أفادت دراسة جديدة نشرتها مجلة “علم الدوائيات العِرقية”، أن الزعفران، وهو أحد أصناف التوابل والبهارات المستخدمة في الشرق الأوسط، قد يكون فعالا في معالجة حالات الاكتئاب البسيطة إلى المتوسطة.
وأوضح الباحثون أن اضطرابات الكآبة تؤثر في نحو 19 مليون أمريكي سنويا، وغالبا ما يصاب الأشخاص المكتئبون بنقص كبير أو زيادة في الوزن، وكثرة النوم أو الأرق، ومشاعر الإحباط، وفقدان قيمة الحياة، وعدم الشعور بالفرح أو البهجة، أو الاستمتاع بالنشاطات المختلفة، إلى جانب صعوبات في التفكير والتركيز، مع مزاج سيئ دائم وأفكار تشاؤمية في الانتحار أو الموت.
وأشار هؤلاء إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمرتين، مقارنة بالرجال، كما يتعرض الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة كالمشكلات القلبية والاضطرابات الهرمونية وداء الباركنسون والسكري والزهايمر لخطر أعلى أيضا.
ولفت الأطباء إلى أن معالجة الاكتئاب تكون في الغالب اتحادا من العلاج النفسي والدوائي، مثل عقاقير “بروزاك” و”باكسيلو”، التي تزيد مستويات مادة السيروتونين الدماغية، وتحسّن المزاج، ويمكن أن يتعاطى المريض أكثر من نوعين من الأدوية في آن واحد، إلا أن معظم المرضى لا يتحملون التأثيرات الجانبية لها، التي تشمل القلق وفقدان الشهية واختلال الوظائف الجنسية، لذا تم الاستعانة بالطبيعة لاكتشاف علاج فعال للكآبة.
وقد توصل الباحثون إلى بعض العلاج العشبي كنبتة القديس يوحنا، التي ازدادت شعبيتها مؤخرا بديلاً للأدوية المضادة للكآبة، في حين أثبتت الدراسة الجديدة فعالية الزعفران المستخدم بكثرة في العديد من أطباق الشرق الأوسط، واستخدم سابقا في الطب الشعبي الفارسي (الإيراني)، لمعالجة آلام المعدة، وتخفيف الألم الناتج عن حصى الكلى، ومعالجة الكآبة، كمضاد للسرطان ومقو للذاكرة.
ووجد الخبراء أن للزعفران خصائص مضادة للكآبة، حيث يعمل على زيادة مستويات مواد كيميائية معينة في الدماغ، ومنها السيروتونين، نظرا لاحتوائه على عناصر نشطة هي “كروسين” و”سافرانال”.
وقام هؤلاء الباحثون باختبار تأثير الزعفران مع عقار “فلوكسيتين” في أعراض الكآبة البسيطة إلى المتوسطة، على 38 شخصا، راوحت أعمارهم بين 18 و55 عاما، لمدة 6 أسابيع، تم إعطاؤهم إما 30 ملليغراما من خلاصته المجففة، أو دواء عاديا.
وأظهرت النتائج، في نهاية الدراسة، أن العلاج بالزعفران ودواء “فلوكسيتين”، حققا تحسنا ملحوظا على أعراض الكآبة، عند الأشخاص الذين تعاطوه، ولم يعان أي من أفراد مجموعة الزعفران من تأثيرات جانبية متعلقة بخلل الوظائف الجنسية أو الارتجافات أو التعرّق.
وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى، التي تبحث في فعالية استخدام الزعفران في علاج الكآبة، لذا دعا العلماء إلى إجراء المزيد من الدراسات لتقويم سلامته وفعاليته بصورة أدق .
منقول .... مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .