذنوب أقدام، والكل مكتوب في الميزان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
كأني بك أكثر كلامك لغو وهذر، والوقت بالتفريط شذر مذر، فإن اغتبت مسلماً لم تبق ولم تذر، الأمان منك الأمان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
سيشهد رمضان عليك، بنطق لسانك ونظر عينيك، وسينادى يوم الجمع عليك: سعد فلان أو شقى فلان
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
وأخيراً: إن أردت أن تحظى بمضاعفة هذه الأجور والحسنات فتذكر قول سيد البريات: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) [مسلم]
وأدعو الله أن يغفر لكل من دلّ على هذا الخير واتقاه، سواء بكلمة أو موعظة ابتغى بها وجه الله، كذا من علقها على بيت من بيوت الله، ومن طبعها رجاء ثوابها ووزعها على عباد الله، ومن بثها عبر القنوات الفضائية، أو الشبكة العنكبوتية، ومن ترجمها إلى اللغات الأجنبية، لتنتفع بها جميع الأمة الإسلامية، ويكفيه وعد سيد البرية(نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع)) [صحيح الجامع: 6764]
د. أحمد مصطفي