موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 25-04-2005, 07:32 PM   #1
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

Thumbs up ( && الرد على كتاب : [ حوار صحفي مع جني مسلم ] && ) !!!

[B]


،،،،،،

المطلب الثالث : الرد على كتاب ( حوار صحفي مع جني مسلم )


إن الداعي للرد على هذا الكتاب ، تلك التجاوزات الصريحة الواضحة التي ابتعدت في مجملها وتفصيلها عن الكتاب والسنة والأثر ، والتي أحدثت خللا في العقيدة لدى كثير من المسلمين ممن قرأوا وتصفحوا ثناياه ، وسوف استعرض بعض النقاط اليسيرة والمحددة المتعلقة به ، والتي طرحها الكاتب من خلال عرضه ، وأرد على تلك النقاط ، مستشهدا بالكتاب والسنة والأثر ، وأبدأ بالآتي :

1)- إن فكرة الكتاب وإصدار تلك المؤلفات بهذا المضمون والكيفية ، لم تعهد من قبل ، والمسلم يربو من خلال كتاباته وتطلعاته لغاية وهدف يتلخص في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبعد النظر والبصيرة ، متوخيا في تلك الدعوة المصلحة الشرعية العامة للمسلمين ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] ( سورة النحل – الآية 125 ) ، فالكاتب يضع نصب عينيه دوما ما تقتضيه المصلحة المشار إليها آنفا ، ونتساءل عن المصلحة الشرعية من انتشار هذا الكتاب وأمثاله 0

إن المتصفح لهذا الكتاب من خلال العرض المتعلق ببعض جزئياته ، يرى إخلالا بالعقيدة وبعدا عن الكتاب والسنة والأثر ، في كثير من القضايا التي عرضها الكاتب 0

2)- ذكر الكاتب في الصفحة التاسعة ( 9 ) ( وهذا الجني المسلم يبلغ من العمر 180 عاما 0 وإسلام هذا الجني كان فتحا ، فقد أسلم معه كثيرون لإسلامه ، منهم عشرة آلاف جني ، هم حرسه الخاص وحاشيته ، وهو أمير كبير ) 0 لا يمكن الجزم والقطع في المسائل الغيبية المتعلقة بعالم الجن والشياطين ، وقد وقع المؤلف في خطأ جسيم ، من حيث تصديقه لكافة الأحداث والأمور التي أخبر بها ، وكيف نصدق من كذبه رسول الله كما ثبت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- : ( صدقك وهو كذوب ) ، وهذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، فالجن طرائق وطوائف مختلفة فمنهم الصالح ومنهم دون ذلك ، وتحديد الأمر بعينه يحتاج للدليل والقرينة التي تؤكد ذلك وتثبته ، وإلا فكيف نصدق مثل تلك الادعاءات ، فهل رأينا الجموع والحاشية والحرس ، وكيف علمنا بالأمير الكبير ، إن الحقيقة التي أثبتتها التجربة والخبرة تؤكد زيف وكذب ادعائهم ، وهذه الحقيقة يعلمها كثير من المعالجين الثقات المتخصصين في الرقية وطرقها وعلاجها 0

3)- ذكر الكاتب في الصفحة ( الرابعة والعشرين ) ( 24 ) قلت له : إذا لنصحح الصور والأفكار ، فما شكلك الحقيقي الذي خلقك الله تعالى عليه ؟! وبدأ الجني يسترسل في الوصف حتى أنه لم يبق شيئا إلا وصفه 0 إن السؤال والبحث والتقصي في أحوال العالم الغيبي للجن والشياطين ، والحديث عن تفصيلاته وجزئياته ، دون مستند أو دليل شرعي من الكتاب والسنة والأثر ، يعتبر تعديا سافرا على أحكام الشريعة وقوانينها ، وقول بغير علم يوقع صاحبه في المحذور والإثم 0

ومنهج السلف الصالح لا يعتد بأقوال الجن والشياطين ، ولا يعتبر تلك الأقاويل أمورا مسلمة وثوابت تعبر عن الحق والصدق ، ولم نسمع أو ندرك أحدا من التابعين والسلف وعلماء الأمة ، من خاضوا في تلك التفصيلات ودققوا في جزئياتها 0 إن الشريعة قد أكدت على حقائق متعلقة بهذا العالم الغيبي ، وهذه الحقائق لا بد من الإيمان بها كما ورد بها النص دون أدنى شك أو استنكار أو استغراب ، وما دون ذلك لا يجوز الخوض فيه والسؤال عنه ، وقد أفتى علماؤنا حفظهم الله بذلك حيث قالوا :


( وأخيرا فعالم الجن وأحوالهم غيبي بالنسبة للإنس لا يعلمون منها إلا ما جاء في كتاب الله تعالى أو صح من سنة رسول الله فيجب الإيمان بما ثبت في ذلك بالكتاب والسنة دون استغراب أو استنكار والسكوت عما عداه لأن الخوض نفيا أو إثباتا قول بغير علم وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه : [ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ] ( سورة الإسراء – الآية 36 ) 0 ( مجلة البحوث الإسلامية - جزء من فتوى رقم 3512 - 27 / 74 ) .

4)- ذكر في الصفحة ( الثانية والثلاثين ) ( 32 )0 ومخالطة الإنس دون أن يتمكن الإنس في الغالب والمعتاد من رؤيتهم إلا في حالات خاصة جدا 00 !! قلت : وما هذه الاستثناءات حسب علمك ؟! قال : قلت من قبل : حالة تشكلنا في صورة مرئية ، أو حالة السحر أو الشرب من ماء السحر ، أو إرادة الجن ذلك وتوافر أحوال معينة تعينه على ذلك 0

وقد نقل الأستاذ " ماهر كوسا " نفس المعنى المشار إليه آنفاً حيث قال :

( نعم نرى الجن في حالتين – وقال : من شرب سحراً أو أكل سحراً فإنه يرى الجن على طبيعته كما خلقه الله سبحانه وتعالى ، والسبب في ذلك أن مادة السحر عبارة عن مادة مغناطيسية الماهية لها ذبذبات عالية جداً تؤثر على جسد المسحور وعلى عينيه فيرى فيها الجن على حقيقته ) ( فيض القرآن في علاج المسحور - ص 57 ) 0

إن ادعاء كهذا ليس له دليل شرعي من الكتاب والسنة ، وهذا الادعاء يقوم على رؤية الإنس للجن على خلقتهم التي خلقوا عليها ، في حالات معينة 0

يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : [ يَابَنِى ءادَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ] ( سورة الأعراف - الآية 27 ) 0

وأستعرض بعض أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية الكريمة ، لكي نعلم موقفهم ممن يدعي رؤية الجن على حالهم وخلقتهم :


أ)- قال ابن حزم الظاهري : ( وإذا أخبرنا الله عز وجل أننا لا نراهم فمن ادعى أنه يراهم أو رآهم فهو كاذب إلا أن يكون من الأنبياء عليهم السلام فذلك معجزة لهم كما نص رسول الله  أنه تفلت عليه الشيطان ليقطع عليه صلاته قال فأخذته فذكرت دعوة أخي سليمان ولولا ذلك لأصبح موثقا يراه أهل المدينة أو كما قال - عليه السلام - ، وكذلك في رواية أبي هريرة الذي رأى إنما هي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سبيل إلى وجود خبر يصح برؤية جني بعد موت رسول الله وإنما هي منقطعات أو عمن لا خير فيه ) ( الفصل في الملل والأهواء والنحل - 5 / 12 ) 0

ب)- قال القرطبي : ( قوله تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ( قبيله ) جنوده 0 قال مجاهد : يعني الجن والشياطين 0 ابن زيد : ( قبيله ) نسله 0 وقيل : جيله 0[مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ  ] قال بعض العلماء : في هذا دليل على أن الجن لا يرون ، لقوله : [ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ] 0 وقيل : جائز أن يروا ، لأن الله تعالى إذا أراد أن يريهم كشف أجسامهم حتى ترى 0 قال النحاس : [ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ] يدل على أن الجن لا يرون إلا في وقت نبي ، ليكون ذلك دلالة على نبوته ، لأن الله عز وجل خلقهم خلقا لا يرون فيه ، وإنما نقلوا عن صورهم ، وذلك من المعجزات التي لا تكون إلا في وقت الأنبياء صلوات الله عليهم 0 قال القشيري : أجرى الله العادة بأن بني آدم لا يرون الشياطين اليوم ، وفي الخبر : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 3 / 156 ، 285 ، 309 - 6 / 337 ، متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الأحكام ( 21 ) - برقم ( 7171 ) - وكتاب بدء الخلق ( 11 ) - برقـم ( 3281 ) – وكتـاب الاعتكاف ( 11 ، 12 ) - برقم ( 2038 ، 2039 ) ، والإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 23 ) - برقم ( 2174 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الصوم ( 79 ) - برقم ( 2470 ) - وكتاب السنة ( 17 ) - برقـم ( 4704 ) - وكتـاب الأدب ( 89 ) - برقم ( 4994 ) ، والنسائي في " السنن الكبرى " - 2 / 263 - كتاب الاعتكاف ( 10 ) - برقم ( 3357 - 3359 ) بطرق أخرى ، وابن ماجة في سننه - كتاب الصيام ( 65 ) - برقم ( 1779 ) ، والدارمي في سننه - كتاب الرقاق ( 66 ) ، أنظر صحيح الجامع 1658، صحيح أبي داوود 2158 ، 4178 ، صحيح ابن ماجة 1440 ) 0( الجامع لأحكام القرآن - 7 / 186 ) 0

ج)- قال الشوكاني - رحمه الله - : ( وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة ، وليس في الآية ما يدل على ذلك ، وغاية ما فيها أنه يرانا من حيث لا نراه ، وليس فيها أنا لا نراه أبدا ، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم انتفاءها مطلقا ) ( فتح القدير - 2 / 197 ) 0

د)- قال الطبري - رحمه الله - في تفسيره : ( قال ابو جعفر : يعني جل ثناؤه بذلك : أن الشيطان يراكم هو ، و ( الهاء ) في ( إنه ) ، عائدة على الشيطان ، و( قبيله ) يعني : وصنفه وجنسه الذي هو منه واحد جمع جيلا ، وهم الجن ، كما قال حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله : [ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ] ، قال: الجن والشياطين 0 وقال أيضا حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : [ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ] ، قال : ( قبيله ) ، نسله 0 وقوله : [ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ] ، يقول : من حيث لا ترون أنتم ، أيها الناس ، الشيطان وقبيله ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 5 / 463 ) 0

هـ)- قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وفهم ابن بطال وغيره منه أنه كان حين عرض له غير متشكل بغير صورته الأصلية فقالوا : أن رؤية الشيطان على صورته التي خلق عليها خاص بالنبي  وأما غيره من الناس فلا لقوله تعالى : [ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ] الآية ) ( فتح الباري - 1 / 555 ) 0

و)- وقال ايضا : ( وروى البيهقي في ( مناقب الشافعي ) بإسناده عن الربيع سمعت الشافعي يقول : من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته ، إلا أن يكون نبيا 0 انتهى 0 وهذا محمول على من يدعي رؤيتهم على صورهم التي خلقوا عليها ، وأما من ادعى أنه يرى شيئا منهم بعد أن يتطور على صور شتى من الحيوان فلا يقدح فيه ، وقد تواردت الأخبار بتطورهم في الصور 000 ( قلت : وبمثل كلام الحافظ قال السخاوي في " الإيقاظ " – ص 31 ) 0 ( فتح الباري - 6 / 344 ) 0

ز)- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( والجن يراهم كثير من الناس ) ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – 4 / 289 ) 0

وقال ايضاً : ( وسلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على أن الجن يمكن رؤيته ( قلت : والذي يعنيه شيخ الإسلام – رحمه الله – على أن الرؤية ممكنة في حالة تشكلهم بالإنسان والحيوان والطير ونحوه ، وقد تضافرت الأدلة النقلية الصحيحة على ذلك ، وقد تواتر النقل بذلك ايضاً وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها وجمهور نظارها وعامتها على ذلك ) ( منهاج السنة – باختصار - 2 / 149 ) 0

وقد سئل عن قوله تعالى [000 إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ 000] ( سورة الأعراف – جزء من الآية 27 )
وهل ذلك عام ولا يراهم أحد أم يراهم بعض الناس دون بعض ؟ وهل الجن والشياطين جنس واحد ولد إبليس أم جنسين : ولد إبليس وغير ولده ؟؟

فأجاب – رحمه الله - : ( الحمد لله ، الذي في القرآن أنهم يرون الإنس من حيث لا يراهم الإنس ، وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها ، وليس فيه أنهم لا يراهم من الإنس بحال ؛ بل قد يراهم الصالحون وغير الصالحين أيضاً ، لكن لا يرونهم في كل حال ، والشياطين هم مردة الإنس والجن ، وجميع الجن ولد إبليس ، والله أعلم ) ( مجموع الفتاوى – 15 / 7 ، التفسير الكبير – 4 / 285 ) 0

ح)- قال محمد رشيد رضا : ( " والجمهور على أن الجن تتشكل " وقال في موطن آخر ( واختلفت فرق المسلمين في تشكلهم في الصور 0 فالجمهور يثبتونه ) وقال المجلسي : ( لا خلاف بين المسلمين في أن الجن والشياطين أجسام لطيفة ، يرون في بعض الأحيان ، ولا يرون في بعضها 00 وقد جعل الله لهم القدرة على التشكل بأشكال مختلفة وصور متنوعة ، كما هو الأظهر من الأخبار والآثار ) ( المؤمنون في القرآن - 1 / 145 ) 0

ط)- وقال أيضا : ( فإذا تمثل الملك أو الجان في صورة كثيفة كصورة البشر أو غيرهم ، أمكن للبشر أن يروه ، ولكنهم لا يرونه على صورته وخلقته الأصلية بحسب العادة ، وسنة الله في خلق عالمه وعالمها ) ( تفسير المنار - 7 / 525 ) 0


ي)- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية رؤية الجن على خلقتهم التي خلقوا عليها ؟
فأجاب – حفظه الله – ( الجن في خلقتهم أرواح بلا أجساد كالملائكة والشياطين ( قلت : ومسألة أن الجن في خلقتهم أرواح بلا أجساد كالملائكة والشياطين فيها نظر وقد نقلت إجماع أهل العلم بأن الجن والشياطين والملائكة مخلوقات لها أرواح وأجساد لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى وقد تعرضت لهذه المسألة سابقا ) 0ولا يمكن أن يراهم البشر عادة لقوله تعالى :[ 000 إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ 000 ] ( سورة الأعراف – جزء من الآية 27 ) 0
ولهم قدرة بإذن الله على التشكل والظهور بصور مختلفة ، فتارة في صورة شيخ كبير وتارة في صورة شاب مكتمل وتارة في صورة بهيمة أو طير أو حشرة ، ويكون لهم أجساد محسوسة في تلك التشكلات وقد يطلع الله بعض الناس على بعضهم فيراهم وحده دون من حوله كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تبدى له جبريل رآه ولم تره خديجة – رضي الله عنها - ، ولم يحتجب حتى أبدت بعض جسدها ، فكذلك خلق الجن قد يكون بعض من يخدمهم أو يتقرب إليهم من السحرة والكهنة يراهم دون من حوله من الناس وقد يبرزون لبعض الصالحين أحيانا والله أعلم ) ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0

ك)- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية ظهور الجني للإنسي بصورته التي خلقه الله عليها ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( لا يمكن ذلك للبشر العادي ، فإن الجن أرواح بلا أجساد( قلت : هذا الكلام فيه نظر ، فقد بينت من خلال هذا البحث أن الجن أرواح وأجساد لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولم يرد دليل نقلي واحد يؤكد أن الجن أرواح بلا أجساد ، ويجب التوقف فيما لم يرد به الدليل ، والله تعالى أعلم ) 0

فأرواحهم خفيفة يخرقها البصر ، قال الله تعالى : [000 إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ 000 ] ( سورة الأعراف – جزء من الآية 27 ) ، كما أنا لا نرى الملائكة الذين هم معنا يكتبون الأعمال ، ولا نرى الشيطان الذي يجري في جسد ابن آدم مجرى الدم ، لكن إذا خص الله تعالى بعض البشر بخاصية النبوة فإنه يرى الملك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى جبريل إذا نزل عليه ، ولا يراه من حوله من الناس ، وأما الكهنة ونحوهم فإن الجني قد يلابس أحدهم ثم يريه بعض أفراد الجن بحيث يقول جاء الجن إلى فلان ، فليس الإنسان هو الذي يراه وإنما الجني الملابس له هو الذي يراه ويخبر من حوله ، والله أعلم ) ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 298 ) 0


ل)- قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( ويتبين لنا – بعد أن ساق آراء الفقهاء في مسألة رؤية الجن وتشكلهم – أن الحق مع الفريق الذي قال بوقوع رؤيتهم للأنبياء مطلقا ولغيرهم عند تمثلهم ، وهو ما عليه الأكثرية من العلماء ، وهو القول الذي تدعمه النصوص الثابتة من السنة النبوية ، وهو الذي تشهد له التجربة مع كثير من الناس ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 42 ) 0

وقد فصل الكاتب كلاما مطولا مدعما بالأدلة الخاصة المتعلقة برؤية الجن وتشكلهم ، فمن أراد الاستزادة فليعد لذلك الكتاب ، علما بأن هذا المصنف يعتبر من الكتب القيمة المعاصرة التي بحثت في عالم الجن والشياطين من منظور شرعي إسلامي ، وهي أطروحة علمية نال صاحبها درجة الماجستير ، فجزاه الله عنا وعنكم خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان أعماله يوم الموقف العظيم 0

وأخلص من خلال استعراض بعض أقوال أهل العلم والمفسرين للنتائج التالية :

1)- الراجح من أقوال أهل العلم هو عدم إمكانية رؤية الجن على خلقتهم التي خلقوا عليها 0

2)- يمكن رؤيتهم إذا تمثلوا وتحولوا على صور شتى كالإنسان والحيوان ونحوه ، ومن قال بمثل ذلك فلا يقدح به أو بقوله ، وقد ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله

يقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : [ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ] ( سورة الأنفال - الآية 48 ) 0

وقد بين الإمام البغوي - رحمه الله - ذلك في تفسيره بقوله : ( وكان تزيينه أن قريشا لما اجتمعت للسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب ، فكاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس في جند الشياطين معه رايته ، فتبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ) ( تفسير البغوي - 3 / 366 ) 0

وقصة ابو هريرة - رضي الله عنه - مع الشيطان الذي جاء يحثو من ثمار الصدقة دليل وشاهد على ذلك أيضا 0

3)- إن الله سبحانه وتعالى جعل ذلك ممكنا للأنبياء والرسل ، وادعاء غير ذلك لا يستند إلى دليل شرعي وهو قول بغير علم 0

وعلى ضوء المعطيات السابقة وبناء على أقوال أهل العلم ، فإن الكاتب لم يوفق في عرض هذه المسألة ، فكيف يدعي أن ذلك الجني المسلم أخبر بإمكانية حصول ذلك في حالات خاصة ، والأغرب من ذلك أنه استشهد بنصوص للإمام القرطبي والبيهقي وابن حزم الظاهري ، ومع ذلك فقد خالف الصواب ولم يصب الحق ، مع أن الراجح بل الصحيح في هذه المسألة هو عدم إمكانية ذلك كما أشرت آنفا0

ومنذ متى يؤخذ بأقوال الجن والشياطين ويبنى عليها أمور اعتقاديه ، وأحكام شرعية ، فالواجب يحتم علينا أن نحذر من خطورة نقل ذلك الكلام ونشره بين العامة 0

وبالعودة لأهل الدراية والخبرة والمتخصصين في مجال الرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين لم يرد التواتر لديهم بأن الناس قد رأوا الجن بعد تمثلهم على خلقة واحده ، فكل أعطى وصفا مختلفا عمن سواه ، والحقيقة الشاهدة أن أجسام الجن والشياطين أجسام مخلوقة من مادة لا يعلم كيفيتها وكنهها إلا الله وهي أجسام لطيفة ليس بمقدور الإنسان أن يراها على حقيقتها بسبب أنها خارجة عن نطاق إدراكه وتصوره ، والأساس في هذه المسألة الاعتقادية هو العودة للكتاب والسنه ومنهج السلف الصالح وأقوال أهل العلم ، وقد أوردت ذلك تبيانا وإيضاحا ليس إلا 0

وبهذه المناسبة فقد شاع في الآونة الأخيرة بين الناس انتشار صورة يدعى بأنها صورة جني ، وقد سئل بذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين على النحو التالي :

يتداول الناس في هذه الأيام صورة يشاع أنها التقطت ( لجني ) وهو في داخل جبل القارة بالأحساء ، وأن صاحبها قد مات بعد أن التقط تلك الصورة ، علما أن هذه الصورة قد انتشرت حتى في المدارس بنين وبنات وبشكل ملفت ، وأصبحت حديث المجالس 000 لذا نرجو من فضيلتكم التكرم وبيان الحكم في ذلك ، وهل يمكن تصوير الجن على هيئاتهم الحقيقية التي خلقها الله ؟

فأجاب –حفظه الله- : ( وبعد فمن المعلوم أن الجن أرواح بلا أجساد ( قلت : قد بينت في هذه المسألة أن الإجماع ينص على أن الجن مخلوقين من مادة ، وطبيعة خلقتهم لا بعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ) 0

ولا يتمكن الإنس من رؤيتهم على هيأتهم وخلقتهم الروحية ولا يقدر أحد أن يرى الأرواح فالملائكة لا يراهم البشر وهم على خلقتهم الأصلية ، وكذا الشياطين لا نراهم مع قربهم منا وكذلك الجن فإنهم سموا بذلك لكونهم يجتنون عن النظر أي يختفون ، كأنهم في ظلمة ، فالظلمة تسمى " جنة " قال تعالى : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ) ( سورة الأنعام - الآية 76 ) 0

أي أظلم ويسمى البستان كثير الأشجار جنة لأنه يستر من دخلها ويختفي بأشجارها ، قال تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) ( سورة لأعراف - الآية 27 ) 0

والمراد بقبيله من على شاكلته كالجن ، كما أن روح الإنسان عند خروجها لا يراها الحاضرون بل لا يعرفون كنهها وكيفيتها كما قال تعالى : ( قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا )( سورة الإسراء - الآية 85 ) 0( فتوى مكتوبة بخط الشيخ بتاريخ 24 / 11 / 1415 هـ ) 0


فعليه نقول أن هذه الصورة خيالية منقوشة على الخيال أو صورة لشخص في حالة قبيحة فلا يغتر بها ، وعلى من وجدها أن يتلفها للأمر بطمس الصور 0 والله أعلم )( فتوى مكتوبة بخط الشيخ بتاريخ 24 / 11 / 1415 هـ ) 0

5)- ذكر في الصفحات ( الحادية والخمسين والثانية والخمسين ) عن إدارات إبليس ومندوبيه الكبار وذكر أسماءهم وهم ثبر وداسم والأعور ومسوط وزلنبور 0

وذكر الكاتب أن ذلك معلوم لديه وقرأ ذلك في كتاب آكام المرجان - وأنقل لكم كلام الإمام بدر الدين أبي عبدالله محمد بن عبدالله الشبلي في كتابه ( أحكام الجان ) يقول :


( قال عبدالله بن محمد بن عبيد : حدثنا بشر بن الوليد الكندي ، حدثنا محمد بن طلحة عن زيد عن مجاهد قال : لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر : ثبر ، والأعور ، ومسؤط ، وداسم ، وزلنبور 0 فأما ثبر : فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ، ولطم الخدود ودعوى الجاهلية 0 وأما الأعور : فهو صاحب الزنا الذي يأمر به ويزينه 0 وأما مسؤط : فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم : قد رأيت رجلا أعرف وجهه ، وما أدري ما اسمه حدثني وكذا 0 وأما داسم : فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم 0 وأما زلنبور : فهو صاحب السوق الذي تركز رأيته في السوق 0 والله أعلم ) 0

قلت : هذا الأثر بسنده ليس منسوبا للرسول وبناء على ذلك فلا حجة فيه ، ولعل مجاهد نقله عن بني اسرائيل ، والواجب النظر في سنده الى مجاهد ، والأثر في اعتقادي لا يصح عن مجاهد حيث لم أسمع حسب علمي أحد من أهل العلم المتقدمين أو المتأخرين قالوا بمثل ذلك ، ولو فعلوا لنقل لنا ذلك بالتواتر ، وبما أن الأمر كذلك ، فلا يؤخذ بهذا الأثر أو يعتد به ، فمنهج السلف الصالح يرفض رفضا قاطعا ، أن يأتي جني ادعى الإسلام بإثبات ذلك ، ونقل أمر غيبي واعتماده ونقله في الكتب دون الدليل النقلي الصحيح ، والأمور الغيبية لا تؤخذ إلا من مصادرها التشريعية وهي الكتاب والسنة 0

تلك بعض النقاط اليسيرة التي أحببت أن أضعها بين يدي القارئ الكريم ، وأنوه إلى أن فحوى الكتاب يعتبر خطر عظيم فلا يجوز للمسلم أن يحتفظ به أو يقرأه أو ينشره بين الناس لما فيه من هرطقات وتصورات جائزة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، ولما في ذلك الكتاب من خطر عظيم على العقيدة والمنهج والدين 0


ــــــــــــــــــــ
المصدر : نحو موسوعة شرعية في علم الرقى
الكتاب الثاني عشر : (12) المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحروالعين
تأليف / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-04-2005, 10:18 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

بارك الله فيكَ أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، ولا حرمكَ الأجر والمثوبة ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 11:45 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com