بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
بسم الله و لا إله إلا الله , و لا حول و لا قوة إلا بالله , و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله , و على آله و أصحابه و التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
إن الخوض في مسألة الأمراض الروحية لا يعتبر خوضا في مسائل الغيبية كما يزعم البعض. ذلك لأن هذه الإصابات تكون لها أعراض و آثار وعلامات تدل على وقوعها و حدوثها, مما ينفي عن دراستها و مبادرة علاجها الرجم بالغيب.
و نظرا للعلاقة المطردة بين الإصابة بالمرض الروحي و كافة الأمراض العضوية و النفسية الأخرى ,
و إمكانية اشتراك الأعراض بين كافة تلك الأمراض .
فانه لا بد من توخي الدقة و الحذر , مع عدم الاستعجال في الحكم على الحالة. و ذلك يستوجب دراستها دراسة علمية موضوعية تخضع لضوابط و أدوات مميزة, تمكن من تحديد العلة وأ سبابها في مرحلة أولى. ثم في مرحلة ثانية وصف الدواء الموافق ليكون نافعا و مجديا بإذن الله عز و جل.
و عليه و نظرا لأهمية الموضوع و حساسيته , و حتى يتم تأطير و ضبط أسس و أدوات لتشخيص موضوعي و سليم . رأينا أنه من الواجب تحرير مقال في الشأن , نضبط فيه بعض الأدوات الأساسية لعملية التشخيص . و الله المستعان و عليه التكلان ...
هو عملية التعرف على نوع المرض و تحديد الحالة المرضية.
و يتم ذلك عبر العلامات الظاهرة و الأعراض و أيضا من نتائج الإجراءات التشخيصية المختلفة.
الإجراءات التشخيصية تتمثل في دقة الملاحظة لحركات و سكنات المصاب, مع ضبط الأعراض التي سيذكرها بنفسه.
أو يدلو بها احد أقربائه. كما يكون ذلك بطرح أسئلة موجهة و مركزة.
مفرده عرض . هو كل تغير يطرأ على سلوك الشخص و على جسمه ونفسه و روحه . و يستدل به على إصابته بعلة أو مرض .
هناك من الأعراض التي يشعر بها فقط المصاب ( كالألم و والوخز و الصداع و الغثيان ) و لا يستطيع المعالج و الراقي ملاحظتها , لكن يستدل عليها من معانات المريض نفسه.
و هناك أخرى يلاحظها معاشروا المريض أو محيطه العائلي، دون أن يكون المريض نفسه مدركاً لها , مثال دلك التحدث أثناء النوم و الأنين ...
و أيضا هناك أعراض تتبين فقط عند قراءة القرآن أو الإستماع له , أو عند سماع الآذان ... لذلك رقية التشخيص تكون ذات أهمية قصوى إضافة لما يجمعه الراقي من معلومات من الشخص نفسه و من محيطه و حتى من أحلامه .
و لا يخفى عنكم أن هاته الأعراض تخضع لعوامل عديدة ... سأذكر منها فقط ثلاثة أنواع
- أعراض تخضع لإمتداد زمني
أ - فالتي تخضع لعامل الزمن و امتداده, نذكر منها
_ ما تكون طارئة و حادة و تكون محدودة في الزمن و مكانها بالجسم, فهي تظهر بسرعة و تختفي كذلك, فهي غالبا ما لا تدوم ... و هذه لا نبني عليها التشخيص
_ ما تظهر ببطء و تتطور ببطء و هي التي تأثر تأثيرا بالغا في حيات المصاب. و قد لا يتفطن لها إلا بعد تمكن المرض منه و أحيانا يتجاهلها المصاب.
ب - و التي ترتبط بالأسباب و العلة أو المرض الروحي نذكر منها :
_ العرض الرئيسي. و هو العرض الذي يمكن من تشخيص المرض بدقة متناهية بمفرده.
_ العرض المصاحب. أو الثانوي وهو يكون مصاحب للعارض أو العوارض الرئيسية . و لا وجود له بدونها ...
_ العرض الجانبي. و هو ما يظهر على المصاب من آثار بسبب العلاج و الرقية و لا يدخل في تشخيص المرض و لا في تحديده ( مثل أستعمال مكثف للحرمل )
_ العرض الحادثي. وهو عرض يظهر فجأة و يساعد في التشخيص و العلاج ... غالب الأحيان لم يتفطن لوجوده من الأول لسبب من الأسباب التي تتعلق بالمريض .
ج - الأعراض من خارج الجسم . و تكون عادة تحرشات و إعتدائات , فالجن قد لا يدخل الجسم و يبقي من الخارج و يأثر على الشخص بريحه و بأفعاله.
و أذكر لكم مثال الشعور بالنمل يمشي على الرأس , و الخدوش التي تظهر بالزيت المرقي .
هو كل ما يرويه المصاب من شكاوي تكون بدنية , نفسية واجتماعية.
إضافة إلى ذكر أول ظهورللأعراض و تكرارها
مع ذكر مقدماتها. كل ذلك يعتبر قصة المريض مع مرضه.
كما يقوم المعالج الراقي باستقصاء السيرة المرضية من خلال أسئلة مرتبة توجه للمصاب.
تشمل النواحي المهمة، وتساعد في تشخيص المرض كخطوة أولى للبحث عن العلاج الموافق
تشتمل السيرة المرضية التي يرويها المصاب , على عدة جوانب
الجانب الرئيسي: و يشتمل على الأعراض الرئيسية التي تطرأ على المريض وتعيقه في حياته أو تقلقه
عادة يكون أول ما يذكره المصاب و لذا يعتبر الدافع للعلاج
الجانب الحالي: و هو ما يشكو منه المصاب لحظة تواجد المعالج الراقي . و قد يغطي ذلك على الشكوى الرئيسية , لذلك تتوجب الفطنة لتمييز الأعراض
العامل الزمني: و يشتمل على
- بداية المرض: متى بدأت الأعراض لأول مرة و متى بدأ يشتكي ؟
- استمراريته: كم تبقى الأعراض تؤثر, هل الشكوى مستمرة أم متقطعة, كم يدوم ذلك ؟
- التردد: كم مرة تعود النوبات أو الحالة, في اليوم في الشهر في السنة ؟ بانتظام أم لا ؟
- المراحل: و هي التغيرات الملاحظة في تطور الحالة, و المدة الزمنية لكل منها
المؤثرات: هي العوامل المؤثرة على المرض؟ ماذا يزيد من المرض أو يسبّبه باعتقاد المريض نفسه؟ وماذا يخفف منه؟ ويدخل في المؤثرات أيضاً الأدوية والعلاجات التي جربها المريض بكافة أنواعها , روحية و حسية.
السيرة الحيوية: و تشتمل على الشهية و النوم و الإسهال و الإمساك...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته