من أستسلم للمرض و أستساغه وأنس به لزمه المرض وأصبح رفيقه
نلاحظ أن البشر عامة يميلون إلى الأشخاص الأقوياء و الظرفاء والمرحين والمستبشرين والمتفائلين والنشطين والجوادين والبسطاء ..
ويبتعدون عن ثقيلي الظل والضعفاء والكئيبين المتزمتين الانطوائيين المتكلفين ..
والسبب أن الإنسان دائما يبحث عن السلوى والبهجة والسرور والتفاؤل والنشاط ..
فكل فرد تمر به ظروف مختلفة سيئة وضغوط نفسية مدمرة ومعاكسات في حياته قد تفقده توازنه وحتى يستطيع التغلب على هذه الظروف السيئة عليه بتغيير مكانه ومحيطه لترفيه نفسه وشحذ همته وتقوية ذاته للتغلب على الصعاب ..
وحتى يستطيع الإنسان التغلب على آلامه وأحزانه عليه أن يعرف كيفية تسريب هذه الهموم والمشاكل عبر قنوات تصريف خارج نفسه ووجدانه ..
فلا يدع مجالاً للأفكار السوداوية و الإحباطات الممية تسيطر على نفسه وتتغلغل داخل وجدانه فتدمره ..
فالقوة النفسية والجسدية تنبع من داخل الإنسان والإنسان بيده القدرة على تغيير نفسه وبناءها من جديد لتكون قادرة على مواجهة الصعاب ..
وكيف يكون ذلك ..
يكون بإختيار الصديق المتفائل القوي الصابر المثابر النشيط الحكيم ليبث في نفسك النشاط والقوة والحيوية متى فترت همتكِ وتكاسلت نفسك..
يكون أيضاً بإختيار الكتب المساعدة التي تحتوي المواصفات المطلوبة ..
و يكون بإختيار الجليس الطيب ..
وليس بالضرورة أن تتوفر كامل الصفات في شخص واحد و قد يكون مستحيل ولكن تجدها في أكثر من صديق ورفيق ..
،،،
والحقيقة أني لاحظت بعض الأشخاص هم حسب ما يقومون به ويوهمون أنفسهم به ..
فمن أستسلم للمرض و أستساغه وأنس به لزمه المرض وأصبح رفيقه الذي لا يستغني عنه بل متى رأيته تشعر كأن رائحة المرض تنبعث منه وتكاد تصيبك العدوى إذا كنت مهيئاً لذلك ..وهذا يقتل نفسه رويداً رويداً فلا يستمتع بشيء من جماليات الحياة ورونقها وإنما يجتر الآلام والأحزان إجترارا..
بينما القوي الصابر المحتسب المتفائل تراه يبعث في نفوس الغير القوة والنشاط والتغلب على الصعاب والسعادة والرضا ..
وتراه مستمتعاً بكل لحظة يغير كل الآلام والصعاب إلى نتائج طيبة وآمال جليلة ..
ولا شك أن السلامة النفسية والصحة المعنوية للإنسان تشكل 50% من الشفاء وأحياناً 75% من الشفاء وهذا عن تجربة ومشاهدة ..
فعندما يأنس الإنسان في نفسه القوة والنشاط فإنه يستصغر كل مصاب ويتغلب عليه ولا يتركه يسيطر على نفسه ويدمرها وبذلك يكون قادر على دفع الضرر عنه ..ومحاربته وقمعه في مهده قبل إستفحاله وتشعب جذوره ..
عندما يعرف الإنسان أن كل أمره خير ..ويعرف أسرار الدعاء والصدقة ويعرف جزاء الصبر و الإحتساب عرف الطريق الصحة النفسية والشفاء التام بإذن الله ..
كتبته أم سلمى
اليوم الثلاثاء
بتاريخ 24 صفر 1431هـ
الموافق9/ 2 / 2010م