السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تعتبر الجلطة القلبية من الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة هذه الأيام , ويقول الدكتور أحمد عباس الصراف أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية أن الجلطة وأمراض القلب بشكل عام , كانت نادرة قبل عام 1910 , أما الآن فإن الإحصائيات تشير إلى أن ما يزيد عن 1.5 مليون أمريكي يصابون سنويا بالجلطة القلبية .
والأسباب التي تؤدي إلى الجلطة هي تصلب وتضيق الشرايين التاجية للقلب , وبالتالي ترسب مادة الكولسترول في جدران هذه الشرايين واحتمال انسدادها بتكون خثرة أو جلطة دموية في الأماكن الضيقة منها .
وهناك عوامل عدة معرضة لهذا الخطر , إذا توافرت أو توافر بعضها فإنها يمكن أن تؤدي إلى تضييق شرايين القلب , وقسم من هذه العوامل لا يمكن تغييره أو التحكم به , والقسم الآخر يمكن تغييره والتخلص منه , وبهذا تقل نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية .
ويحدد الدكتور الصراف العوامل التي لا يمكن تغييرها بالعمر , حيث يزداد المرض تدريجياً مع التقدم في العمر ,و الجنس , فالرجال أكثر
عرضة للإصابة به من النساء في سن الطمث , ولكن بعد سن اليأس فإن نسبة الإصابة بين الجنسين تصبح متشابهة كذلك العوامل الوراثية
فأمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية توجد في عدة أشخاص في العائلة , ويمكن انتقالها من الآباء للأبناء .
عوامل قابلة للتحكم
أما العوامل التي يمكن التحكم بها فهي ارتفاع نسبة الدهون في الدم , إذ أن ارتفاع نسبة الكولسترول الرديء وانخفاض نسبة الكولسترول الحميد , هو واحد من العوامل المهمة جدا المؤدية إلى تصلب الشرايين التاجية , وكذلك ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية مع انخفاض نسبة الكولسترول الحميد هو أيضا سبب من أسباب أمراض شرايين القلب والعمل على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم يؤدي إلى تقليل أمراض الشرايين التاجية وبالتالي النوبات القلبية .
والتدخين يعتبر من العوامل المهمة جداً المؤدية للإصابة بالنوبة القلبية , وتدخين سيجارة واحدة في اليوم يكفي لتعريض المريض إلى أمراض الشرايين التاجية , وكذلك فإن التدخين السلبي الذي هو استنشاق الدخان الصادر من المدخنين من قبل الأشخاص الموجودين معهم , له نصف تأثير الدخان على المدخنين ويؤدي أيضا إلى خطورة التعرض لأمراض شرايين القلب والتوقف عن التدخين يقلل من الإصابة بالمرض, وتأثير التدخين على شرايين القلب يختفي بعد عشر سنوات من التوقف عن التدخين .
وارتفاع ضغط الدم التقلصي والانبساطي ( العالي والمنخفض ) كلاهما يؤدي إلى الإصابة بالذبحة الصدرية والجلطة القلبية وهذا بنفس المقدار في الرجال والنساء , والمشكلة هنا هي أن المريض المصاب بارتفاع ضغط الدم لا يحس بأعراض هذا المرض إلا نادرا ولكن نتائج ومضاعفات مرض ارتفاع ضغط الدم خطيرة جدا مثل ( الجلطة القلبية والجلطة الدماغية ) لذلك فإن اكتشاف هذا المرض وعلاجه مهمان جداً ويؤديان إلى التقليل من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومرضى السكري وحتى المرضى المصابون بمرحلة ما قبل مرض السكري معرضون للإصابة بمرض تصلب الشرايين وأمراض القلب , وتلقي علاجات السكري يؤدي إلى تقليل أمراض القلب .
والسمنة تكون أيضا مصاحبة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية وكذلك قلة الحركة وقلة التمارين الرياضية .
والشد والتعب النفسي , هما من العوامل المهمة المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب .
الأمراض والحبوب
وهناك عوامل أخرى مثل مرض النقرس , استعمال حبوب منع الحمل وشرب الكحول تعتبر أيضا من هذه العوامل.
ويضيف الدكتور الصراف : بعد استعراض العوامل المؤدية إلى أمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية كاحتياطات وقائية من الإصابة بهذه الأمراض انصح باتباع مايلي : التوقف عن التدخين والسيطرة على نسبة الدهون في الدم , وذلك بإتباع أنظمة غذائية خاصة كما هو متوافر في المستشفيات أو عيادات التغذية , وعلاج ارتفاع ضغط الدم , وعلاج مرض السكري والسيطرة على ارتفاع السكر في الدم , وتجنب السمنة , الرياضة المنتظمة , وكذلك تجنب الشد النفسي والتوتر العصبي قدر الإمكان .
منقول للفائدة
الجلطة مرض العصر
