داخل المنزل وخارجه.
وعند هذه النقطة ستجد كل امرأة تشكو من زوجها ضالتها في التماس العذر له على كل موقف قد لا يكون مرضياً لها في بعض الأحيان، وسوف تقدره على أنه وقتي بسبب ما عرفته من ظروف تحيط به، ولكي نتيح لكل امرأة الإحاطة بمثل هذه الظروف دعنا نتحدث عن العلاقات الناجحة من وجهة نظر الرجل... فبينما تكمن قوة المرأة في التواضع والإخلاص فإن أولويات الرجل تقع في نطاق المسئولية والعمل، وهذا لأن الشعور بالمسئولية تجاه الحياة يضمن حلولاً ناجحة لجميع المشاكل بما فيها العلاقات, ولكن إذا لم تتسم تصرفات الرجل بالمسئولية فتوجد العديد من الطرق لتغيير ذلك. ولنبحث هذا الموضوع بمزيد العمق.
نجاح مرتبط بالفهم السليم للأدوار
- ترتبط خصائص العلاقات الناجحة ارتباطاً وثيقاً بالفهم السليم لأدوار كل من الرجل والمرأة داخل العلاقات.
ويؤدي الفهم السليم لخصائص العلاقات الناجحة إلى إدراك أنه لا يصح لوم الرجل بكونه جامد الإحساس، كما لا يصح لوم المرأة لكونها مرهفة الإحساس؛ لأن ذلك جزء من طبيعتها. فبينما تفوق المرأة الرجل حساسية بمعدل ست مرات يفوق الرجل المرأة فكراً بمعدل ست مرات.
ولنرى كيف يسهم الرجل في خصائص العلاقات الناجحة. فللرجل أيضاً التزامات صارمة - مثلما للمرأة - سنتناولها بالتفصيل:
الرجل مسئول عن حماية
زوجته وأبنائه
ولنذكر أنفسنا مرة أخرى أن الطاقة الذكورية ترتبط بالفكر المتعلق بالقدرة على الفهم والمعرفة، وأيضاً القدرة على التفكير المجرد العميق في حين ترتبط الطاقة الأنثوية بالعقل المتعلق بالوعي الإنساني الذي ينشأ في المخ ويظهر بشكل خاص في صورة أفكار وذكريات ومدركات وإرادة معبرة وخيال، وهكذا نخطو أولى الخطوات في محاولة تعلم خصائص العلاقات الناجحة بعد التعرف على الفرق بين طبيعة المرأة وطبيعة الرجل في أسلوب التفكير.
ويحدد الفكر اتجاه الحياة فيدير الرجل دفة الحياة بما له من قدرة وقوة على التحرك نحو هدف محدد، فهو يعرف إلى أين يذهب ولكنه يفتقد راحة البال وهي الطاقة التي تتميز بها المرأة, أما المرأة فتنعم براحة البال ولكنها تفتقر إلى الاتجاه لأنها تفتقر إلى ثبات الفكر وقوته.
ويعتبر بحث الرجل عن معنى للحياة واحترام زوجته إحدى مسئوليات الرجل. فاحترام الزوجة يفوق في أهميته طلب أي شيء منها، فإذا لم يكن للرجل هدف يسعى إليه في الحياة أصبحت حياة المرأة تعيسة وعسيرة. فالرجل الجاد الذي يتسم بالشعور بالمسئولية ويمتلك طموحات عريضة يحترم المرأة تلقائياً، وهكذا يسهم في خصائص العلاقات الناجحة بشكل يتسم بالسلاسة والتلقائية.
2- على الرجل أن يكون شفافاً في بعض الأمور:
بما أن فكر الرجل يفوق كثيراً فكر المرأة، فمن الخصائص المهمة للعلاقات الناجحة إدراك أن الرجل مسئول عن توضيح أي أمر قد يبدو غير واضح لعقل المرأة بأسلوب ينم عن الاحترام.
وحتى إذا تكرر نفس الموضوع لا يجب أن يشعر الرجل بالغضب أو الإحباط ولكن عليه أن يوضح الأمور بصبر وبأسلوب يتسم بالاحترام وكأنه يسمعه لأول مرة، وبهذا يندرج سلوكه تحت خصائص العلاقات الناجحة.
على الرجل أن يفهم أهدافه
في الحياة
يمتلك بعض الرجال قدرات فطرية تمكنهم من اختيار اتجاههم في الحياة بينما لا يمتلك البعض الآخر هذه القدرة، فإذا لم يفهم الرجل بوضوح ما يفعله في حياته فعليه في البداية أن يفعل ما يريده الآخرون منه, وبمضي الوقت سيصل إلى معرفة ما يريد بالفعل ثم يتصرف بناء عليه. ويتضمن فهم خصائص العلاقات الناجحة أنه لا يصح لوم الزوج على اهتمامه بعمله أكثر من زوجته، فكأنه بذلك يتعرض للوم لأنه رجل, لكن من المفترض بطبيعة الحال أن يهتم بزوجته، ومن واجب المرأة كذلك أن تشعره بذلك.
بعث الطمأنينة في نفس
الزوجة والأبناء
من خصائص العلاقات
الناجحة أن يهتم الرجل بالمشكلات الخارجية لأسرته. ويعتبر البيت مملكة المرأة الخاصة، وبالتالي لا تتطلب إدارة شئونه الداخلية تدخلاً من الرجل، في حين أن منزل الرجل هو عمله. فيجب ألا يتدخل في إدارة شئون المنزل كما لا تتدخل المرأة في عمله, فإذا حاول القيام بذلك فلن تسعد المرأة ولن تهدأ نفسها وتتداخل الأدوار ولا تشعر بالطبع أن البيت وإدارة شئونه ضمن مملكتها.
وعلى الرجل أن يفهم أن من غير المقبول مناقشة ما يدور بينه وزوجته مع أصدقائه أو أي شخص آخر, فيجب أن يعتبر ذلك أمراً مقدساً. وعليه أيضاً أن يقدم الحماية الروحية لزوجته بأن يتفهم طبيعتها المرهفة وأن يتعامل معها برقة ويستوعب مشاعرها العاطفية.
ويعتبر كذلك من أهم خصائص العلاقات الناجحة صدق الرجل حيث ينبغي أن تسمو علاقته بزوجته على علاقته بأصدقائه أو غيرهم، بحيث تكون الأسرة في المقام الأول.
الرجل ومسئولية تعليم الأبناء
من المفترض أن يتفهم الرجل دوره نحو أبنائه, فمن الطبيعي أن ينجذب الأب بشدة لأبنائه وعليه أن يسمح لزوجته بتولي زمام الأمور وتوجيه البنات على وجه الخصوص. ولكن لماذا على الأم تولى رعاية شئون ابنتها؟ الإجابة هي لأنه لا يوجد مكان للأنا الزائفة بين الأم وابنتها بينما تظهر بقوة بين الأب وابنته والعكس صحيح، فعلى الأب أن يتولى تعليم ابنه أو أبنائه دون أن يسمح لتدليل الأم أن يفسده.
ويعد إيجاد أنماط علاقات سوية وقوية بين الآباء والأبناء من العوامل الحاسمة في خصائص العلاقات الناجحة.