الفرق بين الحسد والعين
يقول الشيخ / وحيد عبد السلام بالي حفظه الله.( )
الحاسد أعم من العائن، فالعائن حاسد خاص، فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً، ولذلك جاء ذكر الإستعاذة في سورة الفلق من الحاسد، فإذا استعاذ المسلم من شر الحاسد دخل فيه العائن، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته.
الحسد والعين يشتركان في التأثير حيث يسببان ضررا ً للمعين والمحسود، ويختلفان في المصدر، فمصدر الحسد حقد وحرقة القلب واستكثار النعمة على المحسود، وتمني زوال هذه النعمة.
أما العائن فمصدره انقداح نظرة العين، لذا فقد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال وربما أصابت عينه نفسه، فرؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين نفسه.
الحسد يتأتي عن الحقد والبغض وتمني زوال النعمة، أما العين فيكون سببها الإعجاب والإستعظام والإستحسان وغير ذلك.
الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل.
لا يحسد الإنسان ماله وعياله ومتاعه وزرعه وتجارته ولكن قد يعينه.
لا يقع الحسد إلا من نفس خبيثة حاقدة ولكن العين قد تقع من رجل صالح من جهة إعجابه بالشيء دون إرادة منه إلى زواله، كما حدث من عامر بن ربيعة عندما أصاب سهل بن حنيف بعين رغم أن عامر رضي الله من السابقين إلى الإسلام بل ومن أهل بدر وممن فرق بين الحسد والعين الأئمة الأعلام مثل الإمام ابن الجوزي وابن القيم وابن حجر العسقلاني والنووي وغيرهم رحمهم الله تعالي رحمة واسعة.
ويستحب للمسلم إذا رأي شيئاً فأعجبه أن يبرك عليه بمعني أن يدعو بالبركة سواء كان هذا الشيء له أو لغيره لقول النبي ﷺ في حديث سهل بن حنيف «ألا بركت عليه»( ) أي دعوت بالبركة لأن هذا الدعاء يمنع تأثير العين.
قال الإمام الحافظ شمس الدين ابن كثير ::
العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل.
ويقول الشيخ الشعراوي ::
إن نفثات الحاسد تؤثر في جسد المحسود كما تؤثر أشعة الليزر في جسد المريض الذي يعمل عملية في جسده. ( )
* * *
الحسد صفة من صفات المنافقين الحاسدين الحاقدين على المسلمين فى كل زمان ومكان.
قال تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ =118- هَا أَنتُمْ أُوْلَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ =119- إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.( )
يقول الحافظ ابن كثير ::
يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المنافقين بطانة أى يطلعونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم والمنافقين بجهدهم وطاقتهم لا يألون المؤمنين خبالاً أى يسعون فى مخالفتهم وما يضرهم بكل ممكن، وربما يستطيعون من المنكر والخديعة، ويودّون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم وقوله تعالى ﴿ لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ ﴾ أى من غيركم من أهل الأديان. وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره.
ثم قال تعالى ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾ أى قد لاح على صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم من العداوة مع ما هم مشتملون عليه فى صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل – ولهذا قال تعالى: ﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ وقوله تعالى ﴿ هَا أَنتُمْ أُوْلَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ ﴾ أى أنتم أيها المؤمنون تحبون المنافقين بما يظهرون لكم الإيمان فتحبونهم على ذلك وهم لا يحبونكم لا باطناً ولا ظاهرًا ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ﴾ أى ليس عندكم فى شئ منه شك ولا ريب، وهم عندهم الشك والريب والحيرة.
و قوله تعالى ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ والأنامل أطراف الأصابع. قاله قتاده
و قال ابن مسعود والسدى والربيع بن أنس: الأنامل الأصابع، وهذا شأن المنافقين يظهرون للمؤمنين الإيمان والمودة وهم فى الباطن بخلاف ذلك من كل وجه كما قال تعالى ﴿ وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ وذلك أشد الغيظ والحنق قال تعالى ﴿ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ أى مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم فاعلموا أن الله متم نعمته على عباده المؤمنين ومكمل دينه، ومعل كلمته ومظهر دينه، فموتوا أنتم بغيظكم ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ أى هو عليم بما تتطوى عليه ضمائركم وتكنه سرائركم من البغضاء والحسد والغل للمؤمنين وهو مجازيكم عليه فى الدنيا بأن يريكم خلاف ما تأملون وفى الآخرة بالعذاب الشديد فى النار التى أنتم خالدون فيها، لا محيد لكم عنها، ولا خروج لكم منها.
ثم قال تعالى ﴿ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين وهو أنه إذا أصاب المؤمنين خصب ونصر وتأييد وكثروا وعزا أنصارهم ساء ذلك المنافقين، وإن أصاب المسلمين سنة أى جدب أو أديل عليهم الأعداء، لما لله تعالى فى ذلك من الحكمة كما جرى يوم أحد – فرح المنافقون بذلك قال الله تعالى مخاطبًا للمؤمنين ﴿ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ الآية.
يرشدهم الله تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال الصبر والتقوى والتوكل على الله الذى هو محيط بأعدائهم فلا حول ولا قوة لهم إلا به، وهو الذى ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع فى الوجود شئ إلا بتقديره ومشيئته. ومن توكل عليه كفاه.( )
و كذلك الحسد من صفات اليهود
قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾( )
يقول الإمام الحافظ ابن كثير : فى تفسيره لهذه الآية:
يحذر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من سلوك طريق الكفار من أهل الكتاب ويعلمهم بعداوتهم لهم فى الباطن والظاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو والإحتمال حتى يأتى أمر الله من النصر والفتح ويأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ويحثهم على ذلك ويرغبهم فيه.
و عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ب قال: كان حي بن أخطب وأبو ياسر ابن أخطب من أشد اليهود للعرب حسدًا إذ خصهم الله برسوله ﷺ وكانا جاهدين فى رد الناس عن الإسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما
﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم ﴾ الآية قال الزهرى فى هذه الآية نزلت فى كعب بن الأشرف وكان شاعراً وكان يهجوا النبى ﷺ وفيه نزلت هذه الآية.
و قال الضحاك عن ابن عباس أن رسولاً أميا يخبرهم بما فى أيديهم من الكتب والرسل والآيات ثم يصدق بذلك كله مثل تصديقهم ولكنهم جحدوا ذلك كفراً وحسداً وبقيًا وكذلك قال تعالى ﴿كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ يقول من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئا ولكن الحسد حملهم على الجحود فعيرهم ويخصهم ولامهم أشد الملامة وشرع لنبيه ﷺ وللمؤمنين ما هم عليه من التصديق والإيمان والإقرار بما أنزل الله عليهم وما أنزل من قبلهم بكرامته وثوابه الجزيل ومعونته لهم.
و قال أبو العالية ﴿ مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ من بعد ما تبين أن محمدًا رسول الله يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل فكفروا به حسدًا وبغيًا إذ كان من غيرهم وكذا قال قتادة والربيع بن أنس. ( )
قال تعالى:﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴾( )
قال الحافظ بن كثير ::
يعنى بذلك حسدهم النبى ﷺ على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له لكونه من العرب وليس من بنى إسرائيل.
قال ابن عباس ب نحن الناس دون الناس قال الله تعالى: ﴿ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴾ أى فقد جعلنا فى أسباط بنى إسرائيل الذين هم من ذرية إبراهيم النبوة وأنزلنا عليهم الكتاب وحكموا فيه بالسنن وهى الحكمة وجعلنا منهم الملوك ومع هذا فمنهم من آمن به أى بهذا الإيتاء وهذا الإنعام ومنهم من صد عنه أى كفر به، وأعرض عنه وسعى فى صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم أى من بنى إسرائيل فقد اختلفو عليهم فكيف بك يا محمد ولست من بنى إسرائيل؟
و قال مجاهد: فمنهم من آمن به أى محمد ﷺو منهم من صدّ عنه فالكفرة منهم أشد تكذيبًا لك، وأبعد عما جئتم به من الهدى، والحق المبين ولهذا قال متوعدًا لهم ﴿ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾ أى وكفى بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله( ).
الحسد موجود وثابت بين اليهود.
قال تعالى ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلَامُ ﴾ إلى قوله ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾( ).
قال الحافظ ابن كثير :: أى بغى بعضهم على بعض فاختلفوا فى الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته فى جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقّا، ثم قال تعالى ﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ ﴾ أى من جحد ما أنزل الله فى كتابه ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ أى فإن الله سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفته كتابه.( )
الحسد أول ذنب عصى الله به فى السماء، حسد إبليس عليه لعنه الله سيدنا آدم ؛ أن يسجد له فحمله الحسد على المعصية. قال تعالى ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾( )
قال الحافظ ابن كثير : فى تفسيره لهذه الآية الكريمة:
حسد عدو الله إبليس آدم ؛ على ما أعطاه الله من الكرامة وقال أنا نارى وهذا طينى وكان بدء الذنوب الكبر، استكبر عدو الله أن يسجد لآدم ؛ قلت وقد ثبت فى الصحيح «لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من كبر » وقد كان فى قلب إبليس من الكبر والكفر – والعناد ما اقتضى طرده وإبعاده عن جناب الرحمة وحضرة القدس قال بعض المعربين وكان من الكافرين أى وصار من الكافرين بسبب إمتناعه.( )
و قد ذكر الله خبر إبليس وحسده لآدم ؛ فى أكثر من موضع فى سور القرآن العظيم ولا أحب أن أشق عليكم فى القراءة وكما ذكرت أن الحسد أول ذنب عصى الله به فى السماء كذلك أول ذنب عصى الله به فى الأرض وهو حسد ابن آدم آخاه فقتله قال تعالى ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾( )
قال الإمام الحافظ ابن كثير :: يقول تعالى مبينا وخيم عاقبة البغى والحسد فى خبر ابن آدم فى قول الجمهور وهما قابيل وهابيل كيف عدا أحدهما على الآخر فقتله بغيًا عليه وحسدًا له فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذى أخلص فيه لله عز وجل ففاز المقتول بوضع الأثام والدخول إلى الجنة وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة فى الدارين فقال تعالى ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ﴾ أى اقصص على هؤلاء البغاة الحسدة إخوان الخنازير والقردة من اليهود وأمثالهم وأشباههم خبر ابنى آدم وهما قابيل وهابيل فيما ذكره غير واحد من السلف والخلق وقوله « بالحق » أى على الجلية والأمر الذى لا لبس فيه ولا كذب ولا وهم ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان كقوله تعالى ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ وقوله تعالى ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ﴾ وقال ﴿ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ ﴾ وكان من خبرهما فيما ذكره غير واحد من السلف والخلق، أن الله تعالى شرع لآدم ؛ أن يزوج بناته من بنيه لضرورة الحال، ولكن قالوا كان يولد له فى كل بطن ذكر وأنثى فكأن يزوج أنثى هذا البطن لذكر البطن الآخر وكانت أخت هابيل دميمة وأخت قابيل وضيئة فأراد أن يستأثر بها على أخيه فأبى آدم ؛ ذلك إلا أن يقربا قربانًا فمن تقبل منه فهى له فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فكان من أمرهما من قصه الله فى كتابه.( ) .
* * *