يتساءل احد الطرفين أحيانا.... لماذا لم يعد يحبني ؟
أو
لماذا اشعر انني فقدت شعوري ناحيته ؟
واعتقد انه اصبح من الضروري توضيح عملية الحب أساسا حتى نعرف كيف تتوقف ولماذا تتوقف وكيف نعيد تشغيلها .
قد يشعر البعض اني أكتب أشياءا غريبة ، اذ اننا جميعا - على الاغلب - مؤمنين تماما ان الحب والمشاعر هي مسألة عشوائية ، تسقط من غير توقع ولا تقدير ، وكلنا مجبورين على المضي في طريق تختاره قلوبنا لأسباب غامضة لا نعرفها ، ولم يهتم احد ان يعرف الاسباب طالما ، الحب بلاء واقع .
ان كل ما سنفعله هنا ، هو توضيح الغموض الذي يحيط بكلمة الحب والتي عندما نسمعها يذهب تفكيرنا الى زلزال او بركان او اي شيء من الظواهر الكونية التي كنا نعتقد انها تحدث فجأة دون ترتيب قبل ان يتطور العلم ويكتشف ان الزلزال يقع بسبب كذا وكذا وكذا وبترتيب وأسباب معينة .
ان كل ما في الكون يمشي على قواعد ثابتة مقررة ، وهكذا هو الحب أيضا ،والكره وجه الحب الآخر ، له قواعد واسباب ومبررات ، والحب والكره هي آليات ضمن تحكمنا
علينا ان نفهم قواعدها ونستوعبها اولا ، لنكتشف ان الحب قد تعرض للعلم واصبح مكشوفا ولم يعد ذاك الحلم الغامض .
إن علينا أولا ان نفهم آلية الحب ، لنعرف لاحقا ، لماذا تغير وكيف نعيده
يولد الناس صفحات بيضاء ، ينمون ويكبرون ، فيكونون معتقدات خاصة عن انفسهم ، عن الآخرين ، وعما حولهم ...
يواجهون امورا سارة ..او محزنة .....يواجهون تجارب قاسية ....ثم يحصلون على نتائج ومشاهدات هذه التجارب ..فيخرجون ب ( ليستة من الصفات ) التي يتمنون توافرها في شريك حياتهم .. وليستة أخرى لا يفضلون تواجدها فيه
على سبيل المثال .. امرأة تعرضت للخداع .. ستدير ظهرها مباشرة لأي شخص توجد فيه صفة الخداع او اي تقليد لها
او .. شخص يعاني من ضعف الثقة بالنفس ..سينجذب ويتعلق فورا بإنسان يشعره انه ذو قيمة معينة .
انها امثلة بسيطة ، ولكنها توضح لنا مبدأ آلية الحب
أن أول خطوة يجب ان يفعلها الشخص ليحصل على الحب هو ان يكون لديه كثيرا من المعلومات عن خلفية الشريك بحيث يعرف الستايل الذي يفكر فيه بنفسه او بالناس من حوله
ثم عليه ان يستثمر جزءا من شخصيته لكي تؤدي هذه الوظائف التي يبحث عنها الشريك.
بهذه البساطة اذن ! ولكن ان كان الوقوع بالحب سهلا الى هذه الدرجة ، فإلى ماذا يشير هذا العدد الكبير من الناس الذين يعانون بسبب الحب وعمايله ؟ولماذا تفشل أغلب النساء في الحصول على قلوب أزواجهن والعكس ايضا ؟
ان اصعب خطوة في عملية الحب هي عملية جمع المعلومات عن خلفية الشريك .. هذا اذن هو الجزء الذي يفشل فيه غالبية المحبين ، وتترتب عليه فشلات أخرى .... وربما يعود السبب الى ان مرآة الحب عمياء كما يقولون .. والحب في حد ذاته عمى آخر !
اذن الخطوة الأساسية الأولى في عملية الحب ، هي جمع المعلومات وتوظيف جزء من شخصيتك لخدمة هذه المعلومات والتكيف والتصور بها ....بمعنى ( لديّ كل ما تبحث عنه )
لأن هناك صفات مختزنة في ذهن كل انسان حول مواصفات الشريك ، والى جانب هذا فإن الانجذاب الشكلي لا بد ان يكون موجودا ، لأن هذه الصفة ان لم تتوافق بين الطرفين ..صفة الانجذاب الشكلي ....فإن كل الصفات المتوافقة الاخرى لن تفيد في تشغيل آلية الحب ...
الأمر ليس صعبا ، بمجرد حصول الشريك على المعلومات الأساسية للصفات الشكلية التي يفضلها الطرف الآخر فإن بإمكانه ان يتغير ويتطور ويواكب هذه الصورة ، لأن كل شخص في هذه الحياة له الحد الأدنى من الصفات الجاذبة التي يستطيع ان يغير فيها ويحوّر حتى يوافق الطرف الآخر . كما يضيف علماء النفس ان الابتسامة لها سحرها الخاص وهي تضيف ما تضيفه من الصفات الجاذبة للشريك .
أما الصفات المختزنة في ذهن كل شخص حول شريك الحياة ، فهي تلك الصفات التي تتكون بفعل المجتمع ، الثقافة ، التجارب الخاصة ، وهذا هو السر والمفتاح الاساسي الذي يجعلنا نتعلق بأشخاص دون آخرين .
هكذا اذن يحدث الحب
كيف السبيل الآن الى حدوث الحب مرة أخرى بين نفس الشخصين اذا انطفأ فجأة .
إن من أكثر المعلومات مفاجأة هو ان على كل زوجة احبها زوجها في يوم من الأيام ، وكل زوج احبته زوجته في يوم من الأيام ، ان يعلم انه وان توقف هذا الحب فإنه من السهل ان يعود مرة أخرى
انك اذا اخترقت غشاء الصفات المختزنة المعقدة في العقل الباطن لأي شخص فأحبك ، فحتى لو توقف هذا الحب ، فما دمت اخترقت عقله الباطن مرة ، فأنت دوما تستطيع اختراقه مرات ومرات .
يتوقف الحب لسببين ، اما لتغيير اصاب الصفات المختزنة في عقل الشريك نتيجة بعض التجارب الحياتية ،العملية ، العائلية الجديدة ..... او تغيير اصاب صفاتك انت لديه
وفي الحالين الحل سهل جدا ...
ففي حالة تغيير الشروط الموجودة في عقل الشريك عنك ، كل ما تفعله هو محاولة تصوير الصفات الجديدة واضافتها لنفسك والتمثل بها ، وسيحبك مجددا
وفي الحالة الأخرى ..فإن كانت شروط الشريك على ما هي ، ولكنك انت تغيرت
فكل ما ستفعله هو ان تنتبه الى ما تغير وتحاول اعادة نفسك الى الصورة التي كانت عليها وسيحبك من جديد .
مثال على ذلك ، زوجة احبت زوجها بشدة ، وما ان بدأ بالتغيب المستمر حتى ضاقت ذرعا به ، وفي فترة شعرت انها لم تعد تحبه ، وما ان تغير هذا الزوج وعاد الى سابق تواجده واهتمامه بها حتى عادت تحبه من جديد بسهولة .
وبعض الامور المساعدة لعملية الحب ..
هناك بعض الاشخاص في حالة اعتمادية عاطفية خارجية ، يهربون الى الحب اذا واجهتهم
المشاكل، فإذا كان زوجك من هذه النوعية ، كوني دوما مستعدة له ليهرب اليك في حال تعثر بعض امور حياته خارجيا ... من المفاجئ احيانا ان زوجك قد يحب امرأة زميلة له في العمل لأنها الاقرب لملاحظة اي تغيير او مشاكل له في العمل او مع عائلته ..
ونجد هذا كثيرا في بعض الاشخاص حيث يقعون في ( كمين الحب ) مباشرة و يميلون الى حب من يهتم بهم بعد تجربة زواج فاشلة او اي محنة عاطفية يمرون بها .
( كن متوفرا لمن تحب ..بصفة مستمرة )
اكره تلك النصائح التي تميل الى ان الغياب يولد الشوق والحب ، ويظهر قيمتك واضحة لدى الشريك . ان هذا منطق الاشخاص الذين يشعرون بضعف في تواجد صفاتهم وخدمتها لهم في مجال الحب ، فيحاولون التستر بالغياب ليجعلوا لأنفسهم قيمة
كوني او كن متوفرا دوما لشريك حياتك
فالحضور هو ما يقوي الحب ويزهره وليس الغياب
اهتم بالصفة المرافقة لك
وما أقصده ، انه حين تمر بذهنك بعض الاسماء لأشخاص تمر في ذهنك صورهم ، اما تلك الصورة التي تمر في ذهنك لكل واحد فيهم فهي ( الصفة المرافقة )
مسالم ، مرح ، جدي ، كشر هادئ ، مزعج ...الخ
اختر ما تريد من الصفات التي تريدها ان تمر بأذهان الناس ، وذهن شريك حياتك على وجه التحديد
وانظر كيف تستطيع ان تحصل على الحب ..أو تعيد الحب ..دون ان تبذل الكثير من المجهودات