السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على فرد ؟
قد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فرض عين ، وذلك في حق من يرى المنكر ، وليس هناك من ينكره ، وهو قادر على إنكاره ، فإنه يتعين عليه إنكاره ، لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك .[عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص142 ]
ما هو الحامل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
اعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تارة يحمل عليه رجاء ثوابه ، وتارة خوف العقاب في تركه ، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه ، وتارة النصيحة للمؤمنين ، والرحمة لهم ، ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه ، من التعرض لغضب الله وعقوبته في الدنيا والآخرة ، وتارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته ، وأنه أهل لأن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، وأن يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال ، كما قال بعض السلف : وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله ، وأن لحمي قرض بالمقاريض ، وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز – رحمهما الله – يقول لأبيه : وددت أني غلت بي وبك القدور في الله عز وجل .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص255 ]
هل تستخدم الشدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم اللين ؟
ما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى :
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب *** وقـد لان مـنه جانب وخطاب
فلما دعـا والسيف صلت بكـفه*** له أسلموا واستسلموا وأنابوا
والخلاصة : أن الشريعة الكاملة : جاءت باللين في محله ، والشدة في محلها ، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ، ولا يجوز أيضاً : أن يوضع اللين في محل الشدة ، ولا الشدة في محل اللين ، ولا ينبغي أيضاً : أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط ، ولا أنها جاءت بالشدة فقط ، بل هي شريعة حكيمة كاملة ، صالحة لكل زمان ومكان ، ولإصلاح كل أمة ، ولذلك جاءت بالأمرين معاً ، واتسمت بالعدل والحكمة والسماح .
[ عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص133-134 ]
هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للعنة الله ؟
قال تعالى : ** لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ** وهذا غاية في التغليظ ، إذ علل استحقاقهم اللعنة ، باستهانتهم بأمر الله ، وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج15 ص16 ]
هل الإنكار بالقلب فرض على الجميع ، وما هي كيفيته ؟
الإنكار بالقلب فرض على كل واحد ، لأنه مستطاع للجميع ، وهو بغض المنكر وكراهيته ، ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان .
[ عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص143 ]
هل يكون إنكار المنكر سراً أو جهراً ؟
الأصل أنه من أظهر المنكر أنكر عليه جهراً ، ومن أسر به لم تجز المجاهرة بالإنكار عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (3/434): " وأما إذا أظهر الرجل المنكرات وجب الإنكار عليه علانية ولم يبق له غيبة " انتهى .
هل حاضر المنكر كفاعله ؟
لا يجوز لأحد أن يشهد مجالس المنكرات باختياره بغير ضرورة ، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم شربوا الخمر ، فأمر بجلدهم ، فقيل : فيهم فلان صائم ، فقال : به ابدأوا ، أما سمعت الله تعالى يقول : ** وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم ** فجعل حاضر المنكر كفاعله . [ مختصر فتاوى ابن تيمية ص 504 ]
إذا أنكر على صاحب المنكر المستتر سراً فلم ينته فما العمل معه ؟
إذا نهاه المرء سراً فلم ينته فعل ما ينكّـف به من هجر وغيره ، إذا كان ذلك أنفع في الدين . [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص 217 ]
من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً وطلباً للعز ما عاقبته ؟
المداهن لا بد أن يفتح الله له باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز ، وقد قال بعض السلف " من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الطاعة ، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه ، فكما هان عليه أمر الله أهانه الله وأذله ** نسو الله فنسيهم **.
[ حمد بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص76 ]
هل يسقط إنكار المنكر عمن يخشى أن يُسبَّ أو يُشتم ؟
إن خاف السب ، أو سماع الكلام السيئ ، لم يسقط عنه الإنكار بذلك ، نصَّ عليه الإمام أحمد ، وإن احتمل الأذى وقوي عليه فهو أفضل ، نصَّ عليه أحمد أيضاً .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص249 ]
أشكو من الخوف والهيبة عند إنكار المنكر أو السؤال عن العلم ، فما علاج ذلك ؟ وفقكم الله لكل خير .
هذا الخوف والهيبة إنما هو تخذيل من الشيطان ، فلتحذر ذلك ، وكن قوياً ، ولا تستحي إن الله لا يستحي من الحق ، وعليك أن تسأل ولا تستحي ، وأن تنكر المنكر ولا تستحي ، إذا كان لديك العلم والبصيرة فعليك أن تدعو إلى الله ، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، بالأسلوب الحسن ، وليس في هذا حياء ، فالحياء الذي يمنع من الحق إنما هو ضعف وعجز ، وليس بحياء ، وإنما الحياء الشرعي الذي يمنعك من الباطل ، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ) ( الحياء خير كله ) هذا الحياء الذي يمنعك من الباطل ، فيمنعك من الزنى ، ويمنعك من الخمر ، ويمنعك من مجالسة الأعداء ، ويمنعك من كل شر ، هذا هو الحياء الشرعي .
[ ابن باز / فتاوى إسلامية ج4 ص293 ]
متى يكون الرفق ومتى تكون الغلظة ؟
قال أحمد : الناس محتاجون إلى مداراة ورفق ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا غلظة ، إلا رجل معلن بالفسق ، فلا حرمة له . [ جامع العلوم والحكم ج2 ص256 ]
ما هي آثار انتشار المنكرات على الناس ؟
متى صار العامة يرون المنكرات بأعينهم ، ويسمعونها بآذانهم ، زالت وحشتها وقبحها من نفوسهم ، ثم يتجرأ الكثيرون أو الأكثر على ارتكابها .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص10 ]
بعض الناس لا يأمر ولا ينهى أبداً بحجة طلب السلامة ، ما القول هنا ؟
لما كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة ، صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة ، كما قال عن المنافقين ** ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ** .
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص165-166 ]
ما حكم تارك إنكار المنكر مع قدرته على إنكاره ؟
تارك إنكار المنكر مع القدرة على إنكاره ، كمرتكبه ، وهو من الفاسقين الداخلين في الوعيد . [ عبد الله بن سليمان بن حميد / الدرر السنية ج15ص54 ]
ماذا تكون نتيجة التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأساس الأعظم للدين ، والمهم الذي بعث الله لأجله النبيين ، ولو أهمل لاضمحلت الديانة ، وفشت الضلالة ، وعم الفساد ، وهلك العباد ، إن في النهي عن المنكر حفاظ الدين ، وسياج الآداب والكمالات ، فإذا أهمل أو تسوهل فيه ، تجرأ الفساق على إظهار الفسوق والفجور بلا مبالاة ولا خجل .
منقووووول