مقال بعنوان " تحرش تحــت السن" مع دكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للاطفال والمراهقين
يوم السبت الموافق : 15-3-2014 / المصدر : الاهرام
------------------------------------------------
عندما قررت حنان أن ترسل ابنتها داليا ذات الخمس سنوات إلى الحضانة القريبة من منزلها
وحرصت على زيارة المكان أكثر من مرة والتأكد أنه لا يضم فى فريق العمل أى رجال.
ونبهت على إدارة الحضانة انه فى حالة الاستعانة بأى منهم ألا تترك ابنتها معهم بمفردها أبدا.
بعد عدة أشهر لاحظت الأم التغيير الطفيف الذى ظهر على سلوك داليا فهى صامتة وحزينة
وكأنها تحمل سرا لا تريد الإفصاح عنه. حاولت الأم معرفة السبب فلعله سوء معاملة
من معلمة فى الحضانة، أو مشاكسة من طفل آخر ولكن البحث لم يسفر عن جديد،
سارة كغيرها من الأمهات تعلم جيدا أن التحرش الجنسى أصبح ظاهرة تغزو المجتمع المصرى
تتعرض له الكثير من الفتيات والسيدات وللأسف الأطفال. وبفطرة الأم ورحمتها احتضنت
ابنتها وطمأنتها، وسألتها مباشرة إذا كان هناك من يتعرض لها أو يلمسها بطريقة غير لائقة
وكانت صدمتها أن الدقائق القليلة التى تترك فيها ابنتها بصحبة شخص غريب هى
التى كادت أن تتسبب فى صدمة نفسية لابنتها التى تتعرض للتحرش من بواب
العقار الذى تسكن فيه وهو أب لثلاث بنات ويعمل بالعقار منذ عدة سنوات
وعليه فلن تجد من هو أفضل منه ليصعد بابنتها من أتوبيس
الحضانة إلى منزلها فى الدور الثالث.
حنان لم تقف مكتوفة الأيدى وقررت أن تتخذ كل الإجراءات القانونية لتستعيد حق ابنتها وندمت
أنها لم تفكر فيما يمكن أن يحدث فى فترة لا تتجاوز ثلاث دقائق.
الحقيقة أن هذه الفترة القصيرة قد تكفى لحدوث كوارث فالمتحرش شخص ذكى لا يمكن أن تعتبره
مريضا وإنما يعانى بالطبع خللا نفسيا
هكذا توضح الدكتورة #هالة حماد استشارى الطب #النفسى للأطفال والمراهقين - مشيرة إلى أن
هذا الخلل نتيجة أنه لا يستطيع إقامة علاقة سوية فيلجأ إلى الأطفال لإشباع رغباته، لأنهم
أسهل فى المنال ويسهل التحكم فيهم, والمتحرش يخطط لذلك جيدا فيبدأ بعمل علاقة جيدة
مع الطفل من خلال الهدايا والمودة والحب، ويستدرجه من خلال إيهامه انه يلعب معه
لعبة سرية بينهما، فلا يجب أن يفصح عنها لأى شخص، ثم يبدأ فى التحرش التدريجى
بالطفل، والذى قد يتم فى شكل عرض أفلام إباحية على الطفل أو ملامسته أو تكوين
علاقة كاملة وحتى يتأكد المعتدى من سقوط الطفل يستخدم عدة أساليب مثـــل
التهديد بقتله أو ذويه مع إيهامه انه جزء من هذا الفعل المشين وانه السبب
أيضا لذلك وغالبا لا يستطيع الطفل أن يخبر الأب والأم لان المتحرش
أرهبه وانه إذا اخبر أى شخص فسيكذبه ولن يصدقه.
ولذا تؤكد انه يجب تصديق الطفل لأنه عادة لا يكذب فى مثل هذه الحالات
وللأسف فقد أثبتت الأبحاث أن معظم حالات التحرش الجنسى بالأطفال تكون بواسطة أشخاص
يعرفهم سواء من الأقارب أو المدربين أو المدرسين أو اصدقاء الأسرة. وهناك بعض المراهقين
يتحرشون بالأطفال ,وتعتبر "د. #هالة حماد" أن هذا نتيجة لانتشار الأفلام الإباحية
فيرغب المراهق فى تكرار ما شاهده.
« المستوى الدراسى »
------------------------
وحادث التحرش فى سن الطفولة قد تمر بسلام، وان كان هذا
يتوقف على درجة التحرش وطول أو قصر فترته توضح "د. #هالة حماد" هناك آثار قصيرة
المدى للتحرش تظهر فى أثناء الطفولة منها الاضطرابات النفسية مثل كثرة البكاء والقلق
والاكتئاب والاضطرابات السلوكية وقد يحدث تراجع فى المستوى الدراسى واضطرابات
النوم مع ميل الطفل إلى العزلة والانفراد وقد يكون فى مشاجرات دائمة مع الأهل
والأصدقاء، وإذا لم يعالج الطفل بعد ظهور هذه الأعراض عليه فيستمر
الأثر النفسى حتى سن اكبر وقد يصاب بأمراض نفسية، وقد يلجأ
إلى الإدمان لينسى هذه الأحداث، وقد يؤدى إلى الشذوذ الجنسى
فى الذكور وعلاج هذه الحالات قد يحتاج إلى سنوات من العلاج
والجلسات النفسية وليس العلاج الدوائى فقط .و تشدد
على كل أب وأم أن يكون بينهما وبين أبنائهم علاقة
آمنة وليست علاقة تبنى على العصبية والعنف
لان الطفل إذا شعر بالأمان يستطيع أن يبلغ
والديه فى حالات التحرش، وعليهم أن يعلموا
الطفل عن سن مبكر أن جسده غال،
ولا يحق لأحد أن يراه أو يلمسه .
كما تحذر من احتمال انتشار هذا النوع من الجرائم بكثرة خاصة مع انتشار الأفلام والقنوات
الإباحية، وغياب رقابة ووعى الأهل، الذين قد يتخلفون عن الإبلاغ عن هذه الجريمة بينما
يعد توقيع العقوبة على الجانى جزءا كبيرا جدا من علاج الطفل نفسيا، كما يعد الإبلاغ
عن الجانى إنقاذا لأطفال آخرين، فقد أكدت بعض الدراسات أن هذا النوع من الرجال
يعتدى على أكثر من 20 طفلا خلال مراحل حياته المختلفة.
وإذا كانت داليا قد وجدت أما واعية فإن حسين 14 عاماً الذى يتوسط أشقائه الخمسة لم
يجد ذلك، فهم يعيشون مع والديهم وجدتهم فى غرفة واحدة بالدويقة وكان عليه
أن يعمل ليساعد والده وفى عمله تعرف حسين على الأطفال «جمعه» و»رجب»
من خلال جمع علب الصفيح، وفى أحد الأيام تعرفوا على شخص اكبر منهم
فى السن وشهرته «بلية» مسجل خطر، وكانوا يقومون بجمع العلب
وإعطائها له، لكنه كان يستولى على أموالهم ووفقا لشهاداتهم التى
سجلها الائتلاف المصرى لحقوق الطفل عرض عليهم «بليه»
المبيت فى المكان الخاص به، فوافقوا ولكنهم صدموا بأنه يقوم
بالاعتداء عليهم جنسياً مقابل النوم وتحت تهديد السلاح.
وفقا لبيانات الائتلاف فإن 90% من أطفال الشوارع تعرضوا للاعتداءات الجنسية
و يتم ذلك فى المنطقة الوافدين عليها لأسباب عديدة،.
مقالة منقولة من صفحة فيس بوك دكتورة هالة حماد ( DR.Hala Hammad )