،،،،،،
الأخت الفاضلة ( خايفه عليه ) حفظها الله ورعاها
لا يليق بنا إلا أن نحتفل بقدومكم وانضمامكم لأسرة المنتدى ، فنقول :
بكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
ونتمنى لكم فيها قضاء أسعد الأوقات وأطيبها
ونحن بانتظار إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .
ونتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ، وجنبكم مايبغضه ويأباه .
مع أمنياتي لكم بالتوفيق
إذا كنت خايفه على زوجك حقاً فلا بد من طاعته ، وأرجو منك أخيتي الفاضلة قراءة هذا الموضوع والذي عرجت عليه في كتابي الموسوم ( منكرات الانسان فيما يسلط الجن والشيطان ) بتمعن وتأمل وتدير حتى تعلمي يقيناً أن زوجك المصون يسعى لسعادتك في الدنيا والآخرة ، وتحت عنوان :
[align=center]( && التقليد الأعمى للغرب && )[/align]
إن الشخصية الإسلامية متميزة بأفكارها ومعتقدها ، راسخة في معالمها وتطلعاتها ، تنير طريق الآخرين بما تحمله من مبادئ وقيم وأخلاق لا تحتويها أي شريعة أو منهج آخر ، تنمي القدرات وتصقل المواهب ، وتنشئ جيلا فذا بسلوكه وتصرفه وأخلاقه 0
والعجب أن كثيرا من المسلمين في عصرنا الحاضر ، انسلخوا عن كل تلك المبادئ والقيم والأخلاق ، إلى تقليد الغرب الكافر بأفكاره ومعتقداته وأخلاقياته ، مع ما توفره لهم المبـادئ الإسلامية من رقي وعلو ورفعة نفس ، فانساقوا في أتون الضياع والتخبط ، ينطبق عليهم نص الحديث الثابت الذي رواه أبو هريرة وابن عمر – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله :
( لتتبعن سنن الذين من قبلكم ، شبرا بشبر، أو ذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه 0 قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ )
( صحيح الجامع 5063 )
إن المسلم يتمتع بشخصية وسمت مستقل ، يتم بناء ذلك على ضوء التشريعات الإلهيه من الكتاب والسنة ، ومنهج السلف الصالح ، ورسول الله يعبر عن هذه الشخصية ، فيشبه المؤمن بالنخلة تارة وبالنحلة تارة أخرى كما ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ ثم قال : هي النخلة )
( متفق عليه )
وقد ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( مثل المؤمن مثل النخلة ، ما أخذت منها من شيء نفعك )
( السلسلة الصحيحة 2285 )
وثبت أيضا من حديث أبي رزين - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( مثل المؤمن مثل النحلة ، لا تأكل إلا طيبا ، ولا تضع إلا طيبا )
( السلسلة الصحيحة 354 )
قال المناوي : ( إذا أُطلق المؤمن غالبا أنه يعني به المؤمن الذي تكاملت فيه خصال الخير باطنا وأخلاق الإسلام ظاهرا ، فشبه المؤمن بذبابة العسل لقلة مؤنتها وكثرة نفعها ، وقال علي : كونوا في الدنيا كالنحلة كل الطير يستضعفها وما علموا ما ببطنها من النفع والشفاء 0 ومعنى إن أكلت الخ : أي أنها لا تأكل بمرادها وما يلذ لها بل تأكل بأمر مسخرها في قوله ( كلي من كل الثمرات ) حلوها ومرها لا تتعداه إلى غيره من غير تخليط فلذلك طاب وصفها لذة وحلاوة وشفاءً ، فكذا المؤمن لا يأكل إلا طيبا وهو الذي حلي بإذن ربه لا بهوى نفسه ، فلذلك لا يصدر من باطنه وظاهره إلا طيب الأفعال وذكي الأخلاق وصالح الأعمال ، فلا يطمع في صلاح الأعمال إلا بعد طيب الغذاء ، وبقدر صفاء حله تنمو أعماله وتذكو ) ( فيض القدير - 5 / 514 ) 0
إن المسلم قوي بتصرفاته وأفعاله ، ويستمد هذه القوة من الشريعة وأحكامها ، فثمار أخلاقه طيبة نافعة ، راسخ الجذور ، لا يتموج ولا يتميع من خلال المؤثرات ، يؤثر في الآخرين ، ويصحح مفاهيمهم ويصقلها لكي تواكب الشرع والمنهج 0
وما نراه اليوم يدل على التميع في الشخصية والسلوك ، فكثير من المسلمين يجارون الغرب وحضارته بكافة الطرق والمقاييس والمعايير ، ظنا واعتقادا بالرقي الحضاري وما علموا أنها تدمير للاعتقاد ، وتشويه للأخلاق الإسلامية التي يجب أن يتحلوا بها ، وأن يستنيروا بهداها وينطووا تحت لوائها 0
إن المجتمعات الغربية تعاني ما تعانيه اليوم من مشاكل اجتماعية واقتصادية وفكرية - نتيجة للتخبط والضياع والبعد عن المنهج الحق ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي تدفع تلك المجتمعات ثمن هذه الأخلاقيات ويصيبها عقاب من الله بما تستحق 0
لقد اعتقد الواهنون من ضعفاء الإيمان أن تقدم المجتمعات الغربية نتيجة لتلك المظاهر البعيـدة والمخالفـة للفطرة السويـة السليمة ، وانبهروا بالشكليـات والقشور دون النظر في لب الأمور ، فانتكست فطرتهـم ، وتميعت أخلاقهم ، وانحرفت نظرتهم عن الحق وأهله 0
وما زال كثير من المسلمين اليوم يجهلون أن الإسلام مستهدف من كافة الحضارات والثقافات الغربية في اعتقاده وفكره ومنهجه ، علما بأن الثقافة الغربية حافظت على ما لديها من أصول وثقافة وحضارة دون النظر والاقتباس والتقليد للغير ، إلا فيما رأوه نافعا ومفيدا لهم في بعض الجوانب والمجالات الثقافية والعلميـة فأخذوا بعضاً ممـا عند المسلمين وغيرهم ، ومع إدراكنا بأن كثيرا مما لديهم وما يملكون من قيم ومبادئ وأخلاقيات متعلقة بالجوانب الإنسانية هو ظلال وزيف وبعد عن الحق ، ومع ذلك تراهم يدافعون عن ذلك ويبذلون كل ما يملكون في سبيله 0
والمسلمون هم أصحاب الحق - مع جهلهم ذلك - وتراهم يلهثون وراء الحضارة الغربية وسرابها ، مع إدراكهم التام لما وصلت إليه من تشتت ودمار وضياع أخلاقي 0
إن مجريات الأحداث وما وصل إليه المسلمون اليوم تؤكد تآمر الغرب وتربصه بالإسلام وأهله ، فلا بد أن نعي وأن ندرك ذلك ، وأن نعلم أن طريق الخلاص لا يكون بالتمني والأحلام ، إنما بالاجتهاد والعمل والمثابرة ، وفق الكتاب والسنة ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
( سورة الأنعام - الآية 153 )
وتلك بعض الأمور المتوارثة عن الغرب وحضارته والتي شغلت الكثيرين من المسلمين اليوم ، فاهتموا بها وانساقوا وراء أتونها وسوف أقتصر على البند الأول لعلاقته بالموضوع :
( && متابعة الموضات والأزياء && )
إن المرأة جبلت على حب التزين والظهور ، وهذا في حد ذاته لا مؤاخذة أو عتاب عليه ، إذ أنه إرضاء لأنوثتها ، وقد أثبتت الدراسة النفسية للمرأة ومزاجها ، أن تجملها وتزينها من أجل نفسها ، ومن أجل جذب زوجها نحوها ، وكذلك بسبب نزعة نفسية دافعها حب الظهور بالأزياء الفاخرة والحديثة ، للتباهي والتفاخر بين الصديقات والمعارف من النساء ، وهذا يؤكد أن لديها دافعا قويا لانتزاع عبارات الإطراء من أفواه غيرها من النساء ، فتحس بتلك النظرات التي يرمقنها بها ، وهي مشوبة بالغيرة وربما الحسد 0
إن المرأة التي تصرف الجهد والوقت والمال والاهتمام في مطلب كهذا ، لا شك أن لديها سفها وإحساسا بالنقص والتبعية ، وهذه النزعة تختلف من امرأة لأخرى ، فالنساء لسن سواء ، والغالب أن من تعمد إلى تلك الأساليب ، تعاني من نقص فيما حباها الله من الجمال ، فتلجأ إلى اختيار وتطبيق أحدث " الموضات " على نفسها ، فتبالغ بل وتفرط في أمور الزينة للتعويض عن ذلك النقص 0
إن بعض العوامل المختلفة تؤثر في مسلك المرأة وطريقة اختيارها لملابسها وظهورها أمام الناس ، وفي مقدمة هذه العوامل المؤثرة مراقبتها لربها وخشيتها له ، فذات الدين تراعي رضى الله في كل تصرفاتها ، وهي بعيدة عن لبس ما لا يرضي الله ، أو ما جاءت الشريعة بالنهي عنه 0 كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه :
( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )
(سورة النساء - الآية 34 )
ومن العوامل المؤثرة في هذا الجانب الثقافة والتعليم ، فالمرأة المتعلمة المثقفة بالثقافة الشرعية ذات العقل المتزن أقل اهتماما بالأزياء الجديدة ، والموضة المحدثة ، وآخر الصيحات في طريقة تسريح الشعر ، والمكياج ، لأنها تدرك أن هناك صفات أخرى كثيرة أهم من تلك المظاهر والموضات ، وتدرك أيضا أن في الحياة أشياء أخرى ، أهم بكثير في أعين بنات جنسها من مجرد التطلع إلى ملابسها وجمالها ، فمدى حرصها على التعبد لربها وكذا أخلاقها ، أهم لدى كل عاقل من ذلك كله ، ولذا ثبت من الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )
( متفق عليه )
قال المناوي : ( " ولدينها " ختم به إشارة إلى أنها وإن كانت تنكح لتلك الأغراض لكن اللائق الضرب عنها صفحا ، وجعلها تبعا ، وجعل الدين هو المقصود بالذات فمن ثم قال " فاظفر بذات الدين " أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك " تربت يداك " افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل 0 قال القاضي : عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها ، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره ، فلذلك حث المصطفى بآكد وجه وأبلغه ، فأمر بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة 0 وقوله " تربت يداك " أصله دعاء لكن يستعمل لمعان أخر كالمعاتبة والإنكار والتعجب وتعظيم الأمر والحث على الشيء وهو المراد أيضا هنا ) ( فيض القدير - 3 / 271 ) 0
فذات الدين قد جمعت كل خلق سوي وكل صفـة كريمة ، وإليها يطمئن الرجل في غيبته وحضوره ، بل هي قرة العين ، وبلسم الروح بصلاحها وهداها ، وقد ثبت من حديث ابن عمرو – رضي الله عنه –
قال : قال رسول الله :
( الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الرضاع (64) - برقم 1467 )
قال المناوي : ( " الدنيا كلها متاع " هي مع دناءتها إلى فناء ، وإنما خلق ما فيها لأن يستمتع به - مع حقارته - أمدا قليلا ثم ينقضي ، والمتاع ما ليس له بقاء قال في الكشاف شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغر حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ورداءته 0 وقال : وقال الحرالي : وعبر بلفظ المتاع إفهاما لخستها لكونه من أسماء الجيفة ، التي إنما هي منال المضطر على شعوره برفضه عن قرب من مرتجى الفناء عنها ، وأصل المتاع انتفاع ممتد من قولهم ماتع أي مرتفع طويل " وخير متاعها المرأة الصالحة " قال الطيبي : المتاع من التمتع بالشيء وهو الانتفاع به وكل ما ينتفع به من عروض الدنيا متاع ، والظاهر أن المصطفى أخبر بأن الاستمتاعات الدنيوية كلها حقيرة ولا يؤبه بها وذلك أنه تعالى لما ذكر أصنافها وملاذها في آية ( زُيِّنَ لِلنَّاس حُبُّ الشَّهَوَاتِ ) اتبعه بقوله : ( ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ثم قال بعده : ( وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَأبِ ) ، قال الحرالي : فيه إيماء إلى أنها أطيب حلال في الدنيا ، أي لأنه سبحانه زين الدنيا بسبعة أشياء ذكرها بقوله : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ ) الآية ، وتلك السبعة هي ملاذها وغاية آمال طلابها ، وأعمها زينة وأعظمها شهوة النساء لأنها تحفظ زوجها عن الحرام وتعينه على القيام بالأمور الدنيوية والدينية ، وكل لذة أعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية لله ، فصاحبها يلتذ بها من جهة تنعمه وقرة عينه بها ومن جهة إيصالها له إلى مرضاة ربه وإيصاله إلى لذة أكمل منها 0 قال الطيبي : وقيد بالصالحة إيذانا بأنها شر المتاع لو لم تكن صالحة 0 وقال : الأكمل المراد بالصالحة النقية المصلحة لحال زوجها في بيته المطيعة لأمره ) ( فيض القدير - باختصار - 3 / 548 - 549 ) 0
وهذا لا يعني أن المرأة لا تكون صالحة ولا عاقلة إلا إذا عزفت عن مظاهر الزينة ، بل إن المرأة الرشيدة تأخذ حظها من الزينة والحلي ، ولكن كل ذلك على هدى من دينها ، ثم صائب رأيها ، فذات الدين تحرص كل الحرص على أن يكون جمالها وزينتها قد بلغا الذروة أمام زوجها فحسب ، وإذا ما كانت في مشهد من النساء تتجمل بقدر مناسب معقول ، ويضفي وقارها وأدبها ومنطقها عليها حلل الجمال الحقيقية 0
إن التي تتزين وتظهر الزينة والتجمل ، لمن لا يحل له أن يطلع عليها من الرجال ، قد أشاعت ما أسخطت به ربها ، وهتكت سترها ، وحري بامرأة كتلك أن يجعل الله حياتها بئيسة كئيبة ، وإن ملأ الناس أذنيهـا بعبارات الإطراء والإعجاب ، فلتبادر بالتوبة إلى الله عز وجل 0
وكثير من نساء المسلمين اليوم ، لا يهدأ لهن بال ، ولا يستقر لهن قرار ، حتى يتابعن آخر الموضات ، وأحدث الأزياء المحدثة من الغرب ، وتسعى إحداهن أن تكون أول من يرى عليها ذلك ، دون بحث واستقصاء عن حكمه الشرعي ، وقد يكون مخالفا للإسلام أو منافيا للعادات المحكمة في المجتمع ، فتقع في المحظور وتدفع الكثير من المال في سبيل إرضاء هذه النزوة المحرمة ، وتسرف في بذل الأموال في أمور تافهة ، وتثقل كاهل الزوج من كثرة ما تنفق ، وترهقه بكثرة التردد على صانعي الثياب دون وازع ولا رادع ، وقد تتعرض لكثير من المخالفات الشرعية نتيجة لذلك ، وكثير من النساء يجهلن الضوابط الخاصة بلباس المرأة المسلمة وزينتها كما بينه علماء الأمة ، ومن هذه الضوابط :
أ - أن يكون فضفاضا لا يجسم بنية المرأة :
والحذر مما يسمى بـ ( الكاب ) ، أو لبس العباءة على الكتفين ، أو بعض الموضات التي تفننت بشتى الطرق والوسائل والأساليب في ابتذال وإهانة حجاب المرأة المسلمة ، ولما فيه من فتنة وتجسيد لمنكبي المرأة
0
ومن الأمور المؤسفة والتي شاعت بين المسلمات - أن الحجاب أصبح ألعوبة بيد بعض ضعيفات الإيمان ، تحدث فيه ما يلفت الأنظار ، وتخالف الهدف الذي شرع لأجله الحجاب ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله :
( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحهـا ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجنة ( 52 ) - برقم 2128 )
وفي هذا الحديث تحذير شديد وزجر عن لبس الثياب الضيقة التي تجسم بنية المرأة ، ونهي عن لبس الثياب القصيرة وغيرها من الصفات المخالفة للشريعة ، وبيان للعقوبة الأليمة التي تنتظر من تقدم هواها ورغبات صديقاتها وقريباتها على رضى الله سبحانه ، وهو من أوجب عليها طاعته لا طاعة غيره 0
ب - أن لا يشف عما وراءه 0
ج - أن يكون ساترا لبدن المرأة تماما 0
د - أن يخلو مما يختص به الكفار ؛ لأنه تشبه محرم0
ومن الأمور التي يجب التنبه إليها اليوم ، تلك البراقع أو ما يسمى بالنقاب ، لما فيها من إظهار لمفاتن الوجه ولما تؤدي له من فتنة عظيمة ، ونشر للفاحشة والرذيلة في المجتمع المسلم 0
( وقد صدرت لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – فتوى تحرم لبس تلك البراقع والتي فيها إظهار لبعض الوجه كالأنف والحاجبين وبعض الوجنتين ) ( فتاوى هيئة كبار العلماء - 2 / 838 - اليمامة 875 ) 0
والمقصود من الحجاب إبعاد الفتنة بستر محاسن النساء عن الرجال الأجانب ، وإذا كانت المرأة تعتني بلباسها وترمق نظرات النساء المعجبات بمظهرها وتحاول البروز بما يلفت الأنظار إليها ، فلتعلم أن الله أحق بالرضى وألزم بالطاعة ، وهو عالم بحالها متصرف في صحتها ورزقها ومصيرها ينظر ويرى ما تصنع بنفسها ، وسوف يحاسبها عن كل تلك التصرفات والسلوك ، فلتحذر من الرقيب الذي لا يغفل ، والجبار المنتقم لمن خالف أمره وراقب غيره 0
إن الحياة لا تعني مطلقا الاهتمام بالمظاهر الزائفة ، وإفناء العمر بحثا وراء الموضات والأزياء وغيرها من أمور لا تقرب من الخالق ، ولا بد من التفكر بمن عاشوا معنا ، وشاركونا حياتنا ، ورأينا محيا الإبتسامة على وجوههم ، وقد تركوا كل شيء ، وانتقلوا إلى عالم آخر الله أعلم بحالهم فيه ، قد تركتهم الدنيا وتخلت عنهم ، وما بقي لهم إلا ما قدموا فيها ، والمسلم يعيش الدنيا مرتبطا بالآخرة ، ويصبر على ما يصيبه منها في سبيل حمل الرسالة وإيصال الدعوة ، كما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الزهد 1 )
قال المناوي : ( " الدنيا " أي الحياة الدنيا " سجن المؤمن " بالنسبة لما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم " وجنة الكافر " بالنسبة لما أمامه من عذاب الجحيم وعما قريب يحصل في السجن المستدام نسأل الله السلام يوم القيامة ! وقيل : المؤمن صرف نفسه عن لذاتها فكأنه في السجن لمنع الملاذ عنه ، والكافر سرحها في الشهوات فهي كالجنة 0 قال السهروردي : والسجن والخروج منه متعاقبان على قلب المؤمن على توالي الساعات ومرور الأوقات ، لأن النفس كلما ظهرت صفاتها أظلم الوقت على القلب حتى ضاق وانكمد ، وهل السجن إلا تضييق وحجر من الخروج ؟! فكلما هم القلب بالتبري عن مشائم الأهواء الدنيوية ، والتخلص عن قيود الشهوات العاجلة تشهيا إلى الآجلة ، وتنزها في فضاء الملكوت ومشاهدة للجمال الأزلي - حجزه الشيطـان المردود من هذا البـاب المطرود بالاحتجاب ، فتدلى بحبل النفس الأمارة إليه ، فكدر صفو العيش عليه ، وحال بينه وبين محبوب طبعه ، وهذا من أعظم السجون وأضيقها ؛ فإن من حيل بينه وبين محبوبه ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه 0
ذكروا أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة ، فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته 0 وقال : يا شيخ الإسلام تزعم أن نبيكم قال : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ! فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها ؟! فقال : أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن ، وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة ! فأسلم اليهودي ) ( فيض القدير - باختصار - 3 / 546 ) 0
وقد ثبت أيضا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :
( الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالما أو متعلما )
( صحيح الجامع 3414 )
قال المناوي : ( " الدنيا ملعونة " لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذاتها وإمالتها عن العبودية إلى الهوى ، حتى سلكت غير طريق الهدى " ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه " أي ما يحبه الله في الدنيا ، والموالاة المحبة بين اثنين وقد تكون من واحد وهو المراد هنا : يعني ملعون ما في الدنيا إلا ذكر الله وما أحبه الله مما يجري في الدنيا ، وما سواه ملعون 0 وقال الأشرفي : المراد بما يوالي ذكر الله طاعته ، واتباع أمره وتجنب نواهيه ؛ لأن ذكر الله يقتضي ذلك " وعالما أو متعلما " أي هي ما فيها مبعد عن الله تعالى إلا العلم النافع الدال على الله ، فهذا هو المقصود منه قوله " عالما أو متعلما " 0 قال الطيبي : والنصب ظاهر والرفع على التأويل ، كأنه قيل : الدنيا مذمومة لا يحمد مما فيها إلا ذكر الله وعالم ومتعلم ، وكان حق الظاهر أن يكتفي بقوله : " وما والاه " لاحتوائه على جميع الخيرات والفاضلات ومستحسنات الشرع ؛ لكنه خصص بعد التعميم دلالة على فضل العالم والمتعلم ، وتفخيما لشأنهما صريحا ، وإيذانا بأن جميع الناس سواهما همج ، وتنبيها على أن المعنى بالعالم والمتعلم العلماء بالله الجامعون بين العلم والعمل ؛ فيخرج الجهلاء وعالم لم يعمل بعلمه ، ومن يعمل عمل الفضول ، وما لا يتعلق بالدين ، وفيه أن ذكر الله أفضل الأعمال ورأس كل عبادة ، والحديث من كنوز الحكم وجوامع الكلم لدلالته بالمنطوق على جميع الخال الحميدة بالمفهوم على رذائلها القبيحة ) ( فيض القدير - 3 / 549 ) 0
فحري بالمسلم أن يعلم أن سلعة الله غالية ، وتحتاج إلى جهاد وتضحية وبذل كل ما يملك في سبيل ذلك ، ويعمل لذلك ويكون ممن أفنى عمره وحياته في سبيل عقيدته ودينه لنيل رضى الله والفوز بجنته 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذا الموضوع ، بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( خايفه عليه ) ، وحياكم الله وبياكم في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0