السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة الأولى:
يقول فيها: (-- الرقية بالقرآن وبماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية في هذا الشأن، وحصول الشفاء بإذن الله تعالى بذلك أمر ثابت وحق).
المقصود أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية بخصوص علاج أمراض الجن، أما تلاوة القرآن الكريم على المرضى فلم تثبت إلا في حديثين فقط، الأول هو الذي ذكر فيه الرقية كاملة، والثاني الذي قرأفيه المعوذات عندما سحره اليهود، مما يشهد على أن العلاج لم يكن بالدعاء المأثور فقط، بل بالدعاء بكلام الله تعالى أيضا، بل في حديث ضماد الأزدي أنه كان يعالج هذه الأدواء بالدعاء قبل الإسلام، حتى ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض عليه أن يعالجه من هذه الأدواء إلى آخر الحديث، فكان العلاج بالدعاء معروفا قبل الإسلام، فلما نزل كلام الله تعالى أخذ الدعاء من كلام الله عز وجل بركة أعلى وأفضل وأكثر فاعلية وتأثيرا، فيظل الدعاء أصل في العلاج قبل نزول القرآن الكريم، وهذا دليل أيضا أن ضمادا كان متخصصا في الجاهلة كمعالج شرعي بالدعاء كما ثبت بنص الحديث، فلما تبين له أن ما مع الني صلى الله عليه وسلم أفضل مما معه أسلم.
ثم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يلجأ فقد للعلاج بالدعاء المأثور والقرآن فقط، بل ثبت عنه أيضا أنه ضرب على الصدر، وضرب على الظهر، ,امر بالحبة السوداء و بالعجوة، وثفل في الفم، وغير ذلك مما له أدلته الثابتة، إذا شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم تعاطي الأسباب المادية إلى جانب الدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم حاشاه الله لم يحجب عنا علما، ولكن بين لنا أن لهذا الداء أسبابا للشفاء، ثم ترك لنا اكتشاف هذه الأدوي، لذلك قال: (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله)، فطالما أن لهذا الداء اسباب مادية فوجب علينا البحث والتحري عنها واكتشافها، ومن هنا جاء أهل الذكر والتخصص في هذا العلم.
فكمثال هناك من الصحابة من رقى مجنونا مكبل بالحديد، إذا فمن شدة خطروة حالته استعين بالحديد والسلاسل لتقييده وتثبيته وإلا أفسد ما حوله واعتدى على غيره، إذا فلكل حالة طريقتها في العلاج، وكلما تنوعت الحالات وكثرت الأعداد احتجنا لمتخصص في هذه الأمور يعرف أسرارها، وكيفية التعامل معها.
وتنبه إلى أن عدد الصحابة إبان حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان قليلا، بضعة ألآف معدودة، مستحيل ان يكونوا جميعا مصابين بهذا الداء، ولكن ثبت ان بعضهم كان مصابا بالمس، وعلى هذا لم كن هناك بالكثرة العددية كما هو حالنا اليوم بالملايين، وهذا السبب في أنه لم يرد أحاديث كثيرة تبين أن الني صلى الله عليه وسلم عالج حالات كثيرة كما هو اليوم.
أخبرنا المعصوم صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستصاب بأمراض الجن بكثرة، وأن هذا من خصوصيات هذه الأمة، فقال صلى الله عليه وسلم : (فناء أمتي بالطعن والطاعون) قالوا هذا الطعن عرفناه (كناية عن القتل) فما الطاعون؟ قال: (وخذ أعداءكم من الجن، وفي كل شهادة)، هذا نص عام متعلق بالأمة، وليس بأفراد منها، هذا النص يؤكد وينبئ بانتشار أمراض الجن في هذه الأمة، وأن الجن ستتسلط عليهم بالقتل بهذه الأدواء، والقتل من أشد ما تتسلط به الجن على الإنس، إذا فلا عجب ان يصاب كم غفير من الناس بهذا الداء، والضرورة تقتضي وجود معالجين بكثرة تكافئ هذا الكم الغفير من المرضى والمصابين.
سلفنا الصالح كان لهم مشاغل أهل زمانهم وقضايا عصرهم، وقضايهم تلك تختلف عن قضايا عصرنا، فنحن في عصر ذل وهوان، انتشر فيه السحرة كمخلفات باقية ومترسبة في مجتمعاتنا كنتيجة لضرب معقل الصوفية على يدي العلامة المجدد الشيخ (محمد بن عبد الوهاب)، فتزعزعت أركان الصوفية في العالم كله، كمظاهر وليس كعقيدة وممارسات سرية أو علنية، لذلك ذهب ظاهر الصوفية وبقي جوهرها وهو السحر يمارس بدون الانتماء المباشر للصوفية، أما من ذي قبل فالناس كانوا مستغرقين في الصوفية كستار للسحر، ويتم علاج هذه الأمراض بالكرامات الباطلة والمزعومة، وهي في الحقيقة كانت عين السحر، لذلك لما نشأت الدعوة الوهابية (دعوة التوحيد)، وقامت مملكة آل سعود انحسرت مظاهر الصوفية من المجتمع، كالأضرحة والمقامات وما شابه ذلك، ليظهر على السطح وجود هذا الداء الكامن بهذه الكثافة، لأن هذا الداء كان موجودا بالفعل وبكم أكبر مما هو اليوم، لكنه مستتر تحت عباءة التصوف، ويتم علاجه بالسحر على أنه كرامات، كما بينت في ماكن سابق (بسحر حبس)، فالناس مصابة ولم يتم شفاؤهم فعلا، وتحول السحرة من التستر بعباءة التصوف والزهد المزعوم إلى ممارسة السحر تحت عباءة جديدة من التدين الظاهر ومزج السحر بآيات القرآن الكريم.
هذا هو الرابط على المنتدى فراجع كلامي مفصلا، وبعده أوردت الشاهد منقولا من هناك.
http://www.ruqya.net/forum/showthrea...5&page=1&pp=10
(شاع كثيرا بين الناس أن السحرة يعالجون السحر ويبطلونه، وهذا القول مردود وباطل، فكيف للشيطان أن يصلح ما أفسده؟! بل الثابت من قول الله تعالى (قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله) أن الله تعالى هو الذي يبطل السحر، ومن زعم خلاف ذلك فقد أشرك بالله تعالى، فالسحر لا يبطل سحرا، ولكن الذي يبطل السحر هو الله عز وجل، والسحر ضرر محض لا نفع فيه، قال تعالى: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم)، فالسحر يضر ولا ينفع، فكيف يبطل السحر سحرا؟!
أما ما نراه من توقف أعراض السحر والمس، وما نظنه شفاء، ما هو في واقع الأمر إلا خدعة من الساحر والشيطان، والمريض ما يزال مريضا وبحاجة لعلاج أكثر من ذي قبل، وإليك تفصيل هذه الخدعة الماكرة:
يقوم الساحر بصنع (سحر حبس) للسحر الأول، فتتوقف أعراض السحر الأول، وتنقطع شكوى المريض، وبهذا الشكل صار المريض مصابا بسحرين، وليس بسحر واحد، فإذا جاء معالج شرعي لعلاجه سيحول السحر الثاني دون إبطال السحر الأول، وصار عليه علاج سحرين لا سحر واحد، والسبب في هذا أن خادم السحر الثاني حتما ولا بد أن يكون أقوى من خادم السحر الأول، فيقوم بأسر الخادم الأول بسريته وجنوده ليعملون تحت إمرته في تنفيذ السحر الثاني، فيتوقف شعور المريض بالأعراض الظاهرة، ولكن كما أنه هناك أعراض ظاهرة، فهناك أيضا أعراض خفية، لا يعلمها إلا خبير متمرس، حيث يقوم المعالج المختص بعمل بعض الاختبارات الخاصة، ليتأكد من خلالها من وجود جن في الجسد من عدمه).
يتبع بإذن الله في وقت لاحق