ما حكم وكفارة مشاهدة المواقع الاباحية على الانترنت؟ و كيف يمكن التخلص من هذهالعادة؟ وما حكم المتزوج أو غير المتزوج الذي يفعل ذلك ثم يقوم بممارسة العادةالسرية بعد ذلك؟ مع العلم أن هذا الداء قد انتشر بشدة بين أبناء المسلمين خاصة فيعصر الفحش الذي نعيش فيه؟ أغيثونا باللهعليكم.
الإجابة:
فنسأل الله تعالى أن يحفظ على المسلمينأعراضهم، وأن يرزقهم طاعته ومراقبته في السر والعلن، والواجب على المسلمين أنيحسنوا استخدام هذه التقنية، وأن يحرصوا على ما ينفعهم منها من علم نافع، وبحث مفيدوسريع في شتى مجالات المعرفة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك" رواه مسلم.
فإن الانترنت وسيلة من الوسائل التي قد تستخدم في النافع وقد تستخدمفى الضار، فلا يجوز مطالعة المواقع الإباحية، ولا النظر إلى صور النساء، لأن هذا منالمحرمات الواجب على العبد أن يزدجر عنها ويتركها امتثالاً لأمرالله جل وعلا، قالتعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) [الأعراف: 157] وقال تعالى: (قلللمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) [النور: 30].
ومن نظر إلى هذه الصوروداوم على مطالعة هذه المواقع قاده ذلك إلى الوقوع فيما هو أعظم من ذلك: كالزناواللواط، أو الاستغناء بهذا عن الزواج المباح، أو التقصير في حق زوجته فيقودها ذلكإلى الانحراف، أو النفرة منه، وبالتالي الفرقة المستحكمة.
فالذي ينبغي هو أنيقلع عن هذا الذنب فوراً، وأن يسارع إلى التوبة، ويقلع عن هذه المعصية التي توجبمقت الله، وفساد القلب وقسوته وانطفاء نوره. ومما يعين على التوبة ألا يسمح لنفسهبفتح المواقع الإباحية، أو الرسائل التي تتضمن صوراً إباحية مهما كانت الظروف،وليخرج فوراً، ويغلق الجهاز ويخرج، أو ينصرف إلى عمل أخر إذا لزم الأمر.
وممايعين أيضاً ألا يتصفح الإنترنت إلا ومعه غيره من أهل الصلاح ممن لا يعينه على هذاالفعل القبيح.
وقيامه بالاستمناء أو ممارسة العادة السرية ـ كما يعرف ـ هو نتيجةطبيعية لمثل هذا الفعل المحرم، لأنه يثير غرائزه ويهيج شهوته، فيحتاج بعد ذلك إلىتفريغ شهوته، فيصل الفعل المحرم ـ وهو النظر ـ بفعل محرم آخر وهو: الاستمناء. قالتعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيرملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون: 5-7].
وفعله ذلك محرم،سواء كان متزوجاً أم غير متزوج، لأنه يهيج شهوته بنفسه، ويصل إلى المحرم بإرادته،وكونه متزوجاً مع هذا الفعل أشد حرمة.
فعلى المسلمين أن يتقوا الله جل وعلا،وأن يراقبوا مولاهم، وأن يعلموا أن الله مطلع عليهم في سرهم وعلنهم، والله أسأل أنيصلح أبناء المسلمين، وأن يعصمهم من الزلل . والله أعلم.
(مركز الفتاوى )
.........................
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنةعمان
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمنالمعلوم بداهة حرمة الاطلاع على المواقع الإباحية ، للنهي الوارد عن الاطلاع علىالعورات ، وما في ذلك من أضرار نفسية واجتماعية ، كما أن الشباب يضيعون أعمارهموأوقاتهم فيما حرم الله ، ومن النافع لهم البحث عما هو مفيد في حياتهم ، والنظر إلىبناء مستقبلهم ، بما هو نافع لهم في الدنيا والآخرة .
يقول الشيخ أحمد بن حمدالخليلي مفتي سلطنة عمان :
قبل كل شيء نصيحتي لهم أن يتقوا الله تعالى في حياتهم، وأن يتقوا الله في شبابهم ، فالإنسان مسئول عن عمره كله ، ومسئول عن شبابه كله ، ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسئل عن خمس عن عمره فيماأفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وماذا عملفيما علم ) ، يُسئل الإنسان عن ذلك كله ، يُسئل عن العمر لأنه الموهبة الكبرى ،وهؤلاء الذين يقضّون أوقاتهم في مطالعة هذه المواقع الإباحية إنما يضيعون أعظم شيءفي حياتهم لأنهم يضيعون الحياة نفسها ، والحياة هي أعظم شيء لأن نعم الله تباركوتعالى تنبني على هذه النعمة الكبرى ، فلولا نعمة الحياة لما أحس الإنسان بنعمة قطمن نعم الله سبحانه وتعالى ، على أن هذه الحياة وهبت له لا لأجل أن يتهالك فيها علىملذاتها ، وإنما وهبت له من أجل أن يعمل فيها لحياة أفضل ، لحياة الخلود ، لحياةالبقاء ، لحياة الجزاء ، لحياة لا يعقبها موت وكل ما فيها من خير لا يهدده شر ،فصحتها لا تكدر بمرض ، وغناها لا يهدده فقر ، وشبابها لا يكدره ذكر هرم ، وإنماتلكم حياة أبدية لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى بحيث سلك الطريقة القويمة التي تسعدهفي الدار الآخرة عند ربه سبحانه .
فعلى هؤلاء أن يتقوا ، وأيضاً عليهم أنيعرفوا نعمة شبابهم ، فالشباب ليس فرصة للتهالك على هذه الموبقات ، وإنما هو فرصةللعمل الصالح ، للطموح إلى معالي الأمور ، فالأمم تقاس بشبابها رقياً وانحطاطاوتقدماً وتأخرا ، فبقدر ما تكون شبيبتها على صلاح واستقامة وبر ووفاء وحب لله تعالىوخشية منه تكون الأمة عزيزة تكون كريمة ذات شأن عظيم ، وبقدر ما يتهالك شبابها علىموبقات الأمور تكون أمة ساقطة لا قيمة لها ، فمن هنا كانت الضرورة إلى تربية هؤلاءالشباب على الصلاح والاستقامة والبر والإحسان والطموح إلى معالي الأمور والترفع عنسفاسفها .
هؤلاء نصيحتي لهم أن يعرفوا قيمة شبابهم ، وأن يعرفوا قيمة عمرهم، على أن الإنسان قد يكون في غضارة الشباب ، وفي أزهى الفتوة فإذا به يأتي ريبالمنون ليقطع دابره فجأة واحدة فيتحول إلى جثة هامدة ثم يتحول بعد ذلك إلى عظامنخرة ، ولا يدري الإنسان متى يفجأه ريب المنون ، فالناس جميعاً مثلهم في هذه الحياةكمثل سجناء حكم عليهم جميعاً بالإعدام ولكن لا يدري الإنسان ساعة تنفيذ الحكم ، وأيحكم أبلغ من حكم الله تبارك وتعالى الذي يقول (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِوَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِالنَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّمَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران : 185، فجدير بالإنسان أن يتقي الله ، وأن ينهى نفسهعن هذه السفاسف ، وأن يربأ بنفسه عن الانحدار إلى هذه الدركات ، وعن الرعي في هذهالمراعي الوبيئة . انتهى
ويمكنكم الاطلاع على هذه الفتوى للدكتور حسام الدينعفانة ، بعنوان :
مشاهدة الأفلام الجنسية والصور العارية
واللهأعلم.
...............................
حكم الشرع على من يدخلعلى المواقع الإباحية
السؤال:
لي صديق يستخدم الانترنت ويدخل علىمواقع تعرض صورا فاضحة، فما هو الحكم الشرعي في ذلك ، وكيف يمكنني مساعدته للابتعادعن هذه الأمور؟
لإجابة:
لا يجوز النظر إلى الصور الفاضحة التي تعرضمفاتن المرأة ، سواء في مواقع الانترنت أو في الجرائد أو المجلات أو غيرها ، وذلكلأن النظر إليها وسيلة إلى التلذذ بها ومعرفة ذات الصورة ومعرفة جمالها .
وهذا قد يكون وسيلة إلى الحصول عليها فيحرم ، لأن الوسائل لها أحكامالغايات ( فتاوى اللجنة الدائمة 2424 ) بتصرف
ولقد تهاون كثير من الناس فيالنظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة لها ، وهذا أمر خطير جدا ،لأنه لابد أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل تجره إلى أن يتعمد النظر إلى المرأةمباشرة ، وقد قال تعالى : ** قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكىلهم ** [النور:30]. (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين2/268) بتصرف .
ويمكنكأيها الأخ مساعدة صديقك للابتعاد عن هذا الأمر بإدامة النصح له وتخويفه بالله تعالىوأنه مطلع عليه لا يخفى عليه من أمره شيء ، وتذكيره بنعمة الله تعالى عليه بأن رزقهبصرا يرى به ما ينفعه ، وحرم عليه أن يستعمله في النظر إلى ما حرم الله ، وهو جلجلاله سائله عنه ، ولذلك ختم الله تعالى الآية السابقة بقوله : ** إن الله خبير بمايصنعون ** [النور:30] ، وقال تعالى : ** كل أولئك كان عنه مسؤولا ** [الإسراء:36]
ولو تأمل العاقل وهو ينظر إلى هذه الصور المحرمة الفاتنة لأدرك أنه لا يجنيمن وراء هذه النظرات إلا الحسرات والآلام والآهات ، إذ لا يستطيع أن يظفر بحقيقةهذه الصور ، وصدق الشاعر إذ يقول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا
لقلبكيوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنتصابر
وقال آخر :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوسولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغير موقوف علىالخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
فتبين أنهليس من وراء النظر إلى هذه الصور الفاضحة إلا سخط الله وضياع الوقت والمال في غيرمرضاته ، وتعذيب النفس .
والواجب على المسلم أن يقبل على طلب العفافبالنكاح ، وبذل الأسباب لذلك .
وترك رفقاء السوء الذين قد يكون لهم أثر سيءفي التعرف والحث على تصفح مثل هذه المواقع السيئة .
وليشغل الإنسان وقتهبما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه ، كحفظ كتاب الله وحضور مجالس الذكر ، وتصفحالمواقع التي تعرض الفائدة والعلم الصحيح النافع.