بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد 28 من مجلة الراصد الإلكترونية وهي مجلة متخصصة بشؤون الفرق من منظور أهل السنة والجماعة ، و تنتهج مجلة الراصد منهج الحوار والمناقشة الهادئة مع التركيز على الجانب العلمي والبعد عن اللغة الهجومية ، ومن أهم مجالات إهتمامها الجوانب الفكرية والسياسية والتاريخية للفرق مع العناية الشديدة بواقع الفرق اليوم .
واشتمل العدد 28 على عدد من الموضوعات الهامة منها :
- رسالة لأهل السنة .
- تعريف بالحزب الجمهوري بالسودان ومنهجه الباطني .
- ملف عن جماعة الأحباش واغتيال الحريري .
- موقف الإمام الطاهر بن عاشور التونسي من الشيعة .
- شيعة الكويت والطعن بالمقدسات .
وغيرها من المواضيع والمتابعات لما نشر في الصحافة هذا الشهر من مقالات متعلقة بالفرق . ويسرنا أن نقدم لكم ملف الأحباش واغتيال الحريري : ملف : الأحباش وقتل الحريري جاء الكشف عن تورط المسؤول الأمني لجماعة الأحباش في مقتل رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري كما بين ذلك تقرير اللجنة الدولية ليسلط الضوء على هذه الجماعة الضالة والمنحرفة عقائدياً وسياسياً . وقد سبق للراصد أن تناولت بالتفصيل عقائد وأفكار ونشأة هذه الفرقة الضالة في العددين 14و 17 وسنتناول في هذا الملف المحاور التالية :
· الحريري وسوريا .
· دور الأحباش في اغتيال الحريري .
· نبذة عن دور سوريا في رعايتهم في لبنان في الوقت الذي لا يتواجدون فيه في سوريا!
· جرائمهم السابقة .
· كذبهم في اعتبار أنفسهم الصوت المعتدل مقابل الإسلام السياسي و الوهابي .
الحريري وسوريا :
من المعلوم أن رفيق الحريري كان من أقوى القيادات السنية السياسية في لبنان وذلك لاستغنائه عن القيادة السورية بثرائه المالي من جهة و علاقاته الراسخة مع الحكومة السعودية و التي تمثل العمق السني ، وهذا ما جعل من العلاقة بين الحريري من جهة وسوريا وأعوانها في لبنان من الأحباش و الشيعة والنصارى وغيرهم من جهة أخرى علاقة متوترة دوماً مع أنهم يحاولون أن لا يظهر هذا التوتر على السطح . وبسبب هذا كان الأحباش وغيرهم يجاهرون بالطعن والشتم للحريري كزعيمهم نزار حلبي وغيره من قياداتهم ، مع إعلان الولاء لسوريا في كل مناسبة وذلك في محاولة لجعل سنة لبنان تبعاً لسوريا ومن ذلك ما نشروه في مجلتهم" منار الهدى" : من أن يد حافظ الأسد أنقذت لبنان من الاحتراق ، مع وصفهم له بصاحب اليد البيضاء ! في العدد 40 صفحة 39 . وأيضاً لا ينسى أهل بيروت " الغضبة المضرية" لسوريا و التي عبر عنها الأحباش بمظاهرة بالسواطير في عام 2001 رداً على المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان ! ولذلك لما فاض الكيل بسوريا من الحريري ومعارضته لها ورفضه لتنفيذ مخططاتها الخاصة في لبنان والتي لم تأت بخير مطلقاً فلا السلم والوئام حل بلبنان ولا هم شاركوا بالدفاع عن لبنان ضد غزو إسرائيل لها ولا رعوا الأمن للناس بل كانوا سبب النهب والفساد ورعاية المخدرات والتهريب !! فكان لابد من " تكسير لبنان على رأس الحريري " كما شهد الشهود على بشار الأسد ( من تقرير ميليس ) . وتم تدبير عملية قتل الحريري وكان يجب أن تلصق التهمة بالسنة فالمقتول منهم والقاتل كذلك ! ومن أجل هذا فبرك شريط أبو عدس السني الفلسطيني الضحية المسكين وأيضاً أوكل التنفيذ للأحباش السنة مع وجود الكثير من عملاء سوريا النصيرية البعثية في لبنان . دور الأحباش في قتل الحريري :
والذي أعلن عنه للآن من دور الأحباش في قتل الحريري هو ما يلي :
- تم شراء 10خطوط هاتفية مسبقة الدفع بهويات مزورة من مخزن في مدينة طرابلس يملكه عضو نشيط في جماعة الأحباش على صلة جيدة بأحمد عبد العال ( تقرير ميليس فقرة 146) .
- أحمد عبد العال مسؤول العلاقات العامة والعسكرية والإستخباراتية للأحباش كان على اتصال مباشر مع عدد من الشخصيات المهمة في اغتيال الحريري في وقت الاغتيال وبعده بقليل مثل :
· إميل لحود الرئيس اللبناني .
· ريمون عازار بالجيش اللبناني .
· مصطفي حمدان رئيس الحرس الجمهوري .
· العميد رستم غزالة رئيس المخابرات السورية في لبنان .
· جهاز أمن الدولة اللبناني .
· وغيرهم من الشخصيات الأمنية .
كما أنه تلقى اتصالات من كبائن الاتصالات التي اتصلت بقناة الجزيرة ووكالة رويترز بخصوص الاغتيال .
كما أن له شقيقاً برتبة عقيد في الحرس الجمهوري .
وكان قد حاول إخفاء معلومات عن لجنة التحقيق بخصوص مصدر هاتفه الخلوي.
وأيضاً حاول تضليل التحقيق من خلال إعطاء معلومات كاذبة عن أبو عدس .
- هناك صلة بين أحمد عبد العال ومخزن أسلحة اكتشف في جنوب بيروت في تموز 2005 . ( تقرير ميليس الفقرات من 192 -201 )
وقد تم القبض على الأخوين عبد العال بعد أن وجه القضاء اللبناني لهم تهمة المشاركة في اغتيال الحريري يوم 26/10/2005 . نبذة عن علاقة الأحباش بسوريا :
والحديث حول هذه العلاقة يطول و لا يمكن تفصيله هنا لكنا نستعرض أبرز معالمه وهي :
- في عام 1983م استولى الأحباش على رئاسة جمعية المشاريع التي تأسست عام 1930 م بعد أن تنازل عن رئاستها الشيخ أحمد العجوز للأحباش .
- وفي هذه الفترة 1983م كانت الكلمة العليا في لبنان لسوريا كما هو معلوم والتي كانت قد قضت على كل المعارضين لها في لبنان أو سوريا،كما أن الحبشي كان يعارض قتال الجيش السوري في شمال لبنان ولذلك لا يمكن أن يبرز هذا التوجه إلا ضمن صفقة مع سوريا في ذلك الوقت .
- وتظهر ملامح هذه الصفقة في تزايد قوة هذا التيار وتصادمه مع المرجعية السنية الحقيقية كدار الإفتاء و تجاوزه بل لقد استولى الأحباش على بعض المساجد التابعة لدار الإفتاء وطردوا الموظفين منها ، وقد طالب مفتي لبنان الشيخ رشيد قباني بعودة هذه المساجد بعد زوال قبضة سوريا وكشف دور الأحباش في قتل الحريري .( جريدة الحياة 26/10/2005 )
- بل لقد طمع الأحباش في منصب مفتي لبنان ودخلوا في صراع مع المفتي السابق الشيخ حسن خالد رحمه الله انتهى بقتله وذلك بعد أن أذنت سوريا بالطبع ،ويتهم الأحباش بقتله كما يتداول سكان بيروت ، وقد رشحوا لذلك زعيمهم نزار حلبي ولم ينته هذا الترشيح إلا بقتله من قبل عصبة الأنصار .
- ومن أكبر مظاهر تبعيتهم لسوريا مقالاتهم في مجلتهم "منار الهدى " التي تكيل المدح بلا حساب للأسدين وسوريا و الجيش السوري بل لقد قالوا :" إن ما يريده القائد الكبير حافظ الأسد هو برنامجنا السياسي ...." قاله عدنان طرابلسي من كتاب : الأحزاب والحركات و الجماعات الإسلامية 1/717.
- وكذلك يقوم الأحباش بالاحتفال بكافة المناسبات الوطنية السورية ويزورون كبار المسؤولين السوريين بشكل دوري .ومجلتهم شاهدة على هذا .
- عداؤهم لكل التيارات و الجماعات الإسلامية مع حسن علاقاتهم بكل الموالين لسوريا في لبنان من أمل وحزب الله والرئيس اللبناني المسيحي كائناً من كان ورئيس الوزراء إذا كان من الموالين لسوريا ، ولذلك يتواجد دوماً مندوب عن الرؤساء الثلاثة في كافة نشاطاتهم .
- وهنا قضية غريبة وهي مع كل هذا فالأحباش لا وجود لهم في سوريا !!؟ وهذا يؤكد أن الأحباش لعبة سورية تستخدمها لمصالحها الخاصة .
- وأخيراً ما كشفته لجنة التحقيق من التبعية لسوريا في تنفيذ اغتيال الحريري والتي لا يمكن أن تصل لقتل رئيس حكومة لولا سلطة الأمر للآمر على المنفذ. من جرائمهم السابقة :
لم تكن هذه أول جرائمهم بل لهم تاريخ طويل من الجرائم منها :
- قتل مفتي لبنان السابق الشخ حسن خالد بعد صدامه مع سوريا والأحباش.
- يتهمون بقتل الشيخ د.صبحي الصالح .
- قتل الشيخ أسامة قصاص .
- قتل الشيخ زهير جنين.
- الهجوم على بعض المساجد وقتل المصلين وهم يصلون .
- الاستيلاء على بعض مساجد الأوقاف في بيروت .
- الهجوم والطعن والتكفير لشيخ الإسلام ابن تيمية وسيد قطب والقرضاوي وفتحي يكن وسيد سابق وخالد الجندي وعمرو خالد . كذبهم في ادعائهم الاعتدال :
الأحباش كانوا يدعون أنهم الخط الإسلامي المعتدل في مواجهة الدعوة السلفية والجماعات الإسلامية التي يسمونها الإسلام السياسي ، وقد تحالفوا مع بعض الدول العربية للقيام في وجه هذه الدعوات .
ولكن تاريخهم ومنهجهم قائم على الانتهازية فهم يتلونون مع كل دولة يتواجدون فيها فهم في لبنان ضد السلام مع إسرائيل ومع القيادة السورية ذات الخطاب الثوري التلفزيوني وفي الأردن مع الحكمة الملكية في السلام مع إسرائيل !!!
وعلاقتهم بالأنظمة العربية علاقة مريبة تقوم على خدمة النظام ولو على مصلحة الدين مع بقاء الولاء للمركز في لبنان الذي يسيطر عليه السوريون وهذه نقطة يجدر بالدول العربية الانتباه لها فولاء الأحباش كالشيعة عابر للقطريات ومرتبط مالياً بالنبع و المركز في بيروت .
وكيف يصح لهم دعوى الاعتدال وهم يمارسون العنف بكل مستوياته اللفظية بالتكفير و التخوين للأفراد والعلماء والجماعات والدول ، و الضرب للمخالفين والاستيلاء على المساجد بالقوة والاعتداء على المصلين ، وصولاً لقتل المفتي والدعاة ثم الحكام ورؤساء الدولة !!!
وفي الختام هذه بعض خبايا هذه الفرقة المنحرفة والتي نتوقع أن تسير في أحد طريقين :
الأول : الضعف والتهميش و الزوال بعد رفع الغطاء عنهم ورفض المسلمين لباطلهم .
الثاني : تغيير الولاء من سوريا لغيرها وتأجير نفسها لضرب الدعوة الإسلامية .
ولذلك فالواجب على أهل السنة انتهاز الفرصة من ضعف وتخبط هذه الفرقة بتعرية أفكارها وبيان حقيقة عمالتها ودورها المشبوه قبل أن تتحالف مع قوة جديدة تحميها .
من المصادر في إعداد هذه الدراسة :
1. تقرير ميليس .
2. كتاب الأحزاب و الحركات والجماعات الإسلامية . إصدار المركز العربي للدراسات الإستراتيجية .
3. مجلة الشراع عدد 574.
4. موقع مكافحة الأحباش .
مجموعة من المجلات والجرائد .