الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يعمد بعض المعالِجين إلى حرق الجني الصارع بالنار ، وهذا الفعل لا يجوز لسببين رئيسين :
أولاً : إن في ذلك مخالفة صريحة للنصوص الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ورد النص بتحريم الحرق بالنار سواء كان الأمر يتعلق بالإنس أو الجن على السواء ، لأن النار لا يعذب بها إلا رب النار ، فقد ثبت من حديث حمزة الأسلمي – رضي الله عنه – قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّره على سرية ، قال : فخرجت فيها ، وقال : " إن وجدتم فلانا فاحرقوه بالنار " فوليت فناداني فرجعت إليه ، فقال : " إن وجدتم فلانا فاقتلوه ، ولا تحرقوه ، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار ) ( حديث صحيح – صحيح أبو داود - 2327 ) 0
وقد ثبت أيضا من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه- أنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأينا حمرة – طائر صغير كالعصفور - معها فرخان فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش 0 فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها " 0
ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : " من حرق هذه " قلنا : نحن ، قال : " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ) ( حديث صحيح – صحيح أبو داود - 2329 ) 0
سئلت اللجنة الدائمة عن حكم حرق الجني الصارع بالنار ، فأجابت : ( يحرم إحراقها بالنار مطلقا ، لأن النار لا يعذب بها إلا الله 0 وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( فتاوى العلاج بالقرآن والسنة – ص 72 ) 0
ثانياً : لما قد يترتب على ذلك الأمر من مفاسد عظيمة ، خاصة تعريض سلامة وصحة المريض للخطر 0
وقد يستخدم البعض في ذلك أدوات حديدية كالملاعق والسكاكين ونحوه ، وكل ذلك لا يجوز بناء على ما ذكر في الأحاديث آنفة الذكر ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصجبه وسلم 0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني