،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( بوراشد ) ، هو ما قاله الأخ الحبيب والمشرف القدير ( الخزيمة ) فقط لي تعقيب حول ما ذكره العلامة ( السيوطي ) نقلاً عن ( القاضي أبو يعلى ) ، حيث أن مسألة تشكل الجن تخضع لقانون غيبي عن الإنسان ، وهذا لا يصل لنا إلا عن طريق الوحي أو عن طريق الجن أنفسهم ، أما عن طريق الوحي فقد أخبرنا بأن الجن والشياطين تتشكل بأشكال الإنس ، وقد ذكرت بعض الروايات في ذلك ، حيث جاء الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك ، ووعدهم بالنصر ، وفيه أنزل :
( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ 000 )
( سورة الأنفال – الآية 48 )
يقول صاحب التفسير الميسر : ( واذكروا حين حسَّن الشيطان للمشركين ما جاؤوا له وما همُّوا به, وقال لهم: لن يغلبكم أحد اليوم, فإني ناصركم ) 0
ولكن عندما التقى جيش المسلمين بجيش الكفار ، وعاين الملائكة تنزل من السماء ، ولى هاربا :
( 000 فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
( سورة الأنفال – الآية 48 ) 0
يقول صاحب التفسير الميسر : ( فلما تقابل الفريقان: المشركون ومعهم الشيطان, والمسلمون ومعهم الملائكة, رجع الشيطان مُدْبرًا, وقال للمشركين: إني بريء منكم, إني أرى ما لا ترون من الملائكة الذين جاؤوا مددًا للمسلمين, إني أخاف الله, فخذلهم وتبرأ منهم. والله شديد العقاب لمن عصاه ولم يتب توبة نصوحًا ) 0
يقول الشيخ أبو بكر الجزائري – حفظه الله – : ( ظهور بعض الجان لبعض الناس ، ومخاطبتهم إياهم وهذا أيضاً متواتر الأخبار بحيث يعد إنكاره غباء وجهالة 0 أو مكابرة وجحوداً ، لا يرضاها العاقل لنفسه ) ( عقيدة المؤمن – ص 211 ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا ، وكذلك بصورة القط الأسود ؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 52 ) 0
قال القرطبي : ( وبلغنا في فضائل عمر بن عبدالعزيز – رضي الله عنه – مما حدثنا به أبو بكر بن طاهر الأشبيلي أن عمر بن عبدالعزيز كان يمشي بأرض فلاة ، فإذا بحية ميتة ، فكفنها بفضلة من ردائه ، ودفنها فإذا قائل يقول : يا سرق أشهد ، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : ستموت بأرض فلاة ، فيكفِّنك ويدفنك رجل صالح ، فقال : ومن أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا من الذين استمعوا القرآن من رسول الله 0 ولم يبق منهم إلا أنا وسرق وهذا سرق قد مات ) 0
وقال – رحمه الله - : ( وقد قتلت عائشة – رضي الله عنها حية رأتها في حجرتها تستمع وعائشة تقرأ ، فأتيت في المنام فقيل لها : إنك قتلت رجلاً مؤمناً من الجن الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : لو كان مؤمناً ما دخل على حرم رسول الله ، فقيل لها : ما دخل عليك إلا وأنت متقنعة وما جاء إلا ليستمع الذكر 0 فأصبحت عائشة فزعة واشترت رقاباً فاعتقتهم ) ( الجامع لأحكام القرآن – 16 / 214 – 215 ، وقد ذكر الشبلي في كتابه " أحكام الجان " رواية " عائشة " ص ( 89 ) ، من طريق أبو الطيب أحمد بن روح عن محمد بن عبدالله بن يزيد مولى قريش ، عن عثمان بن عمر عن عبيدالله بن أبي يزيد عن ابن أبي مليكة ، ورواية " عمر بن عبدالعزير"– ص ( 62 ) ، من طريق أبو بكر بن طاهر الأشبيلي القيسي عن أبي علي الغساني ) 0
ولذلك أصبح ذلك الأمر من عقيدة أهل السنة والجماعة لورود الدليل ، أما الكيفية فلم يرد لنا نص صريح صحيح لا في كتاب الله ولا قي سنة رسوله ، أما أن ينقل الأمر عن الجن أنفسهم وهذا وارد ولكن لا يعتد به ولا ينقل لأنه قد نعتهم رسول الله فقال في الحديث الصحيح :
( أما أنه قد صدقك وهو كذوب )
ولذلك يلزمنا التوقف وهذا هو الأصل في المسألة 0
ولو قال بخلاف ذلك من السلف والخلف نطلب الدليل لأن الأمر يقع في ضمن نطاق الغيب وهذا مغيب عن الانسان ويحتاج لما يعضده ، وحسب علمي القاصر فلا دليل البتة على كيفية تحول الجن من خلقتهم إلى خلقة الإنس أو الحيوان ، ونقول هي قدرة من الله سبحانه وتعالى بكيف لا يعلمه إلا هو ، وهذا ما أشار إليه الأخ الحبيب والمشرف القدير ( الخزيمة ) ، والله تعالى تعلم وأحكم 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0