قال تعالى :
** هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * قُلْ إنّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَمَّا جاءَنِيَ البَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ **
[ سورة غافر : 65 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
** هُوَ الْحَيُّ ** : الذي له الحياة الكاملة التامة المستلزمة لما تستلزمه من صفاتِه الذاتيّة
التي لا تتمُّ حياته إلاّ بها ؛
كالسمع والبصر والقدرة والعلم والكلام
وغير ذلك من صفات كماله ونعوت جلاله .
** لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ** ؛
أي : لا معبود بحقٍّ إلاّ وجهه الكريم ،
** فَادْعُوهُ ** :
وهذا شاملٌ لدعاء العبادة ودعاء المسألة ** مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ** أي : اقصدوا بكلِّ عبادة ودعاء وعمل وجهَ اللّهِ تعالى ؛
فإنّ الإخلاص هو المأمور به ؛
كما قال تعالى : ** وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ** .
** الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ** ؛
أي : جميع المحامد والمدائح والثناء ؛
بالقول كنطق الخلق بذكره ،
والفعل كعبادتهم له ؛
كل ذلك للّه تعالى وحده لا شريك له ؛
لكماله في أوصافه وأفعاله وتمام نعمه .
لما ذَكَرَ الأمر بإخلاص العبادة للّه وحده ،
وذكر الأدلّة على ذلك والبينات ؛
صرّح بالنهي عن عبادة ما سواه ،
فقال : ** قُلْ ** يا أيُّها النبيُّ ، ** إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ** :
من الأوثان والأصنام ، وكلُّ ما عُبدَ من دون الله ،
ولستُ على شكٍّ من أمري ،
بل على يقين وبصيرة ، ولهذا قال :
** لَمَّا جَاءَنِيَ البَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ العَالَمِينَ ** : بقلبي ولساني وجوارحي ؛
بحيث تكون منقادةً لطاعته مستسلمة لأمره ، وهذا أعظم مأمور به على الإطلاق ؛
كما أنّ النهي عن عبادة ما سواه
أعظمُ مَنْهِيٍّ عنه على الإطلاق .
( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا )
للشيخ محمد بن عبد الله المعيوف حفظه الله
https://youtu.be/MnncPltXghM
الرد على شبهة وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده
للشيخ سالم الطويل حفظه الله
https://youtu.be/jiJwrpVI5ts
التبرك المشروع والتبرك الممنوع
عند أهل السنة والجماعة
عبد الله القصير
علي المقحم
https://youtu.be/HKZ45baMMu4