في زمن المال ولف العفّة بالاغلال ، في زمنٍ صرنا فيه الأرخص ،،،
صرنا فيه الأنجس ، أصبح يحكمنا الأنذال ،،،،
أشعل قبسٌ ظلمة حييّ ، كان أضاء لكن ما فتِئ الناس وراء النور
تقول بأنّ النور سيُطفأ أو سيُنحي حتي حينٍ فيه مقال ..
::::::::
الفصل الأول
::::::::
::: المشهد الأول :::
يجسد المشهد علي خشبة بشاكلة المنزل الفلسطيني البسيط مع ملامح تبرز قدم وأصالة
المنزل ،، كبعض قطع الفخار وسجاد معلق بجوار الثوب المطرز علي جدران المنزل ،،،
( يفتح ستار المشهد علي محمد وقد بدأ مستعجلا يجلس بجوار أمه فيدعو زوجه فاطمة )
محمد : جبيلنا الغدا علشان نوكل وبعدين أطلع وراي أشغال بدي أعملها
( يبدأ محمد يتحدث مع أمه )
محمد : يمه أنتِ راضية عنّي
أم يوسف : الله يرضا عنك دنيا وآخرة ويسعدك يا محمد وينولك اللي في بالك ويهديك
للحق يمه ،،،،
( فتأتي فاطمة وتحضر الطعام وتجلس فيشرعون بتناوله
محمد : أنتم عارفين إنو أنا كل يوم بطلع وأحيانا ما برجعش إلا بعد أسبوع
فأيش رأيك يا بنت الحلال تروحي عند أهلك وأطلق سراحك لأنو اللي مثلي
ما فيش منه أمل والله يعلم راح أظل عايش أو أستشهد ، فحرام تستني إنسان
مصيره معروف يا أما الأسر أو الشهادة ،،،،
فاطمة زوجته : أنا لما زوجتك كنت بعرف وضعك عشان هيك قبلت فيك
فأنا متزوجة من مجاهد ومش أي مجاهد ، أنت محمد إبن القسام إبن
الشيخ أحمد الياسين وأنت اللي علمت اليهود مين هم شباب فلسطين ،،
محمد : أنا مبسوط إني بسمع منك هذا الكلام ولكني يا بنت الحلا ل بأشعر
بالذنب لما باطلع عنك ، وبتركك لمصير مجهول،،،
فاطمة : لا تهتم فأنا مبسوطة فيك وأنت هيك ،،
أم يوسف : أتركها يا إبني ما دام هيّه راضية ومبسوطة ، والله يجيب
اللي فيه الخير ،،،
::::::::
::: المشهد الثاني :::
بنفس شاكلة مسرح المشهد الأول
( بينما محمد جالس مع أمه يتابعان الحديث يرن الهاتف ويسمع خبر إستشهاد
المهندس يحيي عياش ، فيغلق السماعة ويجهش بالبكاء ويقول )
محمد : والله ما أخليكو تتهنو يا أولاد الخنازير ، بتفكروا بإغتيال المهندس ،
راح ترتاحوا ،،
أم يوسف : إيش بتقول ؟ يحيي إستشهد لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله يرحمه ويصبّر
أهله وزوجته وإبنه اللي تيتّم من بعده ،،،
( فيقف محمد قليلا ليفكر وقلبه يحترق ويهم بأول خطوة فيتصل بمجموعته ، ويحدد
إجتماع لمناقشة ما حصل والتخطيط للانتقام للمهندس بإعتبار أن الهواتف مراقبة )
محمد : إسمع يا محيي بلّغ المجموعة أنو في سهرة تجمعنا عالبحر الساعة العاشرة
مساء........... ( يصنت لما يقوله محيي )إتفقنا إن شاء الله
السلام عليكم ..
::::::::
::: المشهد الثالث :::
( يتجه محمد إلي زوجه بالقرب من أمه ويصمم علي إطلاق سراحها )
محمد : فاطمة لازم أترك سبيلك وتروحي عند دار أهلك لأني طالع ومش راجع ، من بعد
إستشهاد المهندس مظلش إشي أخاف عليه وأمي الله يحفظها ،،،
( فيطلقها محمد رغم عدم رضاها فتغرغر عيناها قائلة )
فاطمة : ما دام أنت مصمم علي هيك فالله يوفقك والله معاك ويرعاك 000
::::::::
الفصل الثاني
المشهد الاول
(يجسد المشهد في منزل أحد أفراد المقاومة )
(مشهد تملؤه أنفاس الغضب وتستنيره تدابير العقلاء)
محمد : اسمعتو وشفتو ايش اللي صار لمهندسنا الغالي ، وإن شاء الله وبعونه
حندفعهم الثمن غالي وغالي جداً
مسلمة : إيش إنت مخطط وإحنا معاك إن شاء الله.
وحيد : أنا شايف نقوم بتطوير عملياتنا في اسرائيل وزرع العبوات والقنابل .
محمد : الله يرضى عنك يا وحيد هذا اللي كنت بدي أقوله
محمود : خلينا ياشباب نفهم لإيش محمد مخطط بالظبط .
محمد :ياشباب أنا فكرت نقوم بسلسلة عمليات وتكون ثأر للمهندس،في البداية نقوم بعملية بتنفيذ محمود ومسلمة .
مسلمة :وإحنا مستعدين يامحمد وكل شيء بيهون من أجل الله عز وجل ووطننا .
محمد :الله يرضى عنكو ياشباب ..طيب راح نحدد موعد للعملية .
وحيد :أنا أقترح إنو الشباب يقومو فيها يوم الأحد لأنو بيكونو طالعين من الاجازة على الشغل ويكون في ملهى في تل أبيب .
محمد : إيش رأيكو ياشباب في اللي حكاه أخونا وحيد .
محمود :ماشي يامحمد المكان مناسب وإن شاء الله بتسمعوا أخبار بتسعدكو .
المشهد الثاني
(يجسد المشهد بشاكلة شاشة التلفاز يتوسطها المذيع )
(مشهد يجسده قوة لا إله إلا الله بعلو رايات الاسلام والنصر المبين والحق المتين )
مذيع الجزيرة :أعزائنا المشاهدين نقدم لكم نشرة الأخبار ونبدأها بالخبر العاجل الذي جاءنا من فلسطين المحتلة ،فهناك تفجير في باص في مدينة القدس المحتلة والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً واصابة مائتي شخص ولقد تم استشهاد منفذي العملية وهما "محمود سامي ومسلمة المصري".
وقد تبنت كتائب القسام العملية وصرح منفذا العملية عن عزمهما في شريط خاص بالجزيرة سيتم عرضه عقب النشرة .
ومعنا الآن على الهواء مباشرةً المتحدث باسم حركة حماس الدكتور محمد
المذيع :هل فعلاً تبنت حركة حماس العملية وما رأيك فيها وهل هي مناسبة في هذا الوقت الذي تتأزم فيه الأوضاع بينكم وبين اسرائيل ؟
د.محمد :بسم الله الرحمن الرحيم ،في البداية أهنئ أبنا شعبنا الفلسطيني بمناسبة العملية
وعن سؤالك بالنسبة لتبني حركة حماس العملية فما دام كتائب القسام أعلنت مسؤليتها فالعملية للقسام وللشعب الفلسطيني اجمع .
(هل هي مناسبة) ياأخي العزيز الاحتلال لا يحترم القوانين ولا الاوقات ولا يقدر الانسان فهو احتلال وسيلاقي شارون حتفه في فلسطين على الأيدي القسامية المتوضئة بإذن الله .
المذيع :المتحدث الرسمي لحركة حماس شكراً جزيلاً لك.
أما الآن فمعنا على الهاتف رئيس شئون المفاوضات، سمعت عن العملية
فما هو رد السلطة الرسمي على العملية ؟
أ. عماد: العملية تضر بالمصالح الوطنية وتضر بالشعب الفلسطيني ونحن ندين العملية بشكل رسمي .
المذيع : أ. عماد وزير شئون المفاوضات شكراً جزيلاً لك.
المشهد الثالث
(يجسد المشهد في منزل محمد وهو يشاهد الموجز)
(مشهد ينسجه صبر وعزيمة وإيمان شباب المقاومة الفلسطينية)
(فيسمع محمد بالخبر ونجاح العملية فيسجد لله حمداً وشكراً ويتوجه له بالدعاء)
محمد :اللهم خذ من دمائنا وأجسادنا وشبابنا وارحم شهدائنا وأدخلهم فسيح
جناتك ، آمين يارب العالمين
المشهد الرابع
(مشهد يجسده لحظات وداع أم مؤمنة لابنها )
(فيقرر محمد السفر إلى مصر لإحضار بعض الأسلحة ويقبض عليه )
نشاهد على المسرح أم يوسف تقبل ابنها لوداعه
أم يوسف :والله محمد محبوب ومطيع وكان متزوج وطلق زوجته من أجل فلسطين وعمره حالياً 31 عاماً .
المذيع :بتزوريه ياحجة ؟
أم يوسف والله يا ابني اللي أربع سنين ما زورتو وحارمينهم من الأكل والشرب كمان .
المذيع :إيش بتحبي تقولي للأسرى والمسؤلين والشعب الفلسطيني ؟
أم يوسف :أقول للأسرى اصبروا وان شاء الله الفرج قريب انتو الرجال انتو الشباب ، وبقول للمسؤلين اتقوا الله واستحوا من الله حرام عليكو .. حرام عليكو .. مش انتو فلسطينيين ومسؤلين ؟متعملو إشي عشان هالأسرى ..
ولكن بقول ملناش إلا الله حسبنا الله ونعم الوكيل .....
وبقول للشعب الفلسطيني كونوا مع الأسرى بقلبكم وعقلكم ، وشكراً إلكم يا ابني ..
الفصل الثالث
المشهد الأول :
تعقد محكمة إسرائيلية من أربعة قضاة فيوجهون إليه التهم من ضمنها أنه أرهابي وأنه
مخطط للكثير من العمليات منها عملية تل أبيب وقتل جنود إسرائيليين وغيرها..
( يكون حسن جالس مبتسم شامخ الرأس واثق من نصرة الحق )
فيحكم عليه بالسجن 32 مؤبد و345 سنة
القاضي : هكمت المهكمة هضوريا علي المتهم حسن سلامة بالسجن مدة 32 مؤبد مع الأشغال الشاقة ..
" هنا ينادي النشيد أخي أنت حر وذلك من خلف الستار "
المشهد الثاني
ام يوسف : الله يفك أسرك وأسر كل المعتقلين والله يفرجها عليك ويحننها عليك ..
" ويزورها كل من محمد وأحمد ووحيد ليطمئنوا عليها "
وحيد : كيف حالك يا خالتي وأيش أخبارك ؟؟؟
أم يوسف : منيحة يا ابني ، الله يرضي عك ويحرسكو ويخليكو لأمياتكم .
محمد : إحنا يا خالتي سمعنا أنو " حسن " بخير وكويس ، إن شاء الله بسمحولك تزوريه .
أم يوسف : إن شاء الله يا ابني ... إن شاء الله
المشهد الثالث :
مشهد يجسده أمل ينتشر بكل الأنحاء .. وأنفاس تتنهد بثقلان .
تتنهد بصبر ممزوج بالحيرة والآمال ...
( فينما أم يوسف جالسة تستمع إلي الراديو فإذا بإحدي الإذاعات تعلن قرار الأسرى بإلاضراب المفتوح عن الطعام حتى الاستجابة لمطالبهم ....)
" من وراء الستار يتحدث الممثل بدور المذيع ويظهر للمشاهدين الصوت وكأنه من الراديو "
المذيع : أعزائنا المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نتيجة غطرسة الاحتلال وسوء معاملته لأسرانا البواسل فقد قرر الأسرى أن يقوموا بإضراباً مفتوحا عن الطعام " سعيا " لتحقيق مطالبهم العادلة ..
وها نحن نستقبل مشاركاتكم ومساندتكم لأسرانا الأبطال ..
ومعنا أول مشاركة .. السلام عليكم ؟
المشاركة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. في البداية أحييّ أولئك الرجال ..الرجال القابعين خلف زنازين الغطرسة والعربدة الصهيونية وأخص منهم المجاهد حسن سلامة مهندس عمليات الثأر المقدس وكل المجاهدين الأفذاذ .. وأقول لهم " أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" تستمع أم يوسف البرنامج فتقوم بالاتصال والمشاركة "
المذيع : معنا مشاركة أخرى .. السلام عليكم ..
أم يوسف : وعليكم السلام ورحمة الله .. الله يعطيك العافية يا ابني ، أنا والدة الأسيرين حسن وأكرم سلامة ..
المذيع : حيّاك الله يا أم المجاهدين ، هل لك أن تحدثينا عن حسن ؟؟؟
أم يوسف : والله حسن محبوب ومطيع وكان متزوج وطلّق زوجته وترك أهله من أجل فلسطين وكان في بداية شبابه
المذيع : بتزوريه يا حجة ؟؟؟
أم يوسف : والله يا بني إليّ أربع سنين ما زرتو لا هو ولا أخوه ، وحارمينهم من الأكل والشرب كمان ..
المذيع : إيش بتحبي تقولي للأسرى والمسئولين والشعب الفلسطيني ؟؟؟
أم يوسف : أقول للأسرى اصبروا وإن شاء الله الفرج قريب انتو الرجال ، إنتوا الشباب ..
وبقول للمسئولين : اتقوا الله واستحوا من الله حرام عليكو ...مش انتو فلسطينيين ؟؟ اعملوا إشي عشان هالا سري ..
ولكن بقول ملناش إلا الله " حسبنا الله ونعم الوكيل"
وبقول للشعب الفلسطيني كونوا مع الأسرى بقلبكم وعقلكم وشكرا إلكو يا إبني ..
المشهد الرابع :
مشهد يجسده قساوة الأغلال ورنين الزنازين .. وغلبة الإيمان في كل الأحوال
فقلب حسن المؤمن جعله لا يركع سوي لخالقه المولي عز وجل ..
** فبينما حسن قابع في سجون الاحتلال ، مقيدا بالأغلال... يفتح عليه الستار ..وهو واقف في السجن ، يثبت يداه المقيدتان بالأغلال بعيدان الحديد المتينة.. ويدرك أن الله هو الأكبر فلا يسمعه إلا أن يدعو لربه كما دعا النبي صلي الله عليه وسلم _ عند عودته من الطائف قائلا :**
حسن
" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي ، وهواني علي الناس ، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربي إلي من تكلني ؟؟ إلي بعيد يتجهمني ؟! أم إلي عدوٍ ملكته أمري ؟؟؟؟ إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسعُ ليّ ، أعوذ بنور ِ وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلحَ عليه
أمر الدنيا والآخرة ، من أن ينزل بيّ غضبك أو يحل عليّ سخطك ، لك العقبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك "
الفصل الرابع والأخير :
" مشهد صامت يتخلله موسيقي حزينة تحمل في طياتها
كل معاني الآسي والمرارة النازفة بالإضافة للأشعار "
يجسد هذا المشهد عيون تخط الأحزان وتصور الغالي بذكري تهزم النسيان ، وقلب يصعد منه هشيم يوقد ،لتذرف العيون دموع الفراق بضجة الآفاق ، وموجة الأحداق وحسرة من الأعماق ..
في هذا المشهد لحظات سكون يملؤها ضجيج دقات الساعة .. لحظات تركت قلوبا تعيش الخشوع وترجف حزنا بصوت خنوع ...
دموع تنزف بدون انقطاع .. عيون تكره الوداع تعيش علي الآمال..تنتظر ولا تكن.. تنتظر ولا تمل ..
وينمو الأمل
عودة إلي البيت الحاني الذي تملأ جدرانه صور حسن الغالي ,,فبينما نري أم يوسف تجلس في غرفة يتردد صداها بين الأعمدة .. غرفة فارغة..فتلك الأم وحيدة ولليلها مسرحا للتفكير بيوم رجوع ابنها ..
فبينما هي جالسة وسط الغرفة تتأوه وتبكي لحرقة الفراق ، تضع يدها علي خدها ..
فيدخل عليها البطل ويحتضنها بحرارة الشوق ،
ويقبّل جبينها وكفيها ، ويستقبل رضاها ، فتخر ساجدة لمولاها شاكرة لنعمته ..
وتنتهي المسرحية بسجود ورضا وابتسامات ويغلق الستار ...
ويفتح الستار بقدوم الأبطال ليعرفوا الجمهور بأنفسهم
وشخصياتهم الفنية ..
ويغلق الستار مرة ثانية ...
للتنويه : بطل مسرحيتي لم يخرج من السجن
ولكني أردت النهاية هكذا لتكون فأل خير بإذن الله
الأسماء مستعارة كأسمائنا ما عدا إسم المهندس يحيي عياش
القصة مكتوبة كما حدثت مع تغيير في بعض الأمور
تأليفي وسيناريو وحوار / ميـــسون
صيحيح مكتوبة باللهجة الفلسطينية العامة
تنـــويه :هذا أول عمل اكتبه وقد كان بالعام2000
وقد نشرتها على العديد من المواقع
لا أبحث عن الفــوز بقدر أن يقرأها الجميع