،،،،،،
الأخ الفاضل ( أبو ياسمين ) حفظه الله ورعاه
قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :
هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه
هلا وغلا بالأخ الحبيب ( أبو ياسمين )
في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي
وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم
هلا فيكم
ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم
تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة
ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0
اعلم - يا رعاكم الله - بأن الموقع والمنتدى يعتمد في الأساس على التأصيل الشرعي فيما يتعلق بكل كبيرة وصغيرة متعلقة بعلم الرقفية الشرعية والأمراض الروحية ، بل المنهج يسير على أن الرقية توقيفية تعبدية ، أما طرحكم السابق فأجيب عليه من عدة أوجه :
الأول : لا بد أن نعلم يقيناً بأن المعالج يتعامل مع الآثار المترتبة عن المرض الروحي بمعنى أنه يتعامل مع الأعراض الخاصة بالمرض ، وهذا لا دخل له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة الغيب التي بينها وأوضحها الأخ الحبيب والمشرف القدير ( الخزيمة ) 0
الثاني : لو تتبعت المنتدى بدقة تجد أن تشخيص الحالات المرضية من قبلي أو من قبل المشرفين الأفاضل لا يكون جزافاً ، إنما يعتمد على الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية للحالة المرضية وهذا ما نسمية بـ ( الدارسة التاريخية للحالة المرضية ) من حيث وقت الاصابة ومتابعة الحالة لحين الرقية ومن ثم العلاج للحكم بعد ذلك والوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل 0
الثالث : تلاحظ أن مسألة التشخيص لا تبنى على الجزم واليقين بل على غلبة الظن ، فكلنا يعلم بأن المعالج بشر وقد يخطئ التشخيص وبخاصة أن الفروقات بين الأمراض الروحية قد تكون دقيقة في كثير من الحالات وكذلك الأعراض في تفصيلاتها مغيبة عن الانسان 0
الرابع : أن المنتدى لا يستطيع احتكار الكتابة للمشرفين الأفاضل فقط ، فمن يكتب من الأعضاء الكرام يقوَّم ويسدد ، ومن وافق الشرع أيدناه وسددناه 0
أما بخصوص قولكم - يا رعاكم الله - :
( ومعتقدهم فى هذا انا المعالج اذا قرأ على المريض ايات السحر ويتعب الجنى من هذه الايات ويقول بان هذه الحاله سحر ومنهم من اذا قرأ على المريض ايه"واتبعوا ما تتلو الشياطين 000000000" ويتعب المريض منها فيقول له المعالج عندك سحر التفرقه ومنهم من اذا قرأ على المريض " ان شجرة الزقوم طعام اثيم 00000" ويتعب المريض منها فيقول له انتا آكل او شارب )
قلت وبالله التوفيق : المنتدى لا يسير مطلقاً على ما يخالف الكتاب والسنة وأقوال علماء المة ، ولذلك تراني تعرضت لهذه المسألة في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) قلت فيه :
يلجأ بعض المعالجين لتفسير بعض الآيات التي يرقون بها المرضى لتفسيرات خاطئة حسب فهمهم القاصر دون العودة للينبوع الحقيقي في تفسير تلك الآيات ، كما فسرها الصحابة والتابعون والسلف وعلماء الأمة ، ومما لا شك فيه أن ذلك خطأ وانحراف عن منهج السلف الصالح في تفسير تلك النصوص ، وأذكر بعض تلك النماذج :-
* قال تعالى في محكم كتابه :
( وَجَعَلوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ )
( سورة الصافات – الآية 158 )
قال ابن كثير – رحمه الله - : ( أي أن الذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم وقولهم الباطل بلا علم ) ( تفسير القرآن العظيم - 4 / 24 ) 0
زعم بعض المعالجين أن قراءة هذه الآية تؤدي لاستحضار الجني الصارع المتلبس بالإنسي ، وهذا تفسير قاصر يخالف تفسير علماء الأمة لهذه الآية الكريمة ، كما بين ذلك ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره آنفا 0
* قال تعالى في محكم كتابه :
( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا )
( سورة الصافات - الآية 158 )
قال ابن كثير : ( أي مانع حائل أن يصل الينا مما تقول شيء وقوله ( حجابا مستورا ) أي مستورا عن الأبصار فلا تراه وهو مع ذلك حجاب بينهم وبين الهدى ) ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 43 ) 0
وتفسير ذلك من قبل البعض على نحو خاطئ ، وادعاء أن من يقرأ هذه الآية الكريمة يجعل الله سبحانه وتعالى بينه وبين الجن والشياطين حاجزا وسدا منيعا بحيث لا يستطيعون إليه سبيلا 0
علما أن قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى فيه حفظ وصون للمسلم إن قرأ بتأمل وتدبر وعمل بمقتضاه ، وهناك بعض الآيات والأذكار التي ورد بها النص والتي تقي وتحفظ من الشيطان ، كآية الكرسي ، وحديث من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له 000 كانت له حرزا من الشيطان 000 الحديث 0
وتفسير القرآن بالرأي الذي يستند للهوى والمذهب دون معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول ، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالتها ، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول ، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن ، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر يعتبر باطلا ومردودا ، ولا يقبل بأي حال من الأحول ، خاصة إن صدر من جاهل ليس له علم بالكتاب والسنة ، ولا يبني الاستنباط والقياس بناء على أقوال أهل العلم ، وقد عنيت تحت هذا العنوان بعض جهلة المعالجين ممن أصبح يتأول ويفسر النصوص القرآنية والحديثية بناء على ما يمليه عقله دون علم شرعي أو وازع ديني أو رادع أخلاقي ، وقد أورد الترمذي بابا من أبواب تفسير القرآن بدأ به بعنوان ( باب الذي يفسر القرآن برأيه ) 0
أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت ، وعموماً بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو ياسمين ) وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0