السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة ..وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
...إحبتى فى الله ..لقد إستوقفنى الحديث حول الرقية وما يتضمنه من رؤى حول إصطحاب الرقى برقيته وما يمكنه من ذلك العمل بعد حُسن التوكل على الله ...
لما ثبت في الصحيحين ( أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفدوا على حي من العرب فلم يقروهم ( أي : لم يضيفوهم ) ولدغ سيدهم وفعلوا كل شيء ؛ لا ينفعه , فأتوا الوفد من الصحابة رضي الله عنهم فقالوا لهم : هل فيكم من راق فإن سيدنا قد لدغ ؟ فقالوا : نعم , ولكنكم لم تقرونا فلا نرقيه إلا بجُعْلٍ ( أي : أجرة ) فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم , فرقاه أحد الصحابة بفاتحة الكتاب فشفي فأعطوهم ما جعل لهم فقال الصحابة فيما بينهم : لن نفعل شيئا حتى نخبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا المدينة أخبروه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : قد أصبتم ) رواه البخاري (2115) ، ومسلم (4080) .
إن الرقية هنا أتت بشرط .. ولو إتفقنا حول سبب تقديم هذا الشرط لوجدناه هو عدم إستظافة القوم لهم .والشرط هنا جاء للحصول على اجر الرقية ( مُسبقاً ), مع العلم إن الرقية هى دُعاء وطلب الشفاء من الله , ولكن يتضح لي فى هذا السياق بإن الامر بات شبه محسوم بالنسبة للراقى حول رقيته حتى أقدم على شرطه هذا ..وإن كان فى نظره إنتقاص حقهم بالضيافة , ...فإن الامر هنا وإن أخذ سبيل المقايضة والتى هى تعود للنفس البشرية وأحوالها ما بين البشر ,فيبقى الامر الذى هو فوق قدرة البشر ..وهو حصول المُراد ....كيف وإن الراقى وطالب الرقية هدفهم واحد يجتمع فى توفر (الشفاء) وزوال العلة ...وليس المقصود بالرقية هو قراءة القراءن فقط ... ..و لم يتضح لي بأن هذا الراقي اقدم على هذا الشرط بسبب غروره بنفسه او تجاهله بمن هو الشافى الحقيقى !! بل لانه متيقن برب العزة وبمعونته له فى رقيته لهذا الشخص... كيف وهو رقى بسبع المثانِ وهى فاتحة الكتاب . ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ).المائدة