بإسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد : و لأنه ظهرت مقالة منتشرة بين عامة الناس مفادها أن تحريم المولد مرجعه دولة معينة و هاته الدولة فيها و فيها من العيوب إذن حكمها ساقط ، و للرد على هاته الفرية سنكتفي بنقل بعض أقوال العلماء المالكية المتقدمين على بدعية المولد حيث كان هؤلاء العلماء موجودين قبل وجود هذه الدولة التي يزعمون أنها مرجعيتنا في الأحكام ، و إخترت خصيصا العلماء المالكيين كون المذهب المالكي هو المعتمد في بلادنا خاصة عند المولعين بالإحتفال و إلا فأقوال العلماء كثيرة على مدار التاريخ خاصة أن أول من إبتدع هذه البدعة هم الشيعة العبيديون .
أقوال المالكية في المولد النبوي :
-1: الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي، المشهور بالفاكهاني المالكي )ت: 731 هـ
:قال: "أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المُباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه "المولد"؛ هل له أصلٌ في الشرع؟ أو هو بدعة وحدث في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مٌبيَّنًا، والإيضاح عنه معيَّنًا.فقلت - وبالله التوفيق -: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين؛ بل هو بِدعة أحدثها البطَّالون، وشهوة نفسٍ إعتنى بها الأكَّالون.....
�� كتاب: "المورد في عمل المولد"، ضمن مجموع:"رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي: 1 / 8(.
2: محمد بن محمد بن الحاج العبدري الفاسي المالكي )ت: 737هـ(:قال: "فصل في المولد: ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر: ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة"؛)
�� المدخل: 2 / 2 -10(.
3: العلامة إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي المالكي )ت: 790هـ(:قوله: ".. فمعلوم أن إقامة المولد - على الوصف المعهود بين الناس - بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة؛ فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز، والوصية به غير نافذة؛ بل يجب على القاضي فسخه... "؛ )
�� فتاوى الشاطبي: ص203(.
4: العلامة أبو عبدالله محمد الحفار الغرناطي المالكي)ت: 811هـ
(قال: "ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة؛ لأن النبي لا يعظم إلا بالوجه الذي شرع به تعظيمه.. "؛ )
�� المعيار المعرب والجامع المغرب: ص: 99 - 101(.
5: الحافظ أحمد بن عبدالرحيم أبو زرعة العراقي الشافعي )ت: 826هـ
(قال: "لا نعلم ذلك - أي: عمل المولد - ولو بإطعام الطعام عن السلف" )
�� تشنيف الآذان: ص 136(.
6: العلامة محمد بن علي الشوكاني )ت: 1250هـ
(قال: "لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوته من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال؛ بل أجمع المسلمون أنَّه لم يوجد في عصر خير القرون، ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم، وأجمعواأن المخترع له السلطان -الكردي- المظفر أبو كوكبوري بن زين الدين علي سبكتكين صاحب أربل"؛)
�� رسالة في حكم المولد، ضمن مجموع "الفتح الرباني": 2 / 1087(.
و بهذا يتبين أن نسبة تحريم المولد لدولة معاصرة هو مجرد فرية صلعاء يكذبها التاريخ الساطع بأنواره و يكذبه كلام الأئمة المتقدمين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول