بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العلمين
امابعد:-
انقل لكم الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة من كتاب
بلاد الحرمين الشريفين والموقف الصارم من السحر والسحرة
تأليف
فضلية الشيخ أ. د عبد الله بن محمد الطيار حفظه الله
أستاذ الدراسات العليا بجامعة القصيم
قرأه وعلق عليه ووضع مقدمة له
تقديم فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله
الجراء الذي يتحدث عن
الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة
يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (المعجزة هي ما يعم كل خارق للعادة في اللغة، وعرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل وغيره ويسمونها الآيات.
لكن كثيراً من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما؛ فيجعل المعجزة للنبي، والكرامة للولي، وجماعهما الأمر الخارق للعادة([158]).
ويقول المازري: (والفرق بين السحر والمعجزة والكرامة أنَّ السحر يكون بإعانة من الشيطان على أن يقوم الساحر بأقوال وأفعال فيتم له ما يريد. والكرامة لا تحتاج إلى ذلك بل تقع غالباً اتفاقاً.
والمعجزة تميز عن الكرامة بأنها تكون لتحدي المكذبين([159]).
وقال ابن حجر: (ونقل إمام الحرمين الإجماع على أن السحر لا يظهر إلا من فاسق، وأن الكرامة لا تظهر على فاسق).
وقال ابن حجر أيضاً: (وينبغي أن يعتبر بحال من يقع الخارق منه فإن كان متمسكاً بالشريعة، مجتنباً للموبقات فالذي يظهر على يده من الخوارق كرامة، وإلا فهو سحر، لأنه ينشأ عن أحد أنواعه كإعانة الشياطين)([160]).
وبالجملة نقول: (إذا كان الإنسان واقعاً في المعاصي، غير ملتزم بالكتاب والسنة، فما يحدث له من قبيل هذه الأمور ما هو إلا استدراج، أو من أعمال الشياطين وسببها ارتكاب المنهيات، ولا يمكن أن تكون المنهيات سبباً لكرامة الله.
هذا في حالة ما إذا كانت لا يستعان بها على ظلم العباد أو فعل الفواحش.
أمَّا إن كانت ممن يستعين بها على الظلم وإيذاء العباد فهي من أعمال الشياطين. وليس ذلك من الكرامات أبداً.
فالإنسان كلما كان أبعد عن الكتاب والسنة وقريباً من المعاصي والفواحش كانت الخوارق الشيطانية على يديه كثيرة وقوية لأن الجن الذين يقترنون بالإنس من جنسهم، فإن كان كافراً ووفقهم على ما يأمرونه به من الفسق، والضلال، والكفر، والطلاسم الشركية، وامتهان كلام الله عز وجل؛ كأن يكتبه بشيء نجس أو غير ذلك من القذر والمعاصي(*)
فعلوا له كثيراً مما يشتهيه بسبب ما يربطهم به من الكفر.
والأمور السابقة على عكس الكرامة تماماً، فالكرامة لا تحصل إلا بالمحافظة على الطاعة واجتناب المعصية، وبالتقوى، والمراقبة، وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى والالتجاء إليه دوماً، وعدم الاستغاثة أو الاستعانة إلا به سبحانه ودعائه وحده لا شريك له، وتفويض الأمور كلها إليه، وحسن التوكل عليه سبحانه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والله اعلم
محبكم ابومعاذ