اتصل بي أحد الإخوة الأفاضل من طلبة العلم في مدينة ( حائل ) بالمملكة العربية السعودية أعزها الله يطلب مني درساً في ( البالتوك ) عن الرقية الشرعية ، وقدم لي الاسم الخاص به حتى أستطيع الدخول وإعطاء الدرس المطلوب ، وبدأت أتحسس طريقي نحو البالتوك ، ولا أنكطر أنني كنت سابقاً أعطي بعض الدروس العلمية في غرفة ( رياض الصالحين ) إلا أن ذلك كان منذ فترة طويلة وانقطعت عنه لانشغالاتي الكثيرة ، وعند عودتي مرة أخرى وجدت الأمر قد اختلف كلياً مما تتطلب مني البحث وتحسس الطريق ثانية ، ودخلت أحد الغرف ، تحت مسمى ( الإسلام هو الحياة ) ، فرحبوا بي ثم سألني أحدهم : ( ما قولك برجل إذا فتح الباب خرج للناس عرياناً ؟؟؟
فكتبت له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحياء شعبة من الإيمان )
فقال لي : أريد رأيد الشخصي 0
فقلت له : لا رأي لي بعد الإسلام 0
فألح علي برأيي الشخصي عن الموقف 0
فقلت له : إما أنه مريض نفسي ، أو أنه مشلط ( أي لا حياء عنده ) 0
ثم ذكر لي الحديث التالي : ( قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله ) 0
وإذا بي قد وقعت في غرفة للنصاري سود الله وجوههم ، ولمزيد من الفائدة أطرح الموضوع حتى لا يشكل على كثير من الناس الحديث آنف الذكر 0
ما صحة هذا الحديث ؟؟؟
تحت عنوان : وضع اعداء الإسلام من النصارى الحديث التالي في مواقعهم للطعن في رسولنا الكريم . فأرجو بيان مدى صحة الحديث :
حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني حدثني أبي يحيى بن محمد عن محمد بن إسحق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت : ( قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله ) 0
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه
الجواب :
الحمد لله ،،،
هذا الحديث أخرجه الترمذي ، ولم تثبت صحته ففي سنده أبي يحيى بن محمد ، قال عنه الذهبي ضعيف وقال عنه الساجي : في حديثه مناكير وأغاليط وفي الحديث علة أخرى : ابراهيم بن يحيى بن محمد وهو لين الحديث وقال عنه الرازي ضعيف ، وقد أورد العلامة الإلباني الحديث ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة ( ضعيف الترمذي / 516 ) 0
وهكذا عزيزي السائل يتبين لك مدى ضعف هذه الرواية ومدى سقوط الاحتجاج بها , وان خصومنا من النصارى يتعلقون بالضعيف والمكذوب نسال الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان .
ولا يفوتنا هنا بعد ان بينا ان هذا الحديث لا يساوي شىء عندنا أن ننقل للنصارى ما جاء في انجيل يوحنا المقدس عندهم عن الرسول بطرس :
بطرس الرسول - صخرة الكنيسة - عارياً على شاطىء البحر !!!
يروي يوحنا قصة ظهور المسيح لتلاميذه عند بحيرة طبرية قائلاً : (( بعد هذا اظهر ايضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .ظهر هكذا . كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم . قال لهم سمعان بطرس انا اذهب لأتصيد .قالوا له نذهب نحن ايضا معك .فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا . ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ .ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع . فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم إداما .اجابوه لا . فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا .فالقوا ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك . فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس : هو الرب .فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عرياناً والقى نفسه في البحر .)) يوحنا 21 : 1 - 7
ان الحدث الغريب حقاً أن بطرس الرسول عندما سمع أن المسيح قد حضر اتزر بثوبه (( لأنه كان عرياناً وألقى بنفسه في البحر )) . يوحنا 21 : 7 . كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطىء البحر ؟! ولماذا يخجل من التعري عندما سمع بحضور المسيح فقط؟! هل التعري جائز في غياب المسيح وغير جائز في حضورة ؟! كيف كان بطرس الرسول الملقب بصخرة الكنيسة عارياً على الشاطىء أمام التلاميذ ومن كان موجودا ؟!
بارك الله فيكم أحبيتي الأفاضل ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0