السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
هذه الأسطر كتبتها في أواخر شهر شعبان 1427هـ...
والدي-متعه الله بالعافية- رجلٌ حكيم ..رغم بعض الاختلافات الفكرية بيننا أحياناً ،  وله باع خبرةٍ ، و خلاصات معرفة ...
 نصحني ذات يومٍ ألا أذهب لإحدى الزيارات ، لكنني و بحنكة الفتيات ، تمكنّتُ من إقناعه ، و نيل بعض دعائه ..
بيد أني بعدم سماعي لنصيحته الأولى ، أدركتُ أن لي اليد السفلى ... فبعدما رأيتُ ما رأيتْ ، قلتُ ليتَ وما تنفع ليتْ ...
فما كان منّي إلا أن كاتبته .. فسطّرتُ هذه المقامة ، إن صحّتْ أن تكون مقامة :
( دعتني قبل أسبوعٍ فات ... 
صديقةٌ صلحت أحوالها الماضيات ... 
وتابت إلى ربّ البريّات ...
و كنتُ أعرفها قبل خمس ٍ من السنوات ..
 مقبلةٌ على ربّها و تسأله الثبات ....
فأجبتُ دعوتها راغبة ...
 و إلى لقائها طالبة ..
سيّما أني سأقابل ما غاب عني من وجوه زميلاتي ...
وأسمع ُ ما حُجِبَ عنّي من أخبارِ قريناتي...
فتوكلتُ على ربّ البرايا ...
 و قصدتُ أحلى الهدايا ..
و بالعطايا تزيد المحبّة ...
 و تسودُ المودّة ....
فلمّا طرقتُ باب بيتها .... 
و فؤادي يشتاقُ لبريقِ عينها ..
و إذا بي أراها ..
وليتني لم أراها ...
قد انكشف سترها ...
 و تجاوز انكشاف فخذها ....
و يكأنها ترتدي خرقاً بالية ...
 أو أسمالاً عارية ...
فغضضتُ بصري عن النّظر ...
 و وددتُ لو أنني عدتُ في الأثر .. 
ولم أكتحل برؤية هؤلاء البشر ...
و جاءتْ صويحباتها الممشوقات ..
 يدلين بآرائهنّ في جواز تكشّفهنّ في الطرقات ...
 و حريّة الرغبات و الشهوات .. 
ثمّ طلبنَ الأغنيات .... 
و رقص الجاريات ...
و رأيتُ ما حارتْ منهُ العقولُ ...
 فأُلْجمتُ وما أدري ما أقول ...!!!
و والله إنني لستُ إلا ومن الزميلات ِ قِـــلّــة ...
 نلبسُ ما يسترنا وما بنا من عِـــلّــة ...
فالتفتنَ لنا ... و قلنَ : ما لجلستِكُنّ مُــمـــلّة ....؟؟
أما تعرفنَ معنى (الـــفَـــلّـــة) ....؟؟؟
كلنا أصحابُ زلـّـة ..
 أما لَكُنَّ (خُــــلَّـــة) ...؟؟
فاجتنبنا حديثهنّ السخيف ..
و انكفأنا نتسامر (على خفيف) ...
فوجدنا في حديثنا (المباح ) ....
المتعة و المراح ..
وتضاحكنا من القلب ...
دون مَــعِــرّةٍ أو ذنب ...
و تواصينا على الخير ..
و النصح به للغير ..
*******************
و بعد مسيرتي الرعناء ...
كتمتُ ما جرى فيها من أخطاء ...
و قد عرفتُ أنني في (غررٍ ) وقعتُ ...
و إلى (عيد ميلادٍ) ذهبتُ ...
و ليته كان هذا ... لكنتُ سكتتُ و احتسبتُ ....
لكنّها مناسبةٌ يُقال لها  (الـــشـــعــبــنــة ) ..
و ما فيها من البدع المنكرة ..
ولسان حالهم يقول : 
تعالوا نتدارك (شعبان) قبل أن يزول (!!!!!!) 
 
و دعونا على (الطرب) نتسامر ...
و على المنكرات نتعاقر ...
**********************
فيا والدي :
احمد الله على صلاح بيتك .... و اشكر الله على طيبِ صيتك ..
و لنسأل الله لنا و لكم الشكر على العافية .. و الحسنى في الباقية ...
فإن رمتَ يا والدي فلاحاً ....
فاقصد حجرة (ابنتك) صباحاً .... 
 
و سَـلّــم عليها مراحاً ....
و قَــبّــلْ رأسها ثلاثاً ...
فإن ربي رزقك بُنيّاتٍ أغلى ما عندهن ّ رضاك ...
لا ينسين ما جادتْ به يمناك ...و فــاك...
و لا تنس من الشكر ... أمهنّ الأصيلة ...المُربيّة الجليلة .. 
 
****************
و بعد هذه المقامة الأديبة ...
و المقطوعة الأريبة ...
أوصيك و نفسي بالتثبتِ والثبات ...
و التزام الطاعات .....
و الإحسان إلى ما كان تحت ولايتك من البنات ....
تعاهدهنَّ بالتذكير و التأثير ...
و بَصّرْهُنَّ بالمسارعة و النّفير ....
لصحبةِ أتباع الهادي البشير ، و السراج المنير ..
أماّ من خابَ سعيه ومساره ...
و عمّ فسقه و ضلاله ...
فالبعدُ عنهم غنيمة ....
و مصاحبتهم أثيمة ...
*************************
إن البنات ... أحلى الكائنات ...
لكنّ الفتن عمّتْ ... و الخطايا طمّتْ ....
و لذلك ... أدركتُ الآن .... أنّ الحرص عليهن أوجب ....
و تنشئتُهنّ على الصلاح ..خير مطلب .... و أعظمُ مكسب ..)
والسلام ...
************
خطّتها يمين ابنتك ...