السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن تقرأ المقال
إخواني الأعزاء كل ما ستقرؤونه هنا هو خلاصة تجربتي الشخصية، ووفقا لتجاربي وأبحاثي ودراساتي في هذا الموضوع، ولا يزال عندي أكثر من هذا بكثير جدا، وقد أذكر أشياء ليس لها دليل من الكتاب والسنة، ولكن شاهدي على هذا هو تجربتي وخبرتي، والأصل في المسلم هو الصدق فيما أخبر، وعلى من يعارضني في شيء أن يجرب، أو يأتي بدليل يرد به أدلتي إن كان هناك دليل مصاحب للتجربة.
الجهاز التنفسي Spiritual system
(الصدر Thorax):
ويعد الصدر بمحتوياته كجزء من الجهاز التنفسي مصدرًا لتجميع الطاقة السحرية داخل الجسد، وتعد من أهم مصادر الطاقة السحرية المكتسبة، هذا بخلاف الطاقة السحرية الذاتية التي يتمتع بها الشيطان، والمختزنة في أماكن مختلفة من أنحاء جسده، وتكون موزعة بتناسق محكم في شتى أنحاء الجسد البشري، وبالحيلولة دون حصول الشيطان على الطاقة السحرية المكتسبة تستنفذ طاقته السحرية الذاتية تلقائيًا، حيث تشكل هذه الطاقة عامل جذب رئيسي لاكتساب الطاقة السحرية الضرورية لاستمرار فاعلية المكونات السحرية، والتي تنقاد لها الشياطين وفقًا لقوة مضمونها ومكوناتها السحرية، فبهذه الطاقة المكتسبة يتمكن الشيطان من استمرار بسط سيطرته على سائر أعضاء الجسد، ليصير قادرًا على الاستمرار في التحكم في وظائفه العضوية وفقًا للغرض الموجود من أجله داخل الجسد، مهما كان نوع هذا الغرض والهدف منه، وبدون تفعيل المكونات السحرية يفقد الشيطان السبب الرئيسي لوجوده في الجسد، وهذا ينطبق على المس بأنواعه المختلفة من اللبس والسحر والنظرة، فيستغل الشيطان الوظيفة العضوية للصدر أثناء عملية التنفس فيسحب هذه الطاقة من خارج الجسد إلى داخل الرئتين عبر المسالك الهوائية، ثم ينقلها إلى الدم
.
(الغرض من حركات جدار الصدر في التنفس هو سحب الهواء إلى داخل الرئتين، ثم طرده ثانية، والرئتان pulmones lungs هما زوج من الأعضاء يشغل الجزء الأكبر من باطن التجويف الصدري. وهما تشبهان قطعة الإسفنج _ أي زمر من تجويفات صغيرة عديدة، لا حصر لها، ذات جدر صغيرة _ وهما قابلتان للتمدد جدًا، وتتصل التجاويف التي بداخلها مع الخارج بطلاقة، عن طريق المسالك الهوائية، وتلك المسالك هي: 1_ الأنفnose والفم mouth 2_ والبلعوم أو الحلقوم pharynx. 3_ والحنجرة larynx. 4_ والقصبة الهوائية trachea. 5_ وزوج من الأنابيب يسمى بالشعب bronchi. تنقسم إليهما القصبة الهوائية، وتدخل كل شعبة في رئة، ثم تنقسم بداخلها إلى عدد كبير من الأنابيب الهوائية).()
علاقة الشيطان بالصدر:
إن الصدر موضع هام من أعضاء جسد الإنسان، فللشيطان عمل واختصاص فيه، فقد أمر الله بالتعوذ من جملة شر الوسواس الخناس وهو الشيطان، وحدد الله عز وجل موضع الوسوسة من الجسد في صدور الناس، فقال تعالى: مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس: 3، 4]، فقد حدد الصدر بوجه خاص، حيث بين أن الشيطان يلقي وساوسه ولماته في الصدر، فلم يذكر أحد أعضاء الجهاز التنفسي تحديدًا، ولكنه حدد الصدر بمحتوياته من القلب والرئتين، فالقلب هو أحد أهم محتويات الصدر، وهو الموضع الأكثر تحديدًا حيث يقذف الشيطان وسوساته ولماته، لقول رسول الله r: (إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا)،( ) وعن أنس أن رسول الله r: (إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه)،() إذًا فالصدر موضع عمل الشيطان، وإن الشرايين والأوردة هي مجرى الدماء الذي يجري فيه الشيطان، والدماء تعد الوسيط الذي يتحرك الشيطان من خلاله، وحتمًا ولا بد أن يحقق له الصدر الطاقة اللازمة لمنحه القوة على على قذف البلابل والساوس بتمكن وفي أمان تام.
وتأثير هذه الوسوسات يقع في النفس ويحركها في اتجاه المعاصي، ففي رواية قال النبي r لهما: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا)،() فالوسوسات واللمات هي دعوة الشيطان، وبها يبث الضلالات في صدور الناس، قال تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم: 22]، فالوسوسة واحدة من أهم وسائل الاتصال بين الإنس والجن، فأول من وسوس له الشيطان كان آدم عليه السلام، قال تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى [طه: 120].
لقد بين الله أن الرجس وهو من عمل الشيطان سببًا في ضيق صدر من أضله الله، قال تعالى: فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 125]، وبين الله تعالى الفارق بين صدر المهتدي وصدر الضال بأن صدر المهتدي منشرحًا متسعًا، بينما صدر الضال ضيقًا حرجًا، والسبب أن الضلالات التي يلقيها الشيطان في صدر الضال تضيق صدره، وهذا شاهد على أن هذا الضيق حقيقي وليس لمجرد التشبيه البلاغي، قال تعالى: قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [الحجر: 39_42]، فالشيطان يركز عمله في صدر الضال ويملئه بالمكونات السحرية التي تيسر له إتمام رجسه وعمله للاستمرار في إضلاله، فيصير صدره ضيقًا لا يتسع لأية هداية أو حق بسبب تمكن الشيطان من صدره تمكنًا حقيقيًا، وتسلطه على قلبه فلا يهتدي أبدًا، وهذا التمكن من الصدر لا يتم إلا بالطاقة السحرية.
أما من يرد الله هدايته فيوسع صدره بأن يفرغ منه رجس الشيطان وحظه من ابن آدم، لذلك أراد موسى الهداية من الله قبل ذهابه للقاء فرعون، وحتى يوفق في دعوته دعى ربه بأن يشرح الله له صدره تخلصًا من رجس الشيطان، قال تعالى: قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [طه: 25]، أما رسول الله فله خصوصية دون سائر خلق الله تعالى، فقد شرح الله صدره، فقال تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الانشراح:1]، وطهر قلبه من حظ الشيطان ورجسه، فعن أنس بن مالك (أن رسول الله r أتاه جبريل r وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: (هذا حظ الشيطان منك)، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه..)،()
وحظ الشيطان من ابن آدم هو نصيبه منه، ومكان حظ الشيطان من ابن آدم يقع في صدره، وفي القلب تحديدًا، وهذه العلقة موجودة في قلب كل منا، ولكن وجودها وجود غيبي فلا نراه، فنشعر بوجود أثره من وسوسات، ونؤمن به طالما ثبت عن النبي r، ولهذا من الله على النبي r فأسلم شيطانه أو قرينه فصار لا يأمره إلا بخير،
فعن عائشة زوج النبي r أن رسول الله r خرج من عندها ليلاً قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: (ما لك يا عائشة أغرت؟) فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك! فقال رسول الله r: (أقد جاءك شيطانك؟)، قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: (نعم) قلت: ومع كل إنسان؟ قال: (نعم)، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: (نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم)،() وهو ما يسمى (قرين)، وهذا ثابت من رواية أخرى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله r: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: (وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)،()
ورجس الشيطان وسحره الذي في الصدر هو السبب أن بعض حالات المس قد لا تستجيب للعلاج مطلقًا، بسبب أن الله أضلهم فتسلط عليهم الشيطان، وتمكن من صدورهم بسحره، لذلك يفشل علاجهم نهائيًا، وعلى هذا فلا يشترط أن يكون المريض مسلمًا لينجح علاجه، ولكن من الممكن إن كان غير مسلم وأراد الله له الهداية نجح علاجه، فيكون رفع رجس الشيطان من صدره بالعلاج الشرعي سببًا في انشراح صدره وإسلامه، وقد جربنا هذا ونجح بفضل الله تبارك وتعالى، فليتنبه لهذا الدعاة، وكل من عجزوا عن إصلاح أولادهم، وفشلوا في تربيتهم.
الوسوسة في اللغة: (حديث النفس. يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة..والوَسواس، بالفتح: هو الشيطان. وكل ما حدثك ووسوس إليك، فهو اسم).()
والوسوسة هي لمة الشيطان قال تعالى: مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس: 4: 6]، وأكثر وسائل الاتصال بين الإنس والجن انتشارًا على الإطلاق وأقدمها، فأول وسوسة كانت من إبليس إلى آدم وزوجه، قال تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف: 20: 21]، قال تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى [طه: 120].
عن أبي هريرة عن النبي r قال: (إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس).()
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي r: (إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه).()
عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال: فقال النبي r: (الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة). ()
والوسوسة هي واحدة من أهم وسائل الاتصال بين الجن والإنس، وواحدة من أوضح علامات المس، وغالبًا لا تخلو شكوى مصاب بالمس من الوسوسات التي تلاحقه بين الوقت والآخر، لدرجة أنها تحيل حياته إلى جحيم لا يطاق، وكذلك لا يوجد شخص خال من المس إلا ويشكو من داء الوسوسة، إلا أن الوسوسة ليست خبيثة على إطلاقها، ولكن منها وساوس حميدة تحض الموسوس على فعل الخيرات وترك المنكرات، وربما تكون لوامة على ما يقترفه من آثام، لذلك فمن الضروري على كل مسلم أن يدرك الفارق بين تلك الوسوسات تبعًا لمصدرها، وأن يعرف كيف يميز بين بعضها البعض، فيأخذ بالصالح منها ويترك الطالح،
(والشيطان يستغل الوسوسة كوسيلة ليكيد بالإنسان، فيبث إليه أفكار ومعتقدات تخالف ما يؤمن به، ليفاجئ بهذه الشركيات تتدفق إلى ذهنه، ولم يكن يتخيل يومًا أن ترد إلى ذهنه، وهذا النوع من الوسوسات يكون مكثفًا عند المصابين بالمس على وجه الخصوص، ويعد إشارة لوجود جن في الجسد، فليست الوسوسة قاصرة فقط على نقل المعلومات، ولكنها تشمل أيضًا مداخلات عقائدية الغرض منها إفساد معتقد الموسوس له بإلقاء الشبهات في نفسه، خاصة إذا اكشف لديه خلل يدفعه لتقبلها، وهدف الجن الماس من تكثيف هذه الوساوس للدفع بالممسوس في اتجاه الشرك ليمكن لنفسه في جسده، لذلك تجاوز الله لأمة النبي عما توسوس به صدورهم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي r: (إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه).()
عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: فقال النبي r: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).()
عن أبي هريرة قال: قال النبي r: (إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم ما لم تعمل أو تتكلم به و ما استكرهوا عليه).() ). ()
وسوسة النفس:
ولأن النفس شهوانية فهي تميل دائمًا مع ما يطيب لها وتلذه، فستجد أنك تفكر في شيء ما تشتهيه، كامرأة مثلاً وكلما حاولت فكاكًا من التفكير فيها، وجدت نفسك تعود إلى التفكير ثانية وبتعمق أكثر، حتى تفضي بك الوسوسة إلى الهم بالمعاصي، فامرأة العزيز لم تستطع التخلص من وسوسة نفسها من التعلق بيوسف عليه السلام، حتى شغفها حبًا، قال تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا [يوسف: 30]، لذلك لما فضح أمرها وظهرت براءة يوسف عليه السلام، أقرت بوسوسة النفس قال تعالى: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف: 53]، وكذلك طوعت نفس أحد ابني آدم قتل أخيه فقتله، قال تعالى: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 30].
لمة الشيطان:
ووسوسة الشيطان أخف خطرًا من وسوسة النفس، لأن الاستعاذة وذكر الله توقف وسوسة الشيطان، هذا بالإضافة إلى أن الشيطان يئوس بطبعه، فكلما وسوس لك بشيء ما ولم يجد منك استجابة لها انصرف عن هذه الفكرة إلى فكرة أخرى وهكذا، فتجد الوساوس تأتي متتابعة ومختلفة ومتنوعة.
يأمرك في غالب الأحيان بالشر، وبما يخالف شرع الله.
دائمًا يعدك إن فعلت خيرًا أنه سيصيبك بسببه شرًا، فهو يحول بينك وبين فعل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
تشعر بانقباض الصدر وغلظة في القلب.
لمة الملك:
وهذه هي اللمة المرغوبة والتي يجب أن نتبعها، بل ونحمد الله عليها، فستجد أن الملك يحضك على فعل الخير واتباع أوامر الله تعالى.
يعدك إن فعلت ذلك الخير أنه يصيبك خيرًا في المستقبل سواء في الدنيا أ و في الآخرة. تشعر بانشراح في الصدر وطمأنينة.
ونصيجة هامة هنا للمعالج الكيس الفطن، وهي كيفية الاستفادة من لمة الملك في العلاج، فلو أتقن المعالج التمييز بين لمة الملك والشيطان، وهذا يأتي بالتمرين والتدريب، وعلى فترة من الزمن سوف يميز لمة الملك ويستفيد بها في أمور العلاج، وفهم وتشخيص الحالة وفقا للمعطيات التي حصل عليها من المريض، إما إذا لم يكن هناك معطيات وورد في ذهنك أمورا غيبية فاعلم أنها من الشيطان، فها الباب بحاجة إلى علم شرعي متين لكي يصل إليه المعالج.
الوسوسة والمس:
إن الوسوسات المصحوبة بصداع شديد لا بد أن الجن المتلبس إما خادم سحر أو ساحر من سحرة الجن، ويثبت هذا باختفاء الصداع بالآذان من عدمه، أما إذا كانت غير مصحوبة بصداع فهذا من فعل القرين أو إبليس أو أحد وزرائه.
لإنهاء الوسوسة الغير مصحوبة بصداع أنصح بقراءة سورة (ق) والمعوذات خاصة سورة (الناس) على الرأس مع الآذان، أو غسل الرأس بماء مقروء عليه، وسيشفى الألم سريعًا إن شاء الله تعالى، وتفسير ذلك أن الرأس مكان مخصص لعمل القرين، وهو شيطان وظيفته المنوطة به هي الوسوسة، فهذا مكانه الطبيعي لذلك لا يشعر المريض مع وسوسة القرين بصداع، ومن الملاحظ عدم اعتداء أي جن على هذا المكان إلا أن يكون ساحر من سحرة الجن أو خادم سحر، ولأن هذا الشيطان معتدى ودخيل على هذا المكان الحساس من الجسد فسيشعر المريض بالصداع.
إذا تأكدت من وجود شيطان في رأس المريض، فعالج بهدوء شديد جدًا، خاصة إذا اشتد إحساس المريض بالألم، وإن لم يمكن إخراجه بسهولة فليترك في مكانه حتى ينتهي أجله ببطء تحت تأثير ختم كتاب الله تعالى كل ثلاثة أيام ليس أقل، وخطورة الشدة في التعامل مع الجن المتواجد في الرأس تكمن في احتمال قيامه برد فعل عكسي، ومقاومة قد تؤذى المريض وينتج عنها عاهة مستديمة، فببساطة قد يمزق الجن أو يتلف أو يدمر بعض الخلايا والأعصاب في المخ، لتنتهي حياة المريض بمأساة، وكذلك إذا تواجد في الخصيتين فقد يؤثر على خصوبة الرجل، لذلك ينصح ألا تعالج مثل هذه الحالات الدقيقة إلا على يد معالج خبير متمرس، وحسب تشخيص المعالج، ووفقًا لتقديره لخطورة الحالة.
إذا أردت الحصول على معلومات من الجن الذى على الجسد رغم وجود (سحر ربط لسان الجن)، أو لأن الجن لا يتحدث العربية (رغم أن تعلم أى لغة عند الجن لا يستغرق أكثر من دقائق معدودة) فالأمر عندهم بسيط جدًا، فيمكن إدارة الحوار بينك وبين الجن الذى على الجسد بواسطة (الوسوسة)، بحيث توجه كلامك إلى الجن وسيسمع المريض رد الجن عليك من داخله، ثم يسرد لك المريض ما سمعه، أى أن الحوار سيتم على لسان المريض من خلال (الوسوسة)، فعادة المريض يسمع كلام الجن في داخله أثناء الجلسة، فيسب المعالج، أو يهدد المريض، أو يأمره ببعض المواقف ضد المعالج، وهذا أمر معتاد في الجلسات، ومنه اكتشفنا هذا الطريقة، وهى من أسرار كبار السحرة.
التفريق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس:
اعلم أن القرين يذكرك دائمًا بالفتن والمعاصي، فإذا لم تستجب النفس لفتنة ما انصرف عنها إلى فتنة أخرى، فتجده يتنقل من تذكيرك بمعصية إلى الأخرى، وهكذا حتى تشرب النفس فتنة ما، وعندها تجد النفس تنشغل بها، ليبدأ الإنسان يسبح بخياله معها فلا يستطيع فكاكًا منها، قال: حذيفة سمعت رسول الله r يقول: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه).() فإذا استجابت النفس يبدأ الشيطان في تزيين ارتكاب المعصية لها، ثم تبدأ النفس في دفع الإنسان للهم بها، لاحظ دور القلب في الهوى والتمني في قوله r: (والقلب يهوى ويتمنى) وهو استمراء تخيل المعصية وطيب النفس بها، فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي r قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه).()
درب نفسك على ملاحظة الآتي:
إذا وجدت أنك تتذكر ألوان المعاصي المعصية تلو الأخرى فاعلم أن الشيطان يوسوس لك الآن، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، أما إذا انشغلت في تخيل معصية ما، وكلما حاولت فكاكًا منها عدت إليها فاعلم أنها وسوسة النفس، فاستعذ بالله من نفسك، وهذا مجرب كثرًا ونجح بفضل الله تعالى.
وسيان فقد يذكرك الشيطان بامرأة حسناء وربما تكون دميمية، فلا تطيب لها نفسك فيذكرك بامرأة أخرى وأخرى حتى أنه قد يذكرك بالمحارم، وهنا إذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم انصرف عنك كيده، وإن استجابت نفسك ورغبت في امرأة ما تصورتها في صور متفحشة مختلفة، وكأنك تفعل بها الفاحشة، فاعلم حينها أن نفسك هي التي توسوس لك الآن، ولو استعذت في هذه اللحظة من الشيطان آلاف المرات فستظل تتخيل ذلك، ولن تنصرف عنك تلك التخيلات، لأنها في الواقع ليست وسوسة من الشيطان، ولكنها من وسوسة نفسك، وهنا عليك الاستعاذة بالله من نفسك واستغفار الله تعالى فسينصرف عنك فورًا ما أنت فيه، وإن لم تفعل فربما بدأت في الهم بالفاحشة، وستبدأ في التخطيط لنيل هوى نفسك، فقد صح عن رسول الله أنه استعاذ من شر النفس ومن شر الشيطان، وفي هذا بيان لضرورة الفصل بين مفهوم الاستعاذة منهما،
فعن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم الثقفي يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو بكر يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: (قل: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكه) قال: (قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك). ()
لكي تتأكد من أن همك بفعل شيء ما هو تبعًا لوسوسة النفس فستجدك تقول: (نفسي في كذا…؟)، فكلمة [نفسي] جاءت من النفس وتمنيها للشهوات، واستجابة لوسوسة الشيطان، فلا تقل (نفسي في كذا) حتى لا تصير عبدًا لرغبات نفسك، وإذا تاقت نفسك لشيء حلال فقل: (اللهم إني أسألك كذا..)، كما صح عن رسول الله r مالا يحصى من المرات، قال تعالى: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف: 53].
قال تعالى: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ، لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ، وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ، وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ، إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [النساء: 32]، فانظر أثر وسوسة النفس في قوم موسى عليه السلام أن تمنوا ما لقارون من عرض الدنيا الزائل قال تعالى: قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص: 79]، فقد تتمنى نفسك أمنية فيها هلاكك ولا تعلم، فارضى بما قسمه الله تعالى لك من رزق، واسأل الله من فضله، لأن قدر الله تعالى كله خير فهو أفضل ما يلائمك، فقد ترجع فيما تتمناه نفسك كما تراجع قوم موسى في أمنيتهم قال تعالى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ، لَوْلاَ أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا، وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص: 82].
وسوسة الشيطان الماس لابد وأن يصاحبها شعور بالصداع، وذلك لأنه دخيل على الرأس، لأن هذا المكان مختص بالقرين، وحتمًا ولابد أن يكون هذا الشيطان ساحرًا يعمل تحت إمرة أحد ملوك الجن، أو خادم سحر مكلف بالدخول إلى الرأس، فمن الممكن أن يكون المريض مصابًا بمس أو بسحر، فتنبه.
علاج الوسوسة:
هناك ثلاثة مصادر تنشأ عنها الوساوس، وسوسة النفس ووسوسة أو لمة الشيطان ولمة الملك. فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله r: (إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ الآية.()
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، ولينته). ()
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله) و في رواية عن هشام بن عروة أن رسول الله r قال: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله) ثم ذكر بمثله وزاد (ورسله). ()
وإنه يحضر عند الصلاة يلبس على المصلي صلاته، عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي r فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله r : (ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا) قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.()
وشيطان آخر يأتي للمتوضأ فيوسوس له، فعن أبي أن النبي r قال: (إن للوضوء شيطانًا يقال له: الولهان فاتقوا وسواس الماء). ()
وهذه هي إحدى طرق الشيطان في صرف المصلي عن صلاته، وليست كلها، فهناك أساليب أخرى يسيطر بها على المصلي، فقد قال أبو هريرة: قال رسول الله r: (إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبس به كما يأبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئًا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا لا يشك فيه).()
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r قال: (إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا).()
وفي رواية صحيحة عن أبي هريرة أن النبي قال: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أو لم يحدث، فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا).()
الصيام يذهب وساوس الصدر:
عن ابن عباس أن النبي r قال: (صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر() الصدر)،() فوحر الصدر هو الغيظ والحقد وبلابل الصدر ووساوسه، وهو رجز من عمل الشيطان، والذي يؤدي إلى العذاب، فتعبد الله عز وجل بصوم شهر رمضان من كل عام، وثلاثة أيام من كل شهر هو مما يذهب هذه الوساوس ويجعل جهد الشيطان يذهب سدى، وإن صيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صوم الدهر وإفطاره، فعن أبي قتادة أن النبي r قال: (صوم ثلاثة أيام من كل شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره)،() وقد حدد النبي r هذه الأيام الثلاثة وحصرها في الأيام البيض، عن جرير أن النبي r قال: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وهي أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة).()
عمل الشيطان في الخيشوم:
يبدو أنه من المتعسر على الشيطان القيام بمهمة تجديد الطاقة السحرية أثناء استيقاظ اللإنسان، بسبب نشاطه وحركته الدائبة وذكره المتواصل لله، وإن كان هذا لا يوقف دأبه على تجديد طاقته، إلا أن النوم يتيح له فرصة هائلة كي يحقق بغيته بأمان أكثر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: (إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه())،() ولا يقف مفهوم البيات عند حد النوم داخل فتحة الأنف، ولكن المقصود أنه يبيت يعمل داخل الأنف على تجميع طاقته السحرية، وذلك بدعوة الشياطين إلى دخول البيت واقتحام جسد مقرونه، لكونهم عصب الطاقة السحرية، فيزيد الملبوس تلبسًا وتخبط، ويزداد المسحور سحره قوة وبأسًا، ويزداد المعيون سوءًا، وفوق كل هذا يزيد القرين من وطأة الوسوسة على مقرونه.
فالشيطان يتخذ من الخيشوم مكانًا لعمله، وهو أقصى فتحتي الأنفي من جهة الدماغ، أي أنه جزء من أجزاء الجهاز التنفسي، حيث يبيت ليجدد طاقته، وليحجب السموم المتسربة من طاقته مع الزفير، حيث يشكل المخاط المتجمع داخل فتحتي الأنف مصفاة لحجز أي طاقة متسربة، لذلك أمر النبي r بالاستنثار ثلاثًا تخلصًا من هذا المخاط الملوث بمخلفات السموم السحرية، وهذا المخاط نجده جميعًا بعد استيقاظنا من النوم، فأثناء النوم يعتمد النائم في تنفسه على التنفس الصدري أكثر من التنفس البطني، وهذا مما يساعد على الهدوء والاسترخاء، أكثر من التنفس البطني، ولكن هذا وحده لا يكفي كي يقوم الشيطان بتجديد طاقته السحرية بدون منغصات، لذلك يعقد على قافية رأس النائم ثلاثة عقد سحرية، فيضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، ليصاب النائم بنوع من (سحر التبلد)، فيضمن الشيطان بذلك إصابته بخباثة النفس والكسل، والرغبة في معاودة النوم كلما أراد أن يستيقظ، وهذا ضمانًا لإنهاء مهمته بلا عقبات تعطله عن عمله.
فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)،() وهذه العقد ما هي إلا العقد السحرية التي ينفث عليها السحرة بعزيمتهم الكفرية، لقوله تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدْ [الفلق: 4]، فتخفض هذه العقد السحرية من تدفق الدم إلى المخ فيصاب الإنسان بالخمول والكسل، فيستطيع الشيطان بذلك تحريك المكونات السحرية بأمان أكثر، حتى يصل بها إلى الصدر، ويبدأ في عملية تجديد الطاقة، والشيطان لكي يضمن عدم استيقاظ النائم فجأة يبول في أذنيه فيصمه عن كل المنبهات، والشاهد ما ورد عن عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي r رجل نام ليله حتى أصبح قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)، أو قال: (في أذنه)،() والنتيجة هي كما تبين هي تثبيط النائم عن قيام الليل.
دور القرين في اقتحام الجسد:
فعن جابر قال: قال رسول الله: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء)، () والواضح من ظاهر النص قول الشيطان لإخوانه (ها ههنا) بإضاف (ها)، إشارة منه لنفس المكان الذي هو فيه وهو البيت، أي أن الشيطان المتحدث يقف داخل البيت وليس خارجه، ولو كان مع المخاطبين خارج البيت لقال لهم: (لا مبيت لكم ولا عشاء هنا) إشارة للقريب، وهذا يفيد أن الشيطان المتحدث من سكان البيت، وأنه خلاف الشياطين الواقفين خارج البيت، وإذا كانت عوامر البيت من الشياطين تسكن الحمامات، إذًا فالشيطان المتحدث هو القرين الملازم للإنسان، لأنه موكل به في كل مكان وزمان، رغم ترديد الأذكار التي قد تمنع عمله، لكنها لا تمنع ملازمته للإنسان، وإلا فقد صفته كقرين موكل من الله به، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله r: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: (وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)،() وعلى هذا؛ فمن أهم وظائف القرين، أنه يفتح الباب لدخول الشياطين إلى البيت، وبالتالي إلى جسد مقرونه بهدف التسلط عليه.
الشياطين تغير مبيتها كل يوم:
وهذا يدل على أن الشياطين تغير مبيتها كل يوم، فالمجموعة التي تبيت اليوم خلاف الذين يبيتون في اليوم التالي، أي أن المدد السحري يتغير كل يوم، وغير قاصر على عدد ثابت ومحدود من الشياطين، وقد يخاطبهم القرين محذرًا إياهم من الدخول، لأن صاحب البيت ذكر اسم الله حين دخل وحين طعم، فيقول لهم: (لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا)، ولو كانت هذه الشياطين التي تريد الدخول من عمار البيت لما لزمهم أن يكونوا خارجه، لأن الشياطين من عمار البيت لا يسكنون إلا في الحمامات فقط، فعن زيد بن أرقم أن رسول الله r قال: (إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث)،() فلا يساكنوا أهلها، وعمارها من الجن المسلم، أو غيرهم من الملل، فعمار كل بيت على ملة أهله، فعدم دخول الشياطين من غير العوامر قاصر على بيوت المسلمين الذاكرين لله.
الشياطين تعمل في جماعات:
والشيطان هنا يخاطب عددًا من الشياطين بصيغة الجمع، فيقول: (لا مبيت لكم)، (أدركتم المبيت)، (أدركتم العشاء)، وهذا يؤكد أن الشياطين لا يتحركون فرادى، بل في مجموعات يدعم بعضها بعضًا، لذلك تتحرك الشياطين على هيئة سرايا، تعمل جميعًا تحت إمرة إبليس وأعوانه، فقد صح عن جابر قال: قال رسول الله r: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)، قال: الأعمش أراه قال: (فيلتزمه)،() أملاً في القرب منه والترقي في رتب السحر، وتتويج رأسه بالتاج السحري.
الشياطين تبيت في البيوت لتفسد أهلها:
ولأن الشيطان لا يستطيع العمل منفردًا، لذلك فهو بحاجة دائمًا للحصول على المدد السحري، وهم الشياطين الذين يدعوهم ويحضهم على دخول البيت بقوله: (أدركتم المبيت)، وهم أعضاء المدد السحري الجدد، والذين يريدون دخول البيت ليس طلبًا النوم والخلود إلى الراحة، فأين راحة الشيطان في بيت مسلم؟ ولكن ليعيسوا في البيت فسادًا، وأول المفاسد الدخول إلى أجساد النائمين لتقوية ودعم الوسوسة والمس بفروع اللبس والسحر والنظرة، وهذا هو المدد السحري، وإلا لبطل السحر، وشفي الملبوس والمعيون، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي r قال: (إذا أصبح إبليس بث جنوده، فيقول: من أضل اليوم مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فقال: أوشك أن يتزوج، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت! ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج).()
فلكي يفرق الشيطان بين المرء وزوجه لابد أن يدخل البيت أولاً، ثم يلج في أجسادهم، فلا يزال بالرجل يثيره على زوجته، وبالزوجة ينفرها من زوجها حتى تنحرف أخلاقهما أو يتفرقا، فلو استقر كيده عند حد الوسوسة لكان أرحم، فعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي r فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء، لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال: فقال النبي r: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكب،ر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)،() ولكن الشيطان يبذل قصارى جهده للإيقاع بالإنسان في شتى أصناف المهالك، إذًا فالإفساد هو هدف مجموعة العمل التي يفتح القرين لها باب البيت وجسد مقرونه، وهم الطاقة السحرية الفاعلة التي يبثها إبليس لتجعل أمر التكليف نافذًا، وهذا يعني أنهم سحرة يعبدون الشيطان، ولا وجود لما يروج له من أن السحر يفعل الأعاجيب، ولكن الذي يفعل هذا هو الطاقة السحرية، وما هي إلا إبليس وجنوده.
عمار البيت ينتفعون بصالح أعمال أصحابه: وهذه الأحاديث تشير ضمنيًا إلى أن الجن المسلمين من عمار البيت ينتفعون بصالح أعمال أهل البيت، ويتضررون من جراء تقصيرهم وإهمالهم ذكر الله، فهم يشاركونهم بيوتهم، فعن أبي سعيد الخدري قال: أن النبي r قال: (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان). وفي رواية أخرى قال: فقال رسول الله r: (إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه فإنه كافر)،() فالجن المسلم يشاركون الإنس المسلمين ما ذكر اسم الله عليه من طعامهم وشرابهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم، فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم)،()
فنسيان ذكر الله وإهماله يفتح الباب على مصراعيه للشياطين كي يحتلوا البيت وأجساد أهله من الإنس، فيجعلوا البيت من بعد عمار خراب، أما ما تفعله الشياطين بالجن المسلم فحدث ولا حرج، فيقتلون ويؤسرون وتستباح حرماتهم، إلا أن يمن الله عليهم فيفروا من البيت وأهله، فينزحون إلى عمارة المسجد الحرام ومسجد رسول الله r، أئمن الأماكن لهم من الشياطين على وجه الأرض، لذلك فكلما أسلم جني فتسأله؛ إلى أين ستذهب؟ فيقول لك: مكة أو المدينة، فأغلب بيوت المسلمين لم تعد عامرة بذكر الله، وصارت وكرًا لإيواء الأبالسة والشياطين، بسبب ما ملئ جنباتها من فسق وفجور، إلا ما رحم ربي، فالجن المسلم صاحب العقيدة الصحيحة والتقي النقي غير مكلف بالدفاع عن بيت أهله فسقة وفجرة، رزقهم من السحت والربا، حتى لو ذكروا اسم الله عليه فلن ينتفع به الجن المسلم، وبيوتهم موطئًا لكل فاجر عربيد هاتك للأعراض، سواء من زوار البيت، أو من خلال ما يبثه التلفاز، فصار الأب ديوث، والأم قوادة، والشياطين تعشش في كل ركن من البيت، بل الجن المسلم مأمورين بالتبرأ من أمثال هؤلاء، وهجرهم حتى يعودوا إلى الله، فإن عادوا حفظهم الله والجن المسلم من كيد الشياطين، وأيدهم بالنصر عليهم ببركة الذكر الذي يردده أهل البيت المسلمين.
فضل آية الكرسي في حفظ النائم من الشيطان:
أما في حالة قراءة آية الكرسي، فلا يستطيع أن يقرب النائم شيطان حتى يصبح، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: .. فأصبحت فقال لي رسول الله r: (ما فعل أسيرك البارحة)، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: (ما هي؟)، قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي r: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)، قال: لا قال: (ذاك شيطان)،()
والحافظ هو ما يحفظ فيه الشيء من حافظة أو كيس أو حافظة، وقد قمت بتحصين المرضى مرارًا وتكرارًا، فدعوت أن ينزل الله عليهم حافظًا ببركة آية الكرسي، ظنًا مني أن هذا الحافظ ملكًا موكل من الله، وكانت المفاجأة، فقد وصف لي أكثر من مريض أنهم رأوا كيسًا فضيًا شفافًا ينزل عليهم من السماء فيغطيهم تمامًا، وكان عدد هذه الحوافظ يزداد كلما كررت الدعاء وقراءة آية الكرسي،
وفي إحدى الجلسات كان حاضرًا على جسد فتاة مارد شديد القوة، فطلبت منه ساخرًا أن يغادر جسدها ويتلبس بي، فقال: لو أستطيع، فقلت له: وما الذي يمنعك من التلبس بي؟ فمد يديه بالقرب من جسدي على بعد شبر، وقبض على شيء خفي بيديه، ثم فغر فاه، وأخذ ينهش بأسنانه وهو يزمجر من شدة غيظه، فرأيته وكأنه كان ممسكًا بغلاف حول جسدي يحاول تمزيقه بأسنانه، ولكن بدون جدوى حتى يأس وكل، وهذا يدل على أن بركة آية الكرسي تفيد النائم والمستيقظ على حد سواء.
الطاقة السحرية الذاتية:
وهي الطاقة السحرية التي يحتفظ بها الشيطان لنفسه، بغرض التقوية والحماية الذاتية، وإكسابه المناعة اللازمة ضد كل ما يجد من النوازل غير المتوقعة، وهي التي تمنحه شخصيته امام أقرانه، لذلك فهذه الطاقة تختلف من شيطان إلى الآخر، حسب مكانته بين الشياطين، ملك أو ساحر أو خادم سحر أو من أحد الأعوان، وقوته كجني مارد أو عفريت، ووظيفته التي يقوم بها، ورتبته السحرية، والأهم من ذلك مدى قربه أو بعده من إبليس، فلا يشترط أن يتكرر تواجدها مع كل شيطان، ولكن هناك عناصر ثابتة لا يستغني عنها أي شيطان، ومنها ما يتحلى به الشيطان من حلي ومجوهرات خاصة الماس والذهب والياقوت والمرجان، والتي لها خواص طبيعية ومزايا ، فهي وإن كانت في ظاهر الأمر بغرض الزينة، إلا أن لها خواص طبيعية وسحرية تتعلق بالجن أنفسهم، حيث يوزعها الشيطان في جميع أنحاء جسده، فالماس معروف بشدة صلابته، والذهب ببريقه ولونه الأصفرالجذاب، فلا ننسى أن السمري أخذ الحلي وأخرج بها عجلا، وأن الشيطان يلبس جنوده التاج.
والتاج الذي يعلو رأسه إن كان ملكًا وهذا التاج تحرسه حية تلتلف حول التاج، وغالبًا تتخفى داخله، وكذلك ما يحمله في يديه من عصاة سحرية، أو شعلة نار، وكذلك العرش الذي يجلس عليه والذي قد تمتد قواعده إلى أعماق الأرض، ليستمد قوة شيطانية تثبت أركانه، وهذه الطاقة الخفية هي أهم أنواع الطاقة الشيطانية وأخطرها لسبب أنها خفية غير مدركة، حيث أن أغلبها مكدس داخل جسده، لأن فقدها يعني أن خسر حياته.
الطاقة السحرية المكتسبة:
وهي الطاقة المضافة إلى الطاقة الذاتية للشيطان، والتي يكتسبها للقيام بمهمته داخل الجسد، فهو لا ينتفع بها بصورة مباشرة كما ينتفع بالأسحار الذاتية، ولكن إذا فقدها عجز عن أداء مهمته الموكل بها، وهنا يمكن أن يضحي بقوته الذاتية ويتنازل عنها رغمًا عنه، لكنه لا يملك أن يتنازل عن أمر التكليف الذي قد يكلفه حياته، وتنقسم الطاقة المكتسبة إلى نوعين من الطاقة (الطاقة السحرية)، و(الطاقة الحيوية)
وأثناء عملية التنفس يجري الشيطان مع حركة الدم حاملاً معه المكونات السحرية حتى يصل إلى الرئة، ليلفظ الدم حمض الكربون ويمتص الأوكسجين، فيتخلص الشيطان من مخلفات الطاقة القديمة وهم الشياطين المنهكة، ويمد المكونات السحرية بطاقة جديدة وهو شياطين أيضا لكن في كامل قوتهم، وبعد تغذية الدم بالأكسجين يعود إلى القلب ليتم ضخه من جديد في الشرايين إلى جميع أنحاء الجسد.
(يوزع لكل رئة شريان رئوي واحد، وهو يعبر أمام شعبة الجذع أثناء مروره خلال جذر الرئة، وهو ينزل في باطن الرئة خلفيًا وحشيًا لشعبة الجذع، وبين فروعها البطنية والظهرية، وهو يعطي فروعًا تقابل للشعب الفصية والشدفية وتوزع معها _ على طول أسطحها الخلفية أساسًا، وعندما تنتهي الفروع النهائية للشعب (الشعيبات bronchioles) في المسالك الحويصلية، تنتهي التفرعات النهائية للشرايين في شعيرات تكون شبكة وعائية دموية بين جدر الحويصلات (الأسناخ)، وتحمل الشرايين الرئوية الدم الوريدي من البطين الأيمن من القلب إلى الرئتين، حيث يعطي الدم الزائد لديه من غاز حمض الكربون، حين يجري خلال الشعيرات التي على علاقة بجدر الحويصلات، يعطيه للهواء الموجود في الحويصلات ويتلقى الأكسجين منه .. وتحمل الأوردة الرئوية الدم (المحمل بالأكسجين) من الرئتين إلى الأذين الأيسر من القلب، ومن هناك ينتقل إلى البطين الأيسر ثم يوزع بعدئذ بواسطة الأورطي إلى جميع أنحاء الجسم).()
والشيطان يستغل هذه الوظيفة العضوية فيتجه بالمكونات السحرية من مكمنها إلى الرئتين عبر الجهاز الدوري، مرورًا بشبكة الأوعية الدموية حتى يصل إلى القلب، ومنه يندفع إلى الرئتين حتى يصل إلى الحويصلات الهوائية ليتخلص من الطاقة البائدة، وليحصل على الطاقة السحرية المفاعلة للمكونات السحرية اللازمة لاستمراره في أداء عمله الموكل به، وبعد حصوله على ما يريد يردف عائدًا إلى القلب، ومنه يتوجه إلى موقع كل وحدة من المكونات السحرية داخل الجسد، فيضع الوحدة السحرية في مكانها محملة بالطاقة الجديدة، لتواصل العمل من جديد، حسب وظيفتها المدونة في أمر التكليف، وكل هذا يتم في حالة الخفاء في عالم الجن في أغلب الأحوال.
الطاقة السحرية:
وهي طاقة غيبية غير منظورة، وهي عبارة عن الشياطين التي تنفذ أوامر التكليف والأسحار قصرًا، إذًا فبدون الشياطين تصير أوامر التكليف معطلة الفاعلية، فالشياطين تدخل إلى الجسد عن طريق المسالك الهوائية، بدءًا من الأنف والفم إلى الصدر، ثم ينتشر بعد ذلك في الجسد حيث شاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: (إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا فإن الشيطان يبيت على خيشومه)،() وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده فإن الشيطان يدخل)،() فالطاقة السحرية في حقيقتها ما هي إلا الشياطين التي تنقاد للأقسام المغلظة والتعازيم الكفرية في المكونات السحرية المختلطة بالدماء البشرية داخل جسد الإنسان المصاب بالمس، وتخضع في نفس الوقت للطاقة السحرية الذاتية التي تمنح الشيطان القوة التي يقهر بها العناصر المكتسبة تحت سلطته، فلا يوجد شيطان يستطيع أن يدير مملكة الجسد البشري وحده، فمجرد ذكر الله يحرقه وينتهي أمره، لكن لا بد من توافر عناصر تكاملية في صورة طاقة متجددة لدعم هذه الإدارة العضوية، لذلك يتردد الشيطان كثيرًا في التفكير قبل اختيار لحظة محاولة اقتحام جسد غريمه، فدخول الجسد إن كان سهلاً على قدرات الجن، إلا أنه يفتقد لعنصر الأمان مع الشيطان المعتدي، فالأمر يعد مغامرة مكلفة جدًا، ربما يدفع حياته ثمنًا لمجرد محاولة غير مأمونة العواقب، سواء إذا ذكر الإنسان الله عند لحظة الاقتحام، أو في حالة الاستسلام عند لحظة والخروج من الجسد زليلاً صاغرًا، والتي تعني نزول العقاب به من أسياده نتيجة تخاذله، كل هذا يضعه الشيطان في حساباته قبل بدأ مهمته الموكل بها، وربما قبل الموافقة عليها وقبوله القيام بها، لذلك هو يتحمل العذاب ويقاوم حتى آخر لحظة يفقد في كل طاقته الذاتية والمكتسبة.
فدماء المصابين بالمس محملة بالمكونات السحرية، والوحدة منها عبارة عن أمر تكليف مقروء عليه الطلاسم السحرية والعزائم والأقسام، والتي تحتوي على بعض النجاسات والمخلفات، ووظيفتها إعداد الجسد للمهمة الموكل بها الشيطان، لذلك فهي تنتشر في جميع أنحاء الجسد من خلال الدم، فإذا أجريت الحجامة الرطبة لأحدهم وجدت دمائه قاتمة اللون جراء اختلاطها بهذه المكونات السحرية النجسة، وهذه المكونات والأخلاط الرديئة يمكن تنقلها خلال الدماء، فكلما مات أو كل أو مرض عدد من الشياطين الموكلة بهذه المكونات السحرية فقد الشيطان طاقته العاملة، وصار بحاجة ماسة إلى عناصر منفذة جديدة، وإلا خسر المعركة أو مات، وبذلك يتعرض للعقاب من الشيطان الساحر الذي وكله وأمده بهذه الأسحار، فيخرج الشيطان المكونات السحرية من مكامنها ليسربها إلى الدماء المتدفقة في الشرايين والأوردة لتجري معها خلال الدورة الدموية حتى تصل إلى الرئتين، فتقوم هذه المكونات السحرية بجذب الشياطين الداخلة إليها مع الشهيق متأثرة بشدة الأقسام المغلظة والعزائم الكفرية التي تليت عليها، وبهذا تكتسب المكونات السحرية فاعليتها مجددًا، ثم تعود هذه المكونات السحرية بخدامها الجدد وهي أكثر فاعلية من ذي قبل، وبهذا تتحول الرئتين إلى مصيدة لاقتناص الشياطين رغم أنفهم وتحت وطأة القهر والعذاب وليس بمحض إرادتهم، لذلك تنتقم الشياطين من الممسوس شر انتقام، وهذا هو مفهوم الطاقة السحرية، لتكتسب الأسحار القوة الفاعلة لها.
الطاقة الحيوية:
وهي الطاقة اللازمة لاستمرار حياة الشيطان، من مؤن ومواد غذائية ولوازم معيشته داخل الجسد، فمنها أنواع مشتركة بين الإنس والجن كالأكسجين والماء، ومنها ما هو خاص بالجن فقط، وهي أنواع من الطاقة غير متوفرة أو متاحة في عالم الإنس، وموجودة في عالم الجن فقط، (كالزئبق الأحمر والأزرق وهو أهم عنصر بالنسبة للجن عموما، ولدي معلومات خاصة به، لكن لها بحث مستقل ليس هذا بابه) فالشيطان يقوم بجلب وتخزين كل ما هو حيوي داخل جسد المريض، ويقوم بتخزينه بطرق وأساليب تتفق وطبيعة عالم الجن، ويختار أماكن محددة داخل الجسد يخزن فيها كل هذه الطاقة، ليخرجها وقت اللزوم والحاجة إليها، لذلك يجب أن تتنبه إلى الأماكن التي يشعر المريض معها بوجود ألم أو ورم أو انتفاخات غير طبيعية، ثم قم بالدعاء عليها لتكتشف أي ردود فعل تشير إلى وجود مخزون ما تحت هذه المواضع.
حيث تنشط الشياطين في شهري رجب وشعبان منن كل عام في جمع المؤن وتخزينها قبل التصفيد قي شهر رمضان، وكذلك تنشط في استراق السمع للحصول على المعلومات التي ستحتاج إليها خلال شهر التصفيد من كل عام، لذلك ستلاحظ انتشار الشهب في هذين الشهرين أكثر من غيرهما من شهور السنة، هذا وإن كانوا يستطيعون التغلب على مشكلة جلب الطاقة الحيوية أثناء هذا الشهر الكريم، وذلك بالاستعانة بالجن الكافر والمشرك ومن لا يصفد من الشياطين، حيث يصفد مردة الشياطين كما ورد في الحديث،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال: (أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم)، ()
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)،() وهذه هي الأسباب في زيادة حدة الإصابة بالمس، وكثرة ظهور أعراضه بوضوح في هذين الشهرين، إلا أن الشيطان سينشغل بردود الفعل نتيجة اجتهاد المريض في العبادة، وهذا سيجعله في غنى عن متابعة جلب أي طاقة في شهر رمضان.
وبطبيعة الحال لن نستطيع حصر كل أنواع الطاقة الحيوية، ولكن سنخص بالذكر منها أهم ما نستطيع التعامل معه، وذو تأثير في علاج المريض، لذلك يجب أن تتوقع اكتشاف أنواع مختلفة من الطاقة الحيوية كلما خضت خطوات جديدة في العلاج، ربما لم يسبقك إلى معرفتها أحد قبلك، فلا تندهش فسوف تكتشف الكثير مما لا يخطر ببالك، ولا ببال أحد من الإنس، لأن عالم الجن له خصوصياته المميزة، وغير المعروفة في عالم الإنس، فمن أحد المؤن العجيبة أن أحد الشياطين كان معه (سجادة)، وقد خزنها في الساق اليمنى للمريضة حتى انتفخت بصورة ملحوظة، ولم أستطع تبين فائدة هذه السجادة، اللهم إلا أنه كان حريصًا عليها، وينقلها من مكان إلى الآخر خوفًا عليها، وبكل تأكيد فهي سجادة مسحورة، وتمثل عنصر قوة بالنسبة له، ولكن تم حرقها والتخلص منها ومنه.
وكذلك وجدت أن ابن إحدى ملكات الشياطين وكانت بدرجة (سيدة عرش) يلهو بلعب خاصة بهم يطلقون عليها (طقوس)، وهذه اللعب عبارة عن شياطين متشكلة في صورة إبليس، وهي من المؤن الحيوية للشياطين الصغار، والغرض من هذه اللعب ليس مجرد اللعب فقط، ولكن أن يتربى هذا الطفل الرضيع على عبادة إبليس وتقديسه، ويقوم بتخزين طقوسه في جوفه، وإخراجها وقت الحاجة إليها للعب واللهو، وهذا الرضيع الذي يبلغ من العمر مائة وخمسون عامًا، قد فطم توًا، وفترة الفطام الطويلة هذه خاصة بأبناء الملوك، حتى يكونوا قد فطموا على علوم السحر وفنونه، أما غيرهم من الجن فيدوم فطامهم ثلاثون سنة، فلا يعني كونه رضيع أنه جاهل بالسحر وعلومه، لا بل على العكس تمامًا من ذلك، بل كان عالمًا بعلوم التنجيم والسحر، فرتبة الساحر وراثية بين الشياطين، فالملك لا ينجب إلا أولادًا ملوكًا مثله، فالملك عنهم وراثيا.
الأغذية المؤثرة في الشيطان:
للجن طبيعة مختلفة تمامًا عن طبيعة الإنس، ورغم ذلك فنحن وهم شركاء فيما بين أيدينا من مواد غذائية وأطعمة، أي أن الجن يستفيدون من هذه الأغذية، ونستطيع إضافة أن ليس كل طعام يتناوله الإنسان يعد مفيدًا للشيطان، فكما أنه يوجد أعشاب سامة وضارة بالإنسان، فكذلك يوجد أطعمة وأنواع من المواد الغذائية تعد سامة وقاتلة للجن والشياطين خاصة، لكن ما قد يفيد الإنسي قد يضر بالشيطان أحيانًا، وذلك لاختلاف الطبيعة والتكوين، ولأن التغذية تؤثر في وظائف الجسم البشري الذي يعتمد الشيطان عليه في أداءه، إذًا فهناك ثمة أغذية تضر بمصالحه داخل الجسد، وتخل بوظائفه، ومنها العجوة والحبة السوداء وزيت الزيتون، لكن إن لم يرغب الشيطان تناول هذا الطعام حال بين الإنسان وبين تناوله، فستجد أن المريض ينفر من بعض هذه الأغذية، ويقبل على أغذية أخرى لم تكن تستسيغها نفسه من قبل، وكذلك قد يحول الشيطان دون وصول بركة هذا الطعام إليه، بترك التسمية عليه أو نسيانها.
لذلك يجب التوسع بحرص شديد في استقصاء قائمة الأغذية المؤثرة في الشيطان والمؤثرة فيه، والتي تشمل أصنافًا من الأعشاب الطبية ومستخلصاتها وتركيباتها، فإن كانت الأعشاب الطبية تداوي الطاعون والشيطان مسببه، إذًا فكما أن الأعشاب تؤثر في الداء، فهي كذلك تؤثر في الشيطان المتسبب في هذا الداء، فتحول بينه وبين تفعيل الداء، فلا يشترط أن تقتله هذه الأعشاب، ولكن من الممكن أن تكون منفرة وطاردة له، فيتعطل عن تفعيل أسباب المرض فيشفى المريض، ونخلص إلى أنه هناك أغذية تضر الشيطان من جهتين، فمنها ما يضره في ذاته، ومنها ما يؤثر في وظائف جسد الإنسان فيتعارض ويخل بوظيفة الشيطان، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه عندما نصف دواء ما للمصاب بالمس، فمنه ما يوصف على حسب وظيفة الشيطان في الجسد، وهذا يختلف من مريض إلى الآخر، ومنها ما يؤثر في الشيطان نفسه، فيقتله أو يعذبه أو يضعفه، وهذا يعني منتهى التحكم في الطاقة الحيوية للشيطان، لذلك يجب أن يعلم المعالج متى يأمر المريض بتناول حبة البركة، ومتى ينهاه عن تنالها حسب الهدف وحسب المصلحة ودفع الضرر، أما أن نصف أدوية وأعشاب بصورة عبثية لأنها نفعت مع مريض ما، فقد لا يجدي مع حالة أخرى، هذا إن لم يضرها، حيث تختلف أسباب وصف الدواء من شخص إلى الآخر، فمن عظيم الخطأ أن تصف حبة البركة لامرأة مصابة بالاستحاضة أو حامل فهي تزيد من سيولة الدم، فذلك يساعد على زيادة النزيف فلا يتوقف، وكذلك تساعد على سقوط الأجنة، لذلك فعلى المعالج تتبع الأبحاث والدراسات العلمية دوريًا ليطلع على كل الجديد.
الأكسجين:
ويحصل الشيطان على الطاقة الحيوية عن طريق الرئتين على حاجته من الأكسجين، وهو جزء من الطاقة الحيوية الضرورية لاستمرار بقائه داخل الجسد على قيد الحياة هو وأعوانه وجنوده، لكن الجني قد يختنق إذا تم كتم أنفاس المريض، بشرط الحضور الكلي ومشاركته للمريض في الشهيق والزفير، ومن علامات الحضور الكلي المرتبطة بالجهاز التنفسي سخونة أنفاس المريض بصورة ملحوظة، فتكون أشبه بلسعة نار طفيفة، لدرجة تصبب اليد عرقًا إن استمر بقائها مدة أمام أنف المريض، مع اتساع ظاهر في فتحتي الأنف، وخروج رائحة منفرة مع الزفير، وهذه من العلامات اللاإرادية المميزة للحضور الكلي، والتي نكتشف بها حضور الجني من عدمه، ونستفيد منها أيضًا في كشف حالات المتمارضين، الذين يتقنون محاكاة الحضور الكلي للجن، والتي اكتسبوها جراء حضورهم جلسات علاج سابقة، وكذلك من الممكن أن يختنق الجني إذا كرر المريض نطق البسملة على أنفاسه، وقبل كل شهيق تحديدًا بشرط أن يتم في حالة الحضور الكلي، وإلا فلن يؤثر ذلك فيه تأثيرًا مباشرًا، ولكن يمكن أن تؤثر البسملة في الطاقة الواردة عن طريق الشهيق تأثيرًا لا بأس به، ولكن ليس بالقدر الذي يكافئ كمية وقوة الطاقة المكتسبة.
وأما بخصوص التسمية فيمكن للشيطان الاحتيال عليها بقدراته الطبيعية، فأقل كمية من الأكسجين ستفي باحتياجاته هو وجنوده وأعوانه، لأن الجني بطبيعته يستطيع التحكم في أقل كمية أكسجين يحصل عليها، ليحتفظ بمخزون يفي باحتياجاته كاملة، وذلك عن طريق خاصية التكبير والتصغير التي يتمتع بها الجن، وهذا التحكم يتم على القرين الجني للهواء، فيستطيع بذلك تخزين كل احتياجاته من الطاقة الحيوية في أضيق حيز متاح، أما الطعام فهو أيسر من ذلك بكثير، فالشياطين تتغذى على جيف الشياطين النافقة داخل الجسد، وإن تعذر الأمر قتلوا أحدهم وأكلوه، لذلك يجب الدعاء للتخلص من هذه الرمم بالحرق وذرها في الهواء حتى لا تنتفع بها الشياطين، وهذا من الأمور الهامة التي يجب أن لا ينساها المعالج في نهاية كل جلسة، ناهيك عن النجاسات الطبيعية المتخلفة عن عمليات الهضم في جسد الإنسان، حيث يدخل إلى المثانة البولية ليرتشف البول، ولينال قسطًا من حمام ساخن من البول النجس، أو إلى الرحم ليلعق الدماء الطازجة، أو المستقيم فيبتلع الغائط، فيسد جوعه ويكتسب قدرًا من الحصانة لا بأس به، وبعض الشياطين تلجأ للمخلفات لأن الطعام في المعدة ذكر اسم الله عليه فلا ينالون منه شيئًا.
(إذا استنشق الإنسان هواء محملاً بكميات كبيرة من الغازات والأبخرة والغبار، أو الملوثات بوجه عام، فإن كمية الأكسجين في هواء الشهيق تنقص تبعًا لذلك، وينتج عن ذلك اختناق التنفس الداخلي للخلايا، ويتعرض الإنسان للصداع والدوار وضيق التنفس وطنين الأذن والأمراض بوجه عام، وكلما قل استنشاق الأكسجين أدى إلى رفع ضغط الدم، وزاد من عدد نبضات القلب، كذلك يمنع رفع الدم إلى المخ، والزفير بوجه خاص يساعد على التخلص من السموم الموجودة بالجسم. تتفق البحوث على الدور الذي يلعبه التنفس الجيد، ويعمق في التحسين من المستوى الصحي النفسي والجسمي، ومن القواعد السليمة لتحقيق التنفس الجيد، أن نركز على التنفس من البطن وليس من الصدر، وأن يستغرق الزفير فترة أطول من الشهيق بالنفس العميق). ()
يتبع
.