تحذير النساء من شياطين الإنس الأخفياء
نختلط بالناس ونتعامل معهم على أساس ما يصدر عنهم من أفعال وما ينتج من استجابات و أيضاً وفق أسس للفضيلة ومعايير أكتسبناها عند ممارستنا للحياة
بجميع صنوفها ومعايشتنا للواقع بكل معطياته ، فنندفع للتصرف على سجيتنا ودون تحفظ مع أشخاص نظن بهم الكمال الإنساني ، بغض النظر عن أولئك الذين يتسمون بالخبث البشري الذين يظهرون ما لا يبطنون ، لأن هؤلاء محيطهم محدود وتأثيرهم يكون ضمن فئة معينة ولا يتصدرون قمة من قمم الفضيلة يأوي إليها من ألمت به حاجة ..
هذا الصنف يكون جلياً لبعض من لهم فطنة لمعرفة تعابير الوجه وفق كل موقف .
ولكن أقصد أولئك الذين نتخذهم قدوة وننشد فيهم الكمال ونذكر فيهم قول الله تعالى ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )الكهف الآية 28
فنحن نظن فيمن حفظ القرآن الكريم الورع المنزه عن الزلل ..كيف لا.. وقول الله تعالى : ( إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم )
ونرى فيمن يحافظ على صلاته ويحرص عليها الفضيلة والنزاهة لأننا نذكر قول الله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ..)
نأخذ دور المظلوم الذي ضُرب بثقته عرض الحائط في غفلة حسن الظن بمن لبس رداء الفضيلة ،ونكيل لمن خان الثقة السباب والشتائم ونحمله ذنب الخطيئة كاملاً .
والحقيقة أن العبء يقع على الجانبان كلاً بحسب موقفه من الواقعة لعدم الألتزام بهدي الكتاب والسنة :
ــ لمن ترك المرأة في خلوة مع رجل مهما كان نوع هذه الخلوة فهى تؤدي إلى نفس النتيجة ..
ــ ولمن وجد نفسه في هذا الوضع ولم يترك المكان لينجو بنفسه من شراك الشيطان اللعين ..
فهناك من يقع عليه أكبر اللوم لأن لديه استعداد للوقوع في الخطأ لأنه عالم وله دراية بخطورة الموقف ،فهو وقوع متعمد في الخطأ بسبق الإصرار والترصد لأن باستطاعته وضع الشروط لحمايته من الزلل أو يترك ...!
وهو موضع ثقة فالعامة معظمهم لا يفقهون مثل هذه الأمور ، أضف إلى ذلك أنهم يرون في الشخص الملتزم بتعاليم الدين الإنسان المثالي المنزه عن الخطأ،
وهذا خطأ ولكن من ينبههم إلى هذه الحقيقة ...؟؟
الآيات والأحاديث صريحة وكثيرة في منع الخلوة لمن أراد أن ينأى بنفسه عن المهالك ..
ونحن ننسى أن الله عز وجل لم يحدد فئة معينة من البشر معصومة من الزلل (عدا الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم ) فالنهي عن الاختلاط أو إنفراد المرأة برجل أجنبي من غير محرم مدخل من مداخل الشيطان لا تؤمن عواقبه ، والتساهل في منح المرأة بعض الحريات دون رقابة أكبر خطأ يرتكبه أولياء أمور النساء ثم نأتي ونلوم الشخص الذي ظننا به الخير وخانه .
والبشر أصناف تجد الفطن والساذج والغافل والجاهل واللعوب ..
فقد يتم استدراج المعالج للوقوع في الخطأ مع أخذه للحيطة ..
وعندما يلجأ النساء أو يلجأ بهن أهلهن إلى المعالجين فإنهم يضعون أمامهم ما ألم بهم من مصاب ويتلاشى ما يجب أن يكون معه من محاذير وضوابط شرعية وأمنية ، كما أنهم مقيدون بفروض الامتنان والعرفان للمعالج فلا يجدون حرجاً في منحه الثقة العمياء وإجباره عليها .
والحقيقة إن وقوع شخص نظن به الفضيلة في الزلل يجعلنا نصاب بالرعب ونفقد الأمن وتنعدم الثقة فيمن حولنا ..
فمعظمنا لا يوجد لديه مرونة لتقبل هذا الواقع
فقد تم تقسم البشر في مخيلتنا
فعلقنا الفضيلة على أشخاص نظن بهم التقوى والصلاح ..لا يصح في حقهم الخطأ ..
والرذيلة تم تعليقها على من أتسمو بسوء الأخلاق .. لا يمكنهم الرجوع عن الخطأ ..
وبقى الوسطيون المذبذبون بين الفضيلة والرذيلة ..
وهم الصفة السائدة الذين تقع عليهم المفارقات العجيبة ..
الآن و مع الإنتشار الرهيب لوسائل الإتصال و سهولتها و تنوعها أنتشرت الكثير من المفاسد فلا حول و لا قو ة إلا بالله
و ليست المشكلة فيما أسلفت فالأمر لايخص الناس العاديين و لكن الأمر يخص من لبسوا رداء التدين و الورع و التقى و تصدروا لقضاء حاجات الناس و لن أبتعد كثيراً فما يخصنا هو عالم الرقية الشرعية ..
و من خاضوا هذا المجال و عاثوا فيه فساداً ..
غالباً قد يحصل تجاوزات من الدكتور و الطبيب النفسي و المعلم و غيرهم لكن هؤلاء الحذر منهم وارد و معروف ..
لكن المشكلة فيمن تظاهر بالورع و التقوى و بالسمت الإسلامي هؤلاء من يجب التحذير منهم بشكل خاص لأن الناس يعتقدون بنزاهتهم فلم يقومواتجاههم بأي إجراء و هكذا تقع المأساة ..
كثيراً دخلوا مجال الرقية طمعاً في المال و طمعاً في إشباع شهواتهم الحيوانية ..
و بهذا سببوا للناس أضراراً مادية و أضراراً نفسية معنوية و أجتماعية و أضراراً عضوية و أضراراً تمس العرض و الشرف ..
هناك مصيبة أخف من مصيبة فمصيبة الطمع أخف من المرض و المرض أخف من المرض النفسي و المشاكل أخف من مس العرض و الشرف
نرى أن كثيراً ممن يلجأون للرقية هم النساء و هم الأكثر عرضة لهذا الداء العضال ..
لذا ننبه كل أخت و كل أم و كل أب عليكم بالحذر الحذر من كل الرجال دون إستثناء فهناك من يدسون السم في الدسم ..
هناك من يتظاهرون بالورع و الدين و يتحينون الفرص للإنقضاض على فريستهم و وسائلهم تختلف و تتنوع
فالمرأة تلجأ إلى الراقي و هى تعاني بسبب السحر أو المس من مشاكل مع زوجها ليتحول المعالج بقدرة قادر إلى مصلحاً إجتماعيا و يطلع على خصوصياتها و ينقض عليها مستغلاً نقاط ضعفها و إهمال زوجها لها وحاجتها النفسية
فتقع المرأة ضحية إهمال زوج متهاون و جشع معالج شهواني
و هناك مريض النفس من أستغل هذا المجال ليتربص بالأخوات اللاتي يعانين من المس و تحصل لهن تحرشات ورغبات لا تستطيع السيطرة عليها فيتسلل من خلال هذا الأمر ليكون شيطان الأنس المنافس لشيطان الجن على هذه المسكينة
أنتبهوا و لا تتركوا النساء يذهبن للمعالج وحدهن و لا أن يتواصلن معهم بأي شكل من الأشكال و ليكن المحرم هو الوساطة إذا لزم الأمر
أنتبهوا قبل فوات الأوان و لا تثقوا في أحد مهما بلغ ورعه
تعاملوا من كل معالج أوغيره أنه مجرد رجل فقط
كتبته أم سلمى