إلى الفؤاد الذي أضنته أ مور تؤلمه توالت عليه و أطالت مكوثها ..
هل تعلم أنك جئت هذه الدنيا بدونها ..وستغادر دنياك مفارقا لها ؟
فطب واطمئن ..
واجعل من الصبر شرابا حلوا يذيقك لذة الرضى بالله وعنه .
أيها القلب ،
خل أوجاعك جانبا واستعن على ذلك بربك ..
وانطلق لعطاءات تنفعك و تثقل ميزانك .
لا تستسلم ، ولا ترض أن يمضي عمرك في غم يقضي على كل طموحات الخير فيك
لاتقل .. أنت تطلبين المحال ،
فما أحمله ثقيل كالجبال ،لا تكثر من هذه الآهات
فإنها توردك المهلكات ..
و لاتظن أنك قد بلغت الذروة من الابتلاءات ،
فلست خير الخلق ،
وربك يبتلي المرء على قدر دينه ،
فتلفت .. وقلب صفحات التأريخ لتأخذ العبر ،
ولتجد لك صحبا فاق بلاؤهم بلاءك
و كان لهم من الصبر والرضى مافاق صبرك
ويتقدمهم أنبياء الله عليهم السلام :
(( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) - هود 49-
أيها القلب ..
لم الجزع ، ولم تفتح للهموم أبوابك لتسكن غرفاته ، و تكدر مشاربه ؟!!
أين يقينك الذي تدعيه بربك الذي وعدك بالظفر ؟
أين توكلك الذي تتحدث عنه على الحكيم الذي ماابتلاك إلا ليرى كيف تفعل ؟
أرأيت كيف أمسك إبراهيم عليه السلام بالسكين ليذبح ثمرة فؤاده
أولست تذكر كيف ثبت يعقوب على فراق الحبيب سنوات هو يعلم يقينا أنه مازال حيا ؟
تذكر أن لك ربا بيده أن يربط عليك فيمنعك من الجزع ،
وبيده أن يلهمك الرضى فتذوق طعم البسمة صافية وأنت وسط البلاء ..
(( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ))- القصص 10 _
أيا قلبا رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ..
هيا لتنطلق بهمة شماء لنصرة دينك ..
تعلم وعلم .. تحرك و حرك ..
أعط و عمّر ..
وابتسم ..
هيا أيها القلب ..
ابتسم ..
تذكر الإخلاص ..
فأنا لاأريدك أن تبتسم لأجلي ..
ابتسم لله ..
قربة إليه ..ابتغاء توفيقه
سعيا لنيل معيته الخاصة لك ..
هل تستطيع الآن أن ترسمها
ابتسامة
نقية
صافية
قوية
تنير وجهك
تسر نبضك
هيا
ابتسم
انطلق
فدين الله يحارب ..
دين الله يعاديه أناس لا يكادون يفترون عن الكيد له
فهل ستترك لهم الدرب خاليا لأنك منشغل بهمك وحزنك ؟
أيها القلب المحب صدقا لربك .. لدينك ..
انفض عنك ركام الأحزان ،
وقل ،( رب أعني ولا تعن علي )
وانطلق فليس دينك الذي يحتاجك فهناك غيرك
لكنك من تحتاج شرف نصرة الدين .
مـقـتـبـــــــــــــس :
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو :
(( رب أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ،
وامكر لي ، ولا تمكر علي ، واهدني ، ويسر الهدى لي ،
وانصرني على من بغى علي ،
رب اجعلني لك شكارا ، لك ذكارا ، لك رهابا ، لك مطواعا ،
إليك مخبتا ، لك أواها منيبا ،
رب تقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي ،
وثبت حجتي ، واهد قلبي ، وسدد لساني ، واسلل سخيمة قلبي ))
الراوي:عبدالله بن عباس المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 3/153